2012/07/04
خاص بوسطة – يارا صالح
أكدت الفنانة ديمة الجندي أن جميع أبناء الشعب السوري لا يختلفون أن ما حدث في البلد هو مؤامرة ضد البلد، وأنه تم استغلال المطالب المشروعة من قبل البعض بطريقة بشعة، وتمثلت بمحاولات لزرع الفتنة الطائفية أولاً، بعد ذلك انتقلوا إلى استغلال حاجة أبناء شعبنا إلى الإصلاح، وإلى بعض المطالب المحقة، وأضافت: «لا أعتقد أن أي شخص يحب سورية، يمكن أن يخطر على باله أن يعبّر عما يريده بطريقة مسيئة لنفسه أولاً، وأولاده ثانياً، ولبلده ثالثاً».
وفي تصريح خاص لبوسطة، أكدت ديمة أن «المطالب المشروعة حق للجميع بطريقة حضارية، وكلنا نعرف أن الإصلاحات الجديدة فتحت لنا أبواب الحديث بكل جرأة عن كل ما يزعجنا، وهو أمر خفف من الضغط علينا، وفي الحقيقة ما تم الكشف عنه نتيجة هذه الجرأة هي أشياء مزعجة في الحقيقة، كانت تحدث مع أبنائنا وأهلنا، معظمها تتعلق بالفساد وباستخدام المسؤولية بطريقة مسيئة».
كما أضافت ديمة: «أنا شخصياً لدي العديد من المطالب، منها أسعار البيوت والعقارات في البلد، التي تضاهي أسعار فيلات نيويورك، ومنها ضرائب السيارات التي تُهلك المواطنين، وغيرها الكثير.. لكنني أعتقد أن الخطوة الأولى لتلبية هذه المطالب بدأت تُنفّذ، وهناك مسودات قرارات بدأ العمل عليها فعلياً، وأنا أعتقد أن المطالب الاجتماعية والمعيشية التي تم تنفيذها أهم من المطالب السياسية على أهميتها».
وهنا شرحت ديمة رأيها من إلغاء قانون الطوارئ: «بصراحة وجرأة أقول: أنا لست مع لإلغاء قانون الطوارئ، أنا مع إيقافه واستعماله في حالات معينة، فمن يدقق النظر تماماً في هذا القانون يُدرك أنه لا يستخدم إلا في حالات الحرب الأهلية والحرب الخارجية والكوارث الطبيعية، وهذا ما يجعل في إلغائه استباحة لأمن المواطن كما أظن، لكنني في الوقت نفسه أرفض تماماً أن يتم استخدام هذا القانون في الاعتقالات التعسفية، وفي ظلمك الأبرياء، نتيجة الاستخدام الخاطئ للقانون من قبل المسؤولية الفاسدين».
أما في موضوع تعدد الأحزاب، فقد رأت ديمة أن «تعدد الأحزاب ليس بأهمية المطالب الآنية المتعلقة بالمعيشة ومستلزماتها، وكما رأى السيد الرئيس، فهناك أولويات بالنسبة للإصلاح، وأعتقد أنه كان من الممكن تأجيل النظر في قانون الأحزاب أو التظاهر لأجله، لحين الانتهاء من المطالب المعيشية للمواطنين».
من ناحية أخرى، اعتبرت ديمة أن الهجمة الأخيرة على الفنانين السوريين ليست إلا فصلاً من فصول الهجوم على هذا الشعب، وقالت: «أعتقد أن الذين فشلوا في الهجمة الطائفية على البلد، حاغولوا أن يهاجموا الفنانين الذين نقلوا الوجه الحضاري لهذا الشعب إلى كل العالم، وأعتقد أن ما جرى هو لعبة من الإعلام، وتحديداً من المحطات الناطقة باللغة العربية»، معتبرة أن «الفنانين السوريين كانوا في لحظة الحدث مثلهم مثل أي من أبناء شعب سوري يتابع ويشاهد ما يحدث، دون أن يعرف الحقيقة تماماً، في ظل تقصير حقيقي للإعلام السوري في بداية الأحداث، كما أن الكثيرين من الفنانين السوريين أصيبوا بالصدمة نتيجة الأوضاع، وبعضهم ليس ممن يتحدثون دون أن يتم الاتصال بهم، كما أنهم كانوا حائرين في ظل غموض الموقف».
وأضافت الجندي: «فيما بعد، بدأ الفنانون بالتعبير عن رأيهم، كل بطريقته الخاصة، سواء بالنشر على صفحاتها في موقع "فيس بوك"، أو بالاتصال على القنوات الفضائية أو الإذاعات السورية، أو بالخروج في المسيرة مع الفنانين أو بشكل فردي، وهو ما فعلته أنا كما الكثيرين من الفنانين، وأعترف أنني بكيت عندما رأيت هذا الالتفاف الشعبي حول الوطن وقائده، لأن سعادتي كانت لا توصف».
أما فيما يتعلق بالبيان الذي أصدره الفنانون، والذي طالته الكثير من الانتقادات، قالت ديمة: «قرأت البيان أكثر من مرة، ولا أرى أنه كان يحمل إساءات لأحد، ولا على أي صعيد، ولكن نتيجة للاستغلال الخاطئ للبيان من قبل القنوات الفضائية الناطقة باللغة العربية، فقد أصدر الفنانون بياناً توضيحياً.. ولا أكشف سراً إذا قلت أنني أؤيد أن يكون هناك يوم حداد على الشهداء الذين سقطوا في درعا واللاذقية، من أبناء شعبنا المدنيين ومن قوى الأمن والشرطة، وهذا أقل ما نقوم به للتضامن مع أهلنا الكلومين».
ديمة ختمت بالتأكيد على أنها تثق بالخطوات التي تم اتخاذها للإصلاح، وأنها تؤيد أن يكون هناك توازن بين الخبرات والأسماء المهمة، وبين الشباب في تشكيلة الحكومة الجديدة، وقالت: «أتوقع أن ما هو قادم لهذا البلد هو الأفضل، فنحن لا نستحق أي شيء ظالم.. فنحن لا نشبه أحداً.. "نحن سوريين ومكترين"».