2012/07/04
دار الخليج - فنون
حبها للغناء جعلها تتحمل الكثير لتستمر في عالمه، ومع ذلك لم يتركها المبغضون ممن يحاولون عرقلة مسيرتها لأنها تؤثر فيهم على حد تعبيرها، إلا أن الأمر زاد من إصرارها على المتابعة . هي الفنانة اللبنانية دارين حدشيتي التي التقيناها في هذا الحوار .
ما جديدك اليوم؟
مجموعة من الأغنيات المنفردة أصدرتها تباعاً، بدأت بأغنية “أحلى الشباب” التي صورتها مع المخرج باسم مغنية، وأغنية “حضوره” تعاملت فيها مع الشيخ ناصر الصباح ود . يعقوب الخبيزي، وقد صوّرتها منذ مدة في أستراليا، وأخيراً أطلقت أغنية “طمني يا دكتور” التي لم يتم تصويرها بعد . وسأطلق قريباً أغنية لبنانية ثانية على إيقاع “الدبكة” قبل ان يصدر ألبومي الجديد الذي يضم أغنيات منوعة .
تقولين إنك صوّرت أغنية “حضوره” منذ مدة، واليوم ارتأيت إطلاقها لأنها تتناسب والظروف . على أي أساس يتم اختيار توقيت إطلاق أعمالك ومن يحدد توقيتها؟
لا شك في أن توقيت إصدار الأغنيات والأجواء المناسبة لها من أهم عوامل نجاحها، إذ لا يمكن أن نسمع أغنيات لغير السيدة فيروز في الصباح . . الأمر عائد لمزاج الإنسان والجو العام . يستحيل أن نُطلق أغنية فرح والناس تمر بظروف صعبة .
ومع ذلك أطلقت أغنية لمناسبة “عيد الحب”، في وقت كان يمر فيه العالم العربي بظروف صعبة جداً في ظل التحولات الكثيرة؟
قد يكون هذا صحيحاً في جانب من جوانبه، ولكن لا يمكن أن نُغفل أن شريحة من الناس في لبنان كانت تتطلع لهذه المناسبة بشغف بغض النظر عن الأوضاع العامة، لأن الناس في لبنان وصلوا إلى مرحلة من الملل من أجواء الحروب والعنف بعدما عانوا ما عانوه . باختصار أنا فنانة وأقدّر الأوضاع الصعبة، وربما أكون أكثر من قدّمت أغنيات وطنية، للكويت، لتونس، لقطر، ومؤخراً لفلسطين ومصر، وأغنية مصر كانت محضّرة سلفاً، وحمستني الأوضاع لإطلاقها اليوم .
الحماس هو الذي يدفعك كفنانة لتقديم عمل أم جاء الموضوع مسايرة لموجة؟
لا أظنني فنانة تقتنص الظروف، الأغنية كانت جاهزة قبل الثورة . وهي تتضمن رسالة معينة .
الفنان فارس كرم يقول إن الفن ليس رسالة وإن الأغنيات لا تحرر البلاد؟
مع احترامي للفنان فارس كرم أقول بأن الرسالة الحقيقية في الفن هي الابتعاد عن الفن الهابط . صحيح أن الأغنية لا تحرر دولاً، ولكنها تعمل على تخفيف هموم الناس، وإعطائهم نوعاً من الراحة، فهي بالنسبة للمريض ليست دواء شافياً من المرض، بل تساعد على الشفاء .
لماذا تصرّين على سياسة الألبوم، خصوصاً وأنك تطلقين أغنيات منفردة كل فترة؟
هذه سياستي التي اتبعتها منذ ألبومي الثاني “ارتحلك قلبي” حيث كنت أصدر كل فترة أغنية منفردة، لأعود وأضمّها للألبوم بعد ذلك
تحاولين العمل على مخزون كبير من الأغنيات تمهيداً للوقوف على مسارح المهرجانات؟
ليس هذا هدفي من عمل مخزون غنائي . كثرة الألبومات لا تصنع نجوماً للحفلات والمهرجانات في عصر الأغنية “الضاربة” . . والنجوم الذين يحيون الحفلات اليوم قد لا يكونون مطلوبين من الجمهور، بل يمكن أن يكونوا مفروضين من قبل شركاتهم .
ولكن لا يمكن لفنان أن يحيي الحفلات من دون أن يمتلك رصيداً مهماً من الأغنيات؟
بالتأكيد . إلا أن هذا لا يلغي الواقع السائد، حيث نجد المتعهدين المسؤولين عن الحفلات وشركات الإنتاج يفرضون أسماء معينة تخصهم، بحيث أصبح الفن كالسياسة، “واسطات” ومحسوبيات وشللية . لذلك أقول إن النجومية لا تعني كثرة الحفلات وإن الفنان الذي لا يحيي الكثير منها ليس لديه جمهور .
ولكن لا يمكن فرض فنان على جمهور يذهب ليشتري تذاكر حفلاته؟
هم لا يتبعون أسلوب الفرض المباشر، بل من خلال التركيز الإعلاني والإعلامي على الفنان الذي يريدون فرضه، فيعملون على تركيز الإعلام والإعلان عنه ليصبح أمراً واقعاً في حياة الناس .
لديك نقمة على الواقع الفني السائد، وشكوى دائمة من أن هناك من يحاول عرقلة مسيرتك الفنية من دون أن تسمّي الأشخاص ومع ذلك تصرّين على الاستمرار؟
أصر على الاستمرار لأني أحب الفن، ولأنني أعلم بأن وجودي “يغيظ” البعض ممن يصرّون على محاربتي . وفي هذا الإطار حصلت معي أمور كثيرة لا أحب الحديث عنها، لأني تعبت منها . خصوصاً أنني كنت بصدد فتح صفحة جديدة أطوي فيها كل ما حصل معي