2012/07/04
المجلد الأول "المكتب العقاري"
الفصل الرابع (الكهربا مطفية)
يوسف السرحان
بشغلتنا في صنفين من الناس، الدفيع والشقيع.. الدفيع، يعني اللي معه مصاري وداخل بمصاريه ليدفع ويشتري ويقّلب.. والشقيع، يعني متل حالاتي على باب الله، يا دوب يلحق يلحس أصبعته[1] من هون ومن هنيك.. المهم يطلع ولو بربع عمولة قبل ما الدفيعة يكشوه لبره، متل العادة.. مشان هيك بتلاقي الشقيع عم يحوص متل المدبوح، من هون لهون بس ليضمن ولو ربع العمولة اللي بكون متفق عليها.. لك حتى الربع بيتاكل عليه لو ما كان قد حاله وعرف كيف يلعبها منيح.. مشان هيك معروف عن الشقيع أنه ما بيكشف وراقه لحدا، حتى للي خلّفه.. لأنه ما حدا عاد ضامن حدا بهل اليومين.. وإيمتا بكون الشقيع ضامن إيده، مو كتير يعني، بس أكتر من غير مرات، لما بكون المشتري من يمه.. يعني من جهته.. والأهم يكون شرّى مو خرّى.. لا تواخذونا... والشرّى بهل اليومين نوعين كمان.. في شرّى بفوت بس ليقلّب بس كمان من كتر ماهو نس ما بيعطيك لا حس ولا خبر، وبفرجيك أنه بده سقف ينستر تحته هو وعيلته بقرد ودب.. وبتقوم بتركض معه وكل فكرك أنه الرزقة إجت وإنت مانك دريان أنه المي عم تمشي من تحتك والسهتان قاعد عم يكشف كل وراقك، وبآخر الطريق بطقك البرغي العجيب وبيشتري اللقطة اللي هيه واللي إنت بتكون دليته عليها، وطبعا مو عن طريقك.. وبتطلع بلوشي بعد كل هل التعب.. وفي شرّا شرّا.. يعني عن جد بده ينستر أو يحط مصرياته ببيت وبعدين بشوف شو بيعمل فيه.. وهدون يا حسرتي صاروا قلال متل المطر بالشتوية..
مشان هيك ما عاد حدا ضامن حدا بهل اليومين.. والشقيع بالذات يعني إن ماكان نابه أزرق ما في داعي يفوت الفوتة كلها لأنه راح ينلعب فيه فطبول.. لأ والأنكى من كل شي أنه الدفيعة وصحابين المكاتب ما بيكرهوا حدا بالدنيا قد الشقيعة.. مع أنه لولانا الله وكيلكن ما لاقوا شغل.. ولا تقولوا لي عم اسلبها.. هلق واحد تنبل ساند طيزه طول النهار فوق الكرسي، متل أبو سمير النس، راح يقدر يلف اللف اللي عم نلفه نحنا.. لك أبو سمير ما فيه حيل يطلع على الطابق التالت ليشوف بيت.. كيف بدو يلف..
مرة بالزمنات لاقيت بيت ببنايات الأربع تعش تبع المزة.. البيت لقطة.. والجماعة رايدين يبيعوا بسرعة ويسافروا على كندا هجرة ومستعجلين لأنه لازم يصيروا هنيك وبآب قبل أيلول مشان ما يروحوا على برد، ولأنه الرجال صاحح له شغل كمان هنيك ولازم يستلمه بأول أيلول.. وكل ما صارت البيعة أسرع كان أحسن، لأنه هيك بتسافر العيلة كلها دفعة واحدة.. قلت ما في غير أبو سمير النس، مدكن وجاهز دائما وشايل على طرف للقطات.. وهي لقطة، والبيت حلو عن جد.. يعني صحابه ما كان صار لهن مدوكرينه تلات تشهر والفرش دقله بيرقص[2].. والبيعة مع الفرش كمان.. يعني شقة مفروشة حفر وتنزيل.. المهم وصلنا تنتين الضهر وبالميكرو متل العادة.. أبو سمير ما بيدفع أجرة تكسي حتى ولو رايح إسعاف.. وصلنا على مدخل البناية وإذ الكهربا مقطوعة.. سألنا إذا الأسنيسير فيه مولدة.. قالوا فيه بس عطلانة ويمكن ما تتصلح لبعد الظهر.. حبيبي.. البيت بالطابق التامن.. التفتت ناحية أبو سمير، لاقيت صلعته عم تلمع من العرق بعتمة المدخل.. قلت ولي هلق ما راح يطلع والنتيجة البيعة تفقس ويروحوا الجماعة لعند حدا تاني.. قلت له أبو سمير منطلع شوي شوي.. على مهلنا.. ما في حدا لاحقنا بعصاية.. والبيت صدقني بيستاهل.. قال أمري لله قوم لنشوف.. وطلعنا درجة درجة.. وصلنا أخيرا للطابق التالت.. ما لاقيت غير أبو سمير دقر بقرنته وماعاد بده يتحرك متل التيس اللي آكل شوكة بحلقه.. قلت له شبنا معلم، ما حلك تخَتيِر يعني.. قال لي تضرب إنت وهل التعتير ماني متحرك من قرنتي.. وقعد على الدرجة وربص وإذا بتجبله ونش ما بيتحرك.. قلت شو بدنا نعمل هلق.. قال كمل لحالك أنا ماني طالع ولاني نازل لحتى تيجي الكهربا.. قلت ولي، سبحانه وتعالى وحده بيعرف إيمتى بدها تيجي أو إيمتى راح يصلحوا مولدة الأسانسير.. يقصرك يطولك، وأبو سمير متل التيس ما تلحلح من محله.. قلت أمري لله بطلع أنا بشوف الجماعة وبقول الشرّا صار معه استعصاء بالطابق التالت، وبرجع لعنده بكون ارتاح شوي ومننزل لتحت.. وما فكرت أحكي مع الجماعة بالموبايل قلت عيب يمكن ما يصدقوا، وأنا اللي آخد الموعد معهن.. مشان هيك قلت أحسن يشوفوني وبهيك بيعرفوا أنه ما خلفت بالموعد.. طلعت وشفت الجماعة وأخدت موعد تاني واعتذرت منهن وهن كمان كانوا متضايقين من الكهربا وقطعتها وقدروا أنه الزلمة كبير وقالوا حاكينا المسا ونحنا منيجي بالسيارة ومنجيبكن لهون.. قلت أحسن وأحسنين.. ونزلت.. وين أبو سمير؟!!.. سلامة روحك.. ما في حدا.. قلت يمكن سبقني لتحت.. طرت لتحت.. كمان ما في حدا.. لعمه.. ليكون عملها ورجع على المكتب.. سحبت الموبايل واتصلت وطلبته، طلع خارج التغطية.. رجعت اتصلت من موبايلي الله وكيلكن بالرقم الأرضي تبع المكتب، رد ابنه قال لسه ما رجع.. لعمه.. وين اختفى؟!.. يعني مو معقول يعملها ويمشي ويتركني هون.. بتكون قلة ذوق، وأبو سمير بكل نجاسته مانو قليل ذوق لهل الدرجة.. ولحظتها فتل راسي الفتلة العجيبة وقدرت أنه أبو سمير النس عملها وفلسع.. يعني في جماعة بيعرفهن حتما بالطابق التالت، تركني لحتى اطلع لعند جماعة الطابق التامن وفات لعند جماعته ولاطي لحتى روح ليتفاهم مع جماعة التامن لحاله.. قلت ما بدها يا ولد، ومتل الطير طلعت تمان طوابق بلمح البصر وأنا راح موت.. ولطيت بنص الدرج بين التامن والتاسع لراقب باب البيت تبع الطابق التامن.. ما بدها كتير مفهومية، يمكن الجماعة اللي بيعرفهن يكونوا بالطابق التاني أو الرابع، وهو ما وقف عند التالت إلا بس مشان يضيعني.. بس مرجوعه بالأخير على الطابق التامن.. وهون رح الطي له ولو سنة... ومر الوقت وإجت الكهربا وتحرك الأسانسير وطلعت ناس وإجت ناس وأبو سمير لا حس ولا خبر.. لعمه.. وين بكون؟!!.. رجعت اتصلت بالموبايل، لسه مطفي.. بالمكتب، ما حدا رد، راحوا عل الغدا، وأنا عصافير بطني عم توصوص.. فكرت روح دق على باب الجماعة بالتامن وإتأكد.. بس قلت عيب، يعني شو بدي إحكي، الشرّا اللي أنا جايبه عم يلعب من ورا ضهري... المهم ما لكن بطولة السيرة.. نزلت الساعة خمسة المسا.. لطيت شوي قدام باب البناية، كمان لا حس ولاخبر.. رجعت حكيت مع المكتب كان ابنه رجع.. قال أبوه نايم بالبيت.. قلت لعمه.. كيف هيك ما قلت له إني اتصلت.. قال حكى له بس أبوه كان تعبان كتير وارتفع ضغطه وأخد تكسي وعلى البيت دغري، واليوم المسا ما راح ينزل على المكتب.. قلت إذا هيك منرجع منعتذر من الجماعة ومنأجل لبكره.. واتصلت بجماعة الطابق التامن وأنا على باب البناية.. رد عليّ الزلمة وقال أنه البيت انباع لجماعة بيعرفوهن ومشان هيك بيعتذر مني.. لعمه.. كيف هيك، شلون صارت البيعة وأنا لاطي قدام باب البيت ولا حدا فات ولا حدا طلع.. طبعا ما قلت له هيك.. بس رديت بأنو يا دوب ما مر تلات أربع ساعات، كيف صارت البيعة بهل السرعة.. رد الزلمة وقال صارت على التلفون، لأنه الجماعة بيعرفوا البيت منيح وكانوا مترددين وفجأة اتصلوا وقالوا لا تبيع لحدا نحنا اشترينا.. واعتذر مني الزلمة وسكر الخط.. وأنا دارت الدنيا بنافوخي.. يعني ضروري يرتفع ضغطك يا أبو سمير هلق، على حظي المعتر.. المهم حملت حالي ورحت عل المكتب.. قلت ما بدها.. أبو سمير لو عم بيموت لازم ينزل المسا عل المكتب بس ليقعد يخمخم متل عوايده.. ومتل ما توقعت.. سبعة المسا كان صاحبنا مشرف وضحكته بعرض الطريق.. خير، إن شاء الله ما عاد في ضغط أبو سمير.. رد وقال وين الضغط يا ابن الحلال، هيه ساعة نوم بعد أكلة بامية معتبرة وكله تمام التمام، وضرب على كرشه.. وتذكرت سندويشة الفلافل اللي تمهريتها وانا راجع لعنده على المكتب.. وراحت أيام وإجت أيام وبعدين بنص الشتوية اللي بعدها وأنا بمشوار لنفس البناية لاقيت أبو سمير ذات نفسه على باب البناية.. أول ما شافني حسيته نقز.. قلنا خير أبو سمير جاية تشوف البيت اللي ضيعناه الصيفية الماضية.. قال لأ.. بس في إلي جماعة ساكنين هون وكنت بزيارة لعندهن.. لعمه.. قلت ليكونوا بالطابق التالت.. قال صحيح.. شو عرفك.. بس هي قالها وهو عم يضحك.. قلت يعني ما بدها كتير مفهومية، علقت بنفس الطابق وفلسعتني.. بس ما طلعت لا من نصيبك ولا من نصيبي.. قال وهو عم يضحك.. لأ إنت الصادق طلعت من نصيب جماعتي.. قلت كيف؟!!.. رد ما بدها كتير مفهومية.. خليت جماعتي يشتروا البيت وأنا أخدت العمولة، وعم أجرلهن ياه مفروش من مكتبي.. وأنا.. يعني أنا ما غيري، راح أفقع... واللي زاد فقعتي أكتر من أي شي أنه أكلة البامية اللي حكى عنها لما رجع بنفس اليوم عل المكتب كانت عند جماعته ما غيرهن!!!!..
مشان هيك الواحد إذا ما معه دراهم ما حتداوي جروحه كل المراهم... بس شو بدنا نعمل، منقعد منكسر[3] على حالنا شوي، منقول مرة بتصيب ومرة بتخيب.. وهن ميات بدك تشربهن وتتكل.. بس اللي بيحرق القلب عن جد أنه بتقعد بتدور على رجليك ليل نهار وتخطط وترتب وبيجي غيرك بياكلها عل البارد المستريح وفوقها صحن بامية كمان.... كأنه الرزقة مكتوبة لناس وناس.. استغفر الله العلي العظيم.. بس شو بدي إحكي.. لك حتى لما بتقعد وبتحسبها جد بتطلع بآخر الطريق لعبة، ولما بتحسبها لعبة، بتطلع جد..
مرة من المرات كان في شحاد مدبق علينا، وكل ما يشوف حدا بالمكتب نلاقيه لزقله ومن مال الله، نقعلوا من الباب ينط من الشباك، لك صرنا نقفل باب المحل لما نشوفه جاية يشحد من أول الشارع من كتر ما هو دبقة وقليل ذوق وما بيفهم.. ومن كتر ما هو لزقة سميته دبانة.. ودبانة بالذات حبيب قلبه لأبو سعيد جلطة.. مرة كان أبو سعيد معصب بالمحل لشغلة فاضية متل العادة.. الظاهر آكل بهدلة من المعلمة بالبيت ونازل يفش خلقه بالمحل.. المهم وهو عم يحكي ويشوبر وأنا قاعد على طرف الطاولة عم اطلع فيه وهاني مارلبورو قاعدا ورا الطاولة وعم يدخن ويطلع كمان، متل العادة.. وأبو سعيد شايفنا ساكتين وعرفان أنو عارفانين سبب تعصيبه وعم يجن أكتر.. فجأة حس حركة وراه التفت محسب زبون، يعني مي حلوة يكون طالع صوته قدام الزباين.. قام لاقى دبانة واقف متل الخشبة مادد إيده من مال الله متل العادة.. واللي زاد قهره أنه أنا وهاني كنا شايفين دبانة وراه وما حكينا.. قام زاد جنانه أكتر وانفجر بوش دبانة وقلعه من المحل دفش.. دبانة كان راح يوقع، بس دبر حاله وأول ما صارت رجله بريت المحل فتح باجوقه[4] وتقول كل مسبات الدنيا طلعت معه مو هيك.. ولأ وفوقها صوت جعاري من اللي بحبه قلبك.. وعلى الله لا يرزقك ولا يوفقك ولا يعطيك العافية ولا يقشعك خير يا كافر يا بخيل يا زنديق يا حرامي، خود لتشبع.. التم الشارع كله على صوت دبانة، وأبو سعيد واقف عل الباب ومانه عرفان شو يعمل.. انا من ناحيتي كنت بألف زور عم خبي ضحكتي.. بس لحظة لمحت دبانة مادد إيده على الأرض وبدو يتناول حجر ويضرب الواجهة فيه، قلت ولي[5] كملت.. وربكن ستر اللي بلحظتها بيّن فتحي الدب بأول الطريق.. فتحي صحيح دب، بس لما يطير غزال ابن غزال.. وهو شاف خاله علقان مع دبانة وقلَب غزال عن جد.. وربكن حميد كمان اللي دبانة لمح الغزال اللي جاي ناحه قبل ما يتناول الحجر ويرميه على الواجهة.. وهو لمح الغزال من هون وقلب صاروخ من هون.. كيف، ما بعرف.. مع أني بقدّر عمر دبانة بعمر أبو سعيد، يعني بحيطان الستين تقريبا.. بس مع ذلك لياقة بتخوف.. لك حتى فتحي رجع عل المحل عم يلاهت وبين كل لهته ولهته يسب ويلعن دبانة اللي طلعتله جناحات فجأة...
المهم بنفس اليوم بالذات كانت في مشكلة عم يحكوا فيها بكل المحلات اللي بتطل على الطريق.. الكل فقعتهن البلدية إنذار فجائي وطالبتهن بدفع ضريبة نظافة زيادة عن باقي العقارات التجارية وبأثر رجعي، قال شو هن بيطلوا على الطريق العام.. وانبلشت كل المحلات بالسيرة، لأنو الكل كانوا مطالبين.. ومو فارقة أي طريق.. طريق عام، زاروب.. حارة سد.. محل مسكر، محل مفتوح.. مكتب، بياع فلافل، كندرجي، صيدلية.. الكل بده يدفع.. وأقل محل عليه مبلغ مو أقل من تمان تلاف ليرة ولفوق، حسب المحل ومساحته.. ويومتها ما حكينا لأبو سعيد عن الموضوع لأنه فات وهو عم يزعق وطلع مستند على كتف الدب ابن اخته ليوصله عل البيت بعد بهدلة دبانة.. قلنا راح نناوله الخبرية المسا لما يرجع.. الظهر وأنا قاعد بالمحل بيرن الموبايل، بيطلع واحد من شلة العواطلية رفقاتي.. قال مجتمعين عند فلان وبدنا نتغدى قوم وتعال لعنا.. قلت ما بدها.. أصلا لولا هل كم صاحب اللي بقيولي كانت حياتي كلها زفت مطين، ولولا هل القعدات الحلوة اللي بتفش القلب ولو على صحن فول كنت بغص حتى بالمي.. الساعة تنتين وشوي قمت ورحت لعند الشباب.. المشوار ما كان طويل مع أنه الدنيا كانت شوب، بس هن عشر دقايق يا دوب.. بآخر شارع الحمرا من جهة البرلمان.. وأنا طالع بأول شارع الحمرا من جهة ساحة عرنوس، الشارع كان فاضي، الدنيا حريق والعادة المحلات بالصيف بهيك وقت بتسكر لأنه مافي زباين ينزلوا، فجأة بسمع صوت بعرفه منيح، والله صوت دبانة، لأ وعم يزعق كمان.. اتطلعت قدامي منيح وإذ دبانة ذات نفسه واقف قدام واجهة محل بنص شارع الحمرا وعم يزعق على شب طول بعرض وباين صاحب المحل اللي واقف دبانة قدامه.. قلت كملت، فطر عنا وراح يتغدى عند هل المعتر.. قربت شوي، لعمه، ما صدقت اللي عم اسمعه.. دققت أكتر.. الشب طول بعرض واقف قدام دبانة متل اللي عم يشحد منه ودبانة، أقصر من أبو سعيد اللي يادوب مية وستين سانتي، شادد حاله وعم يعيط على الشب.. قلت ليكون عامله شي عمل أو مهدده بسحر.. بس لما قربت أكتر الصوت صار أوضح وما صدقت أكتر وأكتر.. دبانة عم يقول للشب ما راح ندفع ولا قرش، والشب عم يرد على دبانة وهو خايف ما بصير يا معلم، هي ضريبة وبدها تندفع.. لعمه.. لكون بحلم مو بعلم.. دبانة معلم؟!!!.. ووين بنص شارع الحمرا اللي متر المحل فيه مو أقل من مليون ونص ليرة!!.. قربت أكتر كانوا الجماعة انتبهوا لي.. قام سكتوا فجأة.. ولما لمحني دبانة تذكرني.. قمت وبسرعة شديت لعنده وقلت كيفك معلم دبانة.. هو سمعني ومتل العادة ركب جناحاته وطار.. كنت وصلت لعند المحل.. طول بعرض فات تخبى جوا.. أنا من جهتي قلت والله ماني مفوتها، اتطلعت على المحل.. لعمه.. لك بيوصل للستين سبعين متر مربع.. مو معقول.. فيه بدون الديكور ميت مليون!!.. فكرت فوت واحكي مع طول بعرض، بس صاحبنا كان مسكر الباب البلور ومتخبي ولا حس ولا خبر.. قلت ما بدها والله ماني مفوتلك ياها يا دبانة..
اليوم التاني من الصبح بكير كنت مطلع كل المعلومات عن العقار.. لطيت يومين عم انتظر دبانة يطل عنا.. نواحينا.. بشارع الحمرا.. ما في حدا.. لعمه لما ما كان بدي إياه كان لازقلي متل الدبانة، لما صار بدي ياه اختفى.. بس على مين، ما راح اتركها تفوت ولو شو ما بده يصير يصير.. هيّ إجت لعندي وأنا راح اضحك وضحك خلق الله على دبانة وأبو سمير النس معه.. تالت يوم فتت عل المكتب، هاني ودخنته كانوا ورا الطاولة، بحركة سريعة سحبت التلفون واتصلت برقم محل دبانة.. رد علي شب.. طول بعرض أكيد.. المهم قلتله إذا حابين تبيعو في عندي شرا.. رد الشب قال أنه ما عم يفكروا بالبيع.. رديت محلكن حقه بالميتة ميت مليون.. هون دخنة هاني وقفت بنص الطريق بين تمه وسقف المحل.. وكملت أنه الشرا جاهز للدفع وكاش وفورا والسعر اللي بناسبكن لأنه أصلا عم يدور على محل بشارع الحمرا بمساحة سبعين متر وبده ياه ضروري كتير، فكروا بالموضوع وردولي خبر.. ونكاية عطيته رقم موبايلي.. وسكرت التلفون ودرت ظهري ومشيت دغري.. قلت هلق هاني راح يحكي مع المعلمة اللي راح تتصل فيّ.. وما وصلت لأول الشارع إلا وكان رقم موبايل أم سعيد، تقبر قلبي، على شاشة موبايلي عم يرن.. خير معلمتي.. قالت أي خير هادا وإنت رجعت تلعب بدنبك متل العادة.. قلت لأ هيك راح ازعل هه.. قام خففت وضحكت ضحكة، دخيل الله، كنت راح فوت بسيارة كانت عم تلف الكوع... المهم ارتخيت عن جد مو عن مزح هل المرة.. مع انه الحكاية كلها سلبينا[6] بس قلنا يعني ضحكة أم سعيد لحالها بتكفي.. قالت قوم تعال لعندي لأفهم منك شو عم يصير.. وبلمح البصر كنت قاعد عندها بالصالون..
لعمه.. نافضة البيت نفضة واحدة غير شكل.. لك حتى هي ساويتوها بدون ما إدرى؟!!.. لا حس ولاخبر.. على الأقل سألوني بجبلكن معلم جبصين معلم كهربا.. والله أنا التاني ابن سوق يعني وما راح آكل عليكن أكتر من أبو سمير النس.. بس شو بدك تحكي.. وأنا ما عاد فيّ إحكي حرف واحد وانربط لساني لما فاتت المعلمة.. إي شو هاد.. لك مو نافضة البيت وبس، ونافضة حالها كمان.. لك نحفانة، وبين طولها أكتر وضحكت بسري على أبو سعيد جلطة اللي ما بيوصل لكتفها.. يعني ما نحفت لصارت متل العودة، بس بلش يبين شي تاني من تحت الغلابية اللي لابستها بيقول للواحد طق موت بقهرك.. لك بقص إيدي إذا مو صغرانة عشر سنين عل الأقل.. لك حتى الغلابية من النوع الفخم مو متل اللي كانت لابسته قبل وهيّ معصبة وعم تحلف يمين تقصف عمره لأبو سعيد جلطة.. وغير هيك الإيشارب راح وحطت بداله طاقية مغطية شعرها.. وغير هيك الرقبة كلها باينة لحدود الغلابية اللي نازلة شوي لعند الصدر أكتر من الأول.. لك وشو رقبة، دخيل الله، طويلة ومشدودة متل الغصن على كتاف.. أخ.. لك والعيون كمان.. كأنه في شي تغير بهل المخلوقة لأحسن.. ما بعرف.. يمكن أنا التاني صار لي فترة ما شفتها ومشتاق أو ملهوف.. ويمكن هيّ حست من تطليعاتي مشان هيك ابتسمت.. لك دخيل الخلاق... المهم أخيرا حكت.. قال زعلانة منك.. لعمه.. قالتها بطريقة غطست فيها أكتر وأكتر بالكنباية الجديدة اللي كنت غاطس فيها أول ما قعدت.. شو بدي أحكي.. ربكن حميد طلت السيرلانكية بصينية القهوة.. وسيرلانكية كمان يا أم سعيد؟!!.. إيه الله يرحم أيام ما كنتي تتخانقي مع جيرانك على مين دوره ليشطف الدرج.. بس شو بدكن بالحكي إي والله العظيم بيلبقلها... يا أخي العز حلو على الناس اللي بتعرف كيف تخليه يبين عليها.. وفي ناس الله وكيلكن بكون معن ملايين وما مبين وما راح يبين وكل اللي بيطلع معهن أنه يشرشحوا العز ذات نفسه.. لا تروحوا لبعيد، أبو عماد خبيني.. بس هلق وقته لأبو عماد وغصين البان المعبى قاعد قدامي... المهم من سيرة لسيرة وأم سعيد عم تلف وتدور بدها تعرف كل التفاصيل، وأنا ضارب طناش عل الآخر.. ساعتها تغيرت تطليعتها وقالتلي سماع إذا بدك تسحب كل العملية لعندك فنحنا منعرف كيف نتصرف.. قلتلها الله يسامحك يا معلمتي، ليش الخير لوين بده يجي مو للكل... قالت لي بلا سلبة، كلنا منعرف بيعة بميت مليون ما راح يكون فيها نسبة، ما في حدا بيعطي تلاتة بالمية على هيك بيعة، في مجنون بيدفع عمولة تلاته مليون طقة واحدة.. مشان هيك راح يكون الاتفاق على مبلغ مقطوع مع الشرا والبياع سوا.. وأنت مدكن[7] على الشرا والبياع مشان تتفق معهن على مبلغ وتيجي لعنا وتقر على نصه ويمكن أقل.. قلت بحالي حلو، أبو سمير النس محفظها الدرس منيح.. ورديت عليها هيك إنت عم تقلي من قيمتي وببيتك كمان، وما بترضيلي إياها يعني.. قامت ووقفت وعرفت أنو معناتها قوم انقلع.. قمت ومشيت لعند الباب وأم سعيد واقفة محلها ولا حتى مشيت لباب الصالون.. ولسه ما فتحت الباب وإذ بإم سعيد بتقول، سماع الشرا ما رح نقدر نعرفه، بس البياع راح نوصل له.. ضحكت بسري وأنا طالع، ليش أنا حاكيت البياع من تلفون المكتب ومشيت دغري إلا مشان خلي هاني مارلبورو الأخوت يشوف الرقم على شاشة التلفون ويعطيكن إياه مشان تتصلوا بالجماعة.. إي هادا كل اللي بدي إياه أصلا.. يا الله بكره راح نضحك ونضحك الدنيا كلها عليك يا أبو سمير..
وبعد يومين بالضبط بيرن التلفون بالمكتب.. متل العادة رفع هاني مارلبورو السماعة صفن شوي وبعدين عطاني إياه بدون ولا كلمة.. قلت أم سعيد يمكن جاية على بالها تبهدلني أو تقول أنهن وصلوا لصحابين المحل أو أي شي، وأنا ملهوف اسمع الخبر.. وما بخفيكن اسمع صوتها كمان.. وإذ صوت النس أبو سمير بيطلعلي.. قلت لحالي منيح وصلنا للآخر.. أبو سمير قال سماع، الجماعة صحابين المحل صاروا عنا.. إذا جماعتك جاهزين خلينا نتشاوف[8].. قمت بألف زور خبيت ضحكتي وقلت ليش إنت ضامن صحابين المحل.. قام فقع صوت من عنده متل اللي حدا بعصه بعصاية ممسحة.. هون ما عاد فيّ وفقعت ضحكة خلت أبو سمير يجن أكتر وأكتر.. قلت له لهديه انتظر جاي لعندك.. وسكرت السماعة وطيران لعند أبو سمير.. إي ما بفوت منظره بعد ما قعد مع دبانة لو بيعطوني مليون ليرة..
وصلت لاقيت أبو سمير عم يطلع دخنة من صلعته.. قال خيو من الآخر.. الجماعة جاهزين جيب جماعتك وخلونا نخلص.. قلت بكل برادة وليش العجلة أبو سمير، إي صاحب المحل الأصلي، هي قلتها وانا عم أغمز بعيني، بركة يعني.. قام شوي تانية راح يناولني بصحن السجاير اللي قدامه.. قال يا عرص بتعرف البير وغطاه، الزلمة صار تحت إيدي وما راح يبيع إلا عن طريقي، هات جماعتك وخلصنا بأي طريقة.. عرفت أنه السنارة غرزت وأنه شوي تانية راح يدبقله دبانة بالمحل.. الباقي بس أبو سمير يفضح دبانة.. وأبو سمير ما راح يعملها إلا لما يتأكد أنه البيعة فقست.. مشان هيك ما كركت[9] عليه كتير.. وقبل ما أمشي قلت لأبو سمير إني راح حاكي جماعتي وخبره..
وما بدكن بطول السيرة لطيت يومين قلت خلي دبانة ينشف دمه لأبو سمير قبل ما قول أنه جماعتي فقسوا وما عاد بدهن يشتروا.. وبهل اليومين أبو سمير ما بطل طنطنة على موبايلي كل نص ساعة مرة وما في على لسانه إلا شو صار معك.. لأ وعم يحكيها بطريقة اللي معه باسور وقاعد فوقه.. وأنا مافي إلا عم إضحك وعم قول بسري تحمل إذا بتتحمل، ولسه الخوزاق الكبير على الطريق.. اليوم التالت وكنت ناوي من الصبح روح لعند أبو سمير عل المكتب وبلغه بالنتيجة لنستلم النهار من أوله وتبدا الفضيحة.. لسه يا دوب عم شوف شوفي مافي بالمكتب الصبح وبدي إطلع وإذ بالتلفون برن.. وقفت شوي وانتظرت هاني مارلبورو يرفع السماع.. بس الأخير أول ما شاف الرقم على الشاشة رجع يدخن ويطلع فيّ من فوق لتحت.. اتطلعت على الرقم لاقيته رقم مكتب أبو سمير.. ضحكت بسري ورفعت السماعة وقلت دغري صباحو معلم جاييلك.. قام رد ما في داعي تتعب حالك.. المحل انباع... لعمه.. كيف.. شلون.. هي ما دارتلي.. ولسه ما لحقت ابلع ريقي كان أبو سمير مسكر التلفون.. صفنت شوي، قلت ما بدها، هادا ملعوب من أبو سمير بده ياني طير لعند جماعتي ويخلي حدا يمشي وراي ليعرف الجماعة اللي بدهن يشتروا.. إي بس ما في جماعة.. قلت متل ما بدك يا أبو سمير، وطرت بس لعند طول بعرض، زلمة دبانة ما غيره.. قلت اسمنا ابتدينا لعب خلينا نكمل ونفوت عليه طول بعرض كمان ونشرشحه لأنه باع لغيرنا.. قال يعني في بيعة من أصله.. ومتل ما توقعت فتت عل المحل وانفتحت على الزلمة.. قام من مكانه وقال شو عم تحكي.. قلت مي حلوة حكينا معك قبل الكل وقلنالك الجماعة جاهزين تروح تبيع لغيرنا.. قال ومين قالك أنه بدنا نبيع أو في حدا اشترى المحل أصلا.. هون راح تجيني الضحكة.. قلت بسري لعاب غيرها أبو سمير.. اعتذرنا من الزلمة وطيران لعند أبو سمير النس.. الباب البلور كان مسكر وابنه واقف على الباب من برة.. عرفت لحظتها أنه في بيعة عم تترتب بالنصية فوق، هيك الترتيب بكل بيعة.. قلت للولد وين أبوك.. قال راح مشوار ويمكن ما يرجع قبل المسا.. قلت إذا راح مشوار ليش قافل المحل.. قال عم اتشمس.. اجتني الضحكة مرة تانية، يعني ما راح يبطلوا هل السلبة عل العالم.. في بيعة فوق وراح تنتهي بساعة بساعتين.. قمت وقفت جنبه وقلت والله جبتها، وأنا كمان بدي إتشمس.. ساعة إلا ربع وبينفتح الباب من جوا وبيطلع فتحي الدب حامل كيس أسود.. عرفت أنه فيه مصاري.. وإجا بده يطير وقفته وقلت لوين.. قال وهو عم يطلع على الكيس، لعند حماتي.. وطار.. عرفت أنه راح يودي عمولة المعلمة، بس على مين يا أبو سمير، في بيعة مدبرة من فترة وبدك تسلبها علي وتقول المحل طار.. خلينا للآخر لنشوف.. بعد شوي بيطلع جلطة بيلاقيني عند الباب بقوم بيضحك متل الشمتان بعزا معلمه وبقول، أهلين والله، شو صار بجماعتك.. رديت عم يفكروا.. قام اللئيم فقع ضحكة وقال خليهن يفكروا على مهلهن.. بعد أبو سعيد بيطلع زلمة هيكل عظمي حاملينه تنين زلم.. يمكن عمره فوق التمانين وهو قاعد عم يسب عليهن وعلى زلمة تالت وراهن مباشرة حامل شنتاية كبيرة، عرفت أنو شنتاية المصاري، وأنه الهيكل العظمي هو صاحب العقار اللي انباع فوق بالنصية.. وما بدها كتير ذكا ما الزلمة عم يسب ويلعن وهو يا دوب يقدر يتنفس ويقول الله يلعن أبوكن بيعتوني المحل لتتقاسموا المصاري وترموني بالمأوى، قام الزلمة اللي حامل الشنتاية قال أي مصاري أبي، يا دوب تكفي تسدد الديون اللي عليك للعالم.. المهم مشي الأربعة.. قصدي التلاتة وأبوهن اللي حاملينه على سيارة قريبه زتوه هو والشنتاية فيها وطلعوا.. طليت عل المحل وإذ أبو سمير قاعد مع شب كمان طول بعرض بكرش، وباين غليظ.. وأول ما شافني أبو سمير فقع ضحكة غير شكل وقال فوت فوت لعرفك على المهندس أيمن.. وطلع المهندس أيمن أبو كرش هو الزبون اللي اشترى المحل.. بس أي محل؟!!.. سألت أبو سمير.. قال شو ما عرفت العينتين اللي طلع من عندي محمل قبل شوي، قصده الهيكل العظمي.. قلت لا والله.. قام رد فقع ضحكة تانية.. قال معقول ما عرفت (أبو زهدي يلعن أبوك).. قمت خبطت على راسي.. لعمه.. أبو زهدي يلعن أبوك ما غيره.. لك هادا بالزمنات كان نص شارع الحمرا إله.. وباع وباع وخبص بلاوي زرقا.. كان ما يتكنس من كازينو لبنان بأيام زمان.. والشاطر اللي بيقدر يطلع ويجيبه من هنيك.. ولما صارت أحداث لبنان قلب من القمار للبورصة.. وخبص أكتر وخسر أكتر.. لك حتى اختفى تلات سنين قالوا بأمريكا وعوض كل خسايره بالبورصة ورجع فوق الريح.. وبليلة ما فيها ضو قمر رجع إيد من ورا وإيد من قدام.. واللي بعرفه أنه الزلمة باع كل شي وبقي عل الحديدة.. ومن وقتها يا مين شايفه حاطط كرسي قش صغير قدام واحد من محلاته القديمة بشارع الحمرا وعم يسب عل الرايح والجاية ويقول يلعن أبوك، وبعدها اختفى ولا عاد حدا شافه أو سمع بسيرته.. اتطلعت جهة أبو سمير لاقيته مستغرب أكتر مني.. قال كيف لكان عم تلعب بأعصابي طول اليومين الماضيين وكل فكري إنك بتعرف أنه أبو زهدي كان مخلي محل وحيد بأسمه بشارع الحمرا وما بده يبيعه لا بقرد ولا بدب.. وطلعت روحي أنا وأولاده لرضي يبيع.. قلت ليش كان قصدك المحل تبع أبو زهدي.. قال لكان أي محل كان قصدك.. قمت لحظتها خبطت على راسي.. لك شو القصة؟!!..
وما بدها طولة سيرة... مو أبو سمير أخد مواصفات المحل من هاني مارلبورو.. قام سأل حاله يعني كم محل بشارع الحمرا مساحتهن سبعين متر.. مو كتار.. قام بعت فتحي الدب وطلب منه يدور على المحلات اللي مساحتها هيك ويسأل إذا كان في حدا اتصل فيهن وطلب يبيعوا المحل.. والدب فتحي من كتر ما هو دب فات على أول محل وسأل قالوا له إي في حدا اتصل.. إي كان يكمل على الكم محل الباقيين ويسأل بيعرف أنه كل المحلات يوميا في حدا بيتصل فيها وبيسأل إن كانت للبيع، لعمه شو دب.. لأ ومن طلعته من المحل طار متل الغزال لعند أبو سمير وبلغه.. قام أبو سمير بَحبَش، طلِع المحل الأخير تبع أبو زهدي... ما غيره.. قال ما بدها، راح لعند الجماعة وشاف الأولاد وقال أنه اللي اتصل واحد نصاب حقه فرنكين (قصده أنا) ولا تعطوه شي وفي من وراها نصبه.. قالوا له يا حسرة ليش أبونا بيرضى يبيع.. قال واللي بيقنع أبوكن يبيع شو بيطلع له؟. قالوا عمولة نظامية كاملة حلال على قلبه وما راح نبيع إلا عن طريقه هو، بس يرضى أبونا ونبيع ونسدد المصاري للعالم اللي أكلت وشنا.. قام أبو سمير من كتر ما هو نس ما راح لعند أبو زهدي يلعن أبوك دغري.. نزل لعند إم هيفا على سجن الحريم..
أم هيفا محكومة مؤبد، مو بسبب الشغلة اللي كانت تشتغلها، استغفر الله العلي العظيم، لأنه هيك شغلة ما بتروح فيها مؤبد.. بس بسبب التنتين اللي اكتشفوا جثثهن بواحدة من الشقق اللي كانت أم هيفا مستأجرتها.. مو عن طريق أبو سمير النس دغري.. عن طريق مكتب تاني كان أبو سمير شريك فيه، بس بالسر، وكان المكتب التاني اختصاص إم هيفا وكان يوردلها زباين وصبايا كمان.. الصبيتين كانوا يادوب نازلين عل الشام وعم يدوروا على شغل، صاحب المكتب التاني أبو نديم قشطة، وشريك أبو سمير النس بالسر، كان عنده شقيعة بهل الشغلة وين من كان.. وكان يدوروا على زباين وعلى صبايا.. واحد من الشقيعة شاف الصبيتين، كانوا مستأجرين غرفة بآخر الحجر الأسود عن طريقه وصار لهن تلات تشهر مو عرفانين كيف يسددوا الأجرة.. قام سحبهن لعند أبو نديم دغري.. أبو نديم عرض عليهن الشغل وافقوا وراحوا لعند أم هيفا.. الست دربتهن شوي وبعتتهن بأول مهمة وما كملوها.. تاني يوم الشغيل عند أم هيفا عم يفتح الباب لياخد الصبايا ما لاقى حدا.. والزباين، قالوا كانوا تلاتة، مالهن أثر.. فات على غرفة النوم وإذ بشوف البنتين غرقانين بدمهن.. شي بقولوا دبح.. شي بقولوا الزباين كانوا آكلين لحوم البشر.. وحدة من الصبيتين كان بزها كله طاير وما له أثر.. بيقوم الشغيل دغري بيطلب الشرطة.. لكان تنطبش الشغلة براسه.. ومع ذلك راح فيها خمس سنين بسبب هديك الشغلة، قصدي شغلة أم هيفا الأساسية.. بس بيبقى الموضوع أهون من إعدام يعني.. المهم حققوا وقاموا وحطوا، طلع ما حدا بيعرف الزباين ولا شايفهن، اتصلوا بالليل قالوا نحنا بالمطار وبدنا شقة مفروشة كاملة.. كلمة السر اللي بيحكوها كل الزباين لإم هيفا.. قامت بعتتلهن الشغيل عل المطار وأخدهن على الشقة دغري، وبعد شوي وصلوا الصبيتين.. أم هيفا قبضت المصاري ولا سألت من وين ومين وشلون وكيف، لك حتى ما أخدت جوازات سفر، والشقة أصلا مستأجرة باسمها.. طبعا أبو نديم قشطة ما طلعله علاقة بالموضوع لأنه مأجر الشقة لأم هيفا، وشو دخله إذا قعدت فيها غربتليه[10].. خسيس وبيحسبها منيح.. قاموا ما لاقوا غير أم هيفا بوجهن وحكموها مؤبد بتهمة إخفاء معلومات وإعاقة عمل العدالة بجريمة قتل.. أبو سمير طلع ما تارك إم هيفا طول هل السنين.. أصيل يا عيني.. كل سنة زمان بيبعتلها حدا بشوية مصاري ودخان وغيره.. يعني بدكن تقولوا شغلة كم ألف بالسنة.. والله وكيلكن لو ما كان حاسب أنه راح يجي اليوم اللي يستفيد منها ما كان شخ عليها.. المهم.. إجا اليوم.. راح أبو سمير براسه لعندها.. وطلع دغري لعند أبو زهدي يلعن أبوك.. شو اللي صار، ما بدها حدا يفسرها.. أبو زهدي ما كان ينام إلا عند إم هيفا لما تصدف ويكون بالشام مو بكازينو لبنان، أو بأمريكا ورا البورصة.. ومعناتها أبو سمير قال لأبو زهدي أنا اللي بدي إلعن أبوك بعد هل الكبرة إذا ما بدك تبيع.. وإم هيفا مستعدة هلق تشهد أنك إنت كنت زبون هديك الليلة.. وتمت العملية.. والأنكى من هيك إنه أبو سمير النس ما لطى أكتر من يومين عم ينتظرني جيب جماعتي، إلا وطلع له شرى حقيقي للمحل.. أيمن أبو كرش.. لعمه!!!...
بقي بس إفهم ليش لفوا كل هل اللفة وأنا تارك رقم تلفون محل دبانة على التلفون تبع المكتب وعن قصد.. يعني كان بكفي الحمار هاني مارلبورو يطلع الرقم بعد ما طلعت مباشرة ويعطيهن ياه، ويعلق أبو سمير مع دبانة متل ما كنت مخطط.. بس آخ على حظي.. مو انقطعت الكهربا دغري بعد ما طلعت من المكتب.. والتلفون الجربان اللي بالمكتب بيخزن على الكهربا وبس، ولما تنطفي الكهربا بتنمحي كل ذاكرته.. لك ونشِف ريقنا ونحنا عم نقول لأبو سعيد جيب تلفون جديد وهو يعصب مشان المصاريف.. بدكن أحلى من هيك حظ.. ركبت، بس مع غيري..
[1] لحسة إصبع المقصود فيها يطلع بلحسة من الطبق الكبير اللي لغيره بالأساس..
[2] يعني جديد خلنج.. لا تسألوني شو معنى خلنجن كمان...
[3] يعني منخفف..
[4] باجوق ما بعرف شو معناها.. بس المقصود فيها التم لم بينفتح على الآخر ويبلش يطلع صوت جعاري.. إجينا لنوضحها قمنا زدناها تعقيد..
[5] "ولي" نداء عند الذعر الشديد..
[6] سلبينا.. اسم الدلع لكلمة سلبة.. وسلبة بتعرفوها منيح..
[7] مدكن.. من دكان.. وبالدكان كل شي بيتخبى.. يعني بالمختصر مخبي..
[8] نتشاوف.. يعني نشوف بعض مشان نتفق..
[9] يعني ألحيت من إلحاح..
[10] يعني ناس غربا عن البلد..