2012/07/04
خالد سميسم - السفير
تحمل الكلمة والصورة وحتى الأغنية هذه الأيام في سوريا موقفا ورسالة. إما أن تصنف صاحبها بأنه من أنصار الحركة الشعبية، والا فإن «جهنم» قوائم العار التي تجددها المعارضة في كل لحظة على صفحات «الفايس بوك»، ستكون بانتظاره!
وإذا كانت معظم المواقع الالكترونية قد حسمت أمرها بكلمة «مع»، أي مع السلطة، وكذلك عشرات الفنانين حسموا أمرهم أيضا، فإن «جهنم» قوائم العار ما زالت مفتوحة عليهم وعلى بعض أغانيهم، وهي القوائم التى وضع اسم الفنانة نورا رحال فيها، نتيجة إطلاقها مؤخرا لأغنية «منحبك» للرئيس بشار الأسد.
فضائيات جديدة ظهرت على «مسرح» الصراع، ونقصد هنا الصراع الالكتروني والأثير الفضائي في سوريا، حيث تبث على مدار الساعة أغاني وطنية لفيروز ووديع الصافي، بالإضافة الى تلك الأغاني الوطنية السورية التي تمجد « القائد» و البلاد في آن معا.
ومن تلك الفــضائيات التـي ولدت عقب انطلاق التظاهرات الشعبية: «سوريا بلدنا» و «فرح» و«لولو»، ويخيل للمشاهد أن «سوريا كلها» تتحـدى، عبر الأغاني، ملل الأخبار المزعجة بغالبيتها مع سقوط ضحايا أكانوا من المحتجين أم من عناصر الشرطة.
في هذه الفضائيات، وبالإضافة إلى الأغاني الحماسية والصور التي تعرضها لمدن وأماكن سورية، ثمة مساحة تفرد لرسائل «التعاطف» والحب من المواطنين، حب الرئيس، يخبرونه من خلالها أنهم معه مهما حصل. عدا عن تعبير خاص بالمحطة نفسها، إذ تبرز فضائية «لولو» على شاشتها صورة للرئيس الأسد و تورد «أن إدارة القناة والعاملين فيها يفدون بالروح والدم سيد الوطن»، فيما تضع قناة «فرح» رسالة مشابهة تبلغ من خلالها تحياتها وتأييدها «للقيادة الحكيمة» ورئيسها.
وفي النتيجة دخلت هذه الفضائيات بقوة الحلبة بالأغاني التي تلهب المشـاعر، مشاعر التأييد، وبصور تذكر أن الوطن ما زال جميلا، وأن الأغاني ما زالت ممكنة رغم كل شيء. فالأغنية والصورة جزء من ذاكرة السوريين، ومحرض لهم لصــناعة موقف، مهما كان هذا الموقف، ولصالح أي جهة، سواء مع السلطة أو المعارضة