2012/07/04
عمار ابو عابد - الاتحاد
«الشبيهة» مسلسل ميلودراما اجتماعية تتشابك فيه العلاقات ما بين أشقاء جشعين، وأقارب حاسدين، وتدور الأحداث من خلال تسع أسر تخلط في علاقاتها ما بين الطيبة والخير والخبث والشر بحسب طبيعة أفرادها.
العمل شديد الوضوح في تركيزه على بطلة العمل (خلود) الشابة التي تعرضت لحادث سير وماتت، و(عذاب) الشابة المغلوبة على أمرها التي احتلت مكانها وتقمصت شخصيتها، ودون أن تدري، لوجود شبه كبير بينهما، وما بين خلود وعذاب تتشعب الأحداث وتتصاعد بين أفراد الأسر التسع، فنشاهد عمليات تهريب وأفعال شر، وانغماسا في الخمر والميسر.
ونشهد جرائم قتل ودخول مجرمين إلى السجن، لكن دون أن يغيب محور الحكاية الأصلية، فجميع الأحداث تدور حول هذا المحور، رغم أنه ليس مصدرها دائماً، مما يعطي العمل طابع التشويق والإثارة، ويكشف عن طبائع الناس في مجتمع يعيش فيه الطيبون والأشرار والمجرمون والأخيار.
الظلم يشرد عائلة
اختار المخرج فراس دهني أن يتحدث عن الحكاية الأصلية في العمل، وهي تتناول تشرد عائلة (أبو وحيد) بعد مقتله ظلماً، ثم قيام تحالف بين شقيقه وشقيق زوجته يؤدي إلى السيطرة على أمواله وتشريد عائلته، وإرغام ابنته (عذاب) على الزواج من رجل شرير، يعمل في التهريب ويتعاطى الخمر والميسر، ويعتبر أن تشرد هذه العائلة.
وتعرضها للظلم هما نقطة انطلاق أحداث العمل، الذي يتفرع لنماذج اجتماعية مختلفة كالمقامرين والمهربين والطيبين والأشرار وأيضاً أوساط التجار وأطماع بعضهم.
ويرى دهني أن مسلسله الجديد هو عمل اجتماعي معاصر، يكشف العلاقات ضمن مجتمع العائلة الضيق، ليصل إلى المجتمع الأوسع، حيث يبرز الظلم وانحياز الأشرار والجشعين إلى بعضهم في مواجهة الضحايا.
ويعترف دهني أن عمله يميل إلى الميلودراما من حيث وقائعه الدامية، وأن ما شده إليه هو اختلاف العلاقات ومجريات الأحداث، مما يتيح له أن يقدم عملاً مختلفاً عما قدمه سابقاً.
ورفض المخرج الشاب اتهام الدراما السورية بأنها تركز على الجوانب السلبية في المجتمع، وأشار إلى أن مهمة الدراما أن تكشف الخطأ والظلم، وأن تعرّي الشر، وبذلك فهي تحصن المجتمع وتسهم في هزيمة الأشرار.
وأكد أن الدراما السورية تسير مع نبض الشارع العربي، وتعبر عن همومه وآماله سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وعن اختياره لأبطال عمله، شدد دهني على البطولة المشتركة للعمل الذي يضم مجموعة من الفنانين من أجيال متعددة.
عمل شائق
تقوم الممثلة جنان بكر بلعب دوري شخصيتي خلود وعذاب، أي الأصيلة والشبيهة، وهي سعيدة بأداء شخصيتين متشابهتين، وقد أحبتهما، ولاسيما (عذاب) التي تعيش تغيرات كثيرة. واللافت أن هذا المسلسل من إنتاج الشركة التي تملكها وتديرها جنان، أي أنها هي التي اختارت النص، الذي تصفه بأنه مشوق جداً ومليء بالأحداث المثيرة.
ولا تنفي جنان أنها كمنتجة وممثلة تختار الدور الذي يحقق طموحها، فهي واقعية، وعندما تنتج عملاً، فإنها تختار الدور الذي يناسبها فيه، لأنها في الأساس ممثلة ويجب أن تعمل. وتعتبر جنان أن عملها كمنتجة يمنحها متعة الإنجاز، أما عملها كممثلة فيشعرها بالتجدد، ويجعلها تتذوق نكهة النجاح والتميز.
نهاية سعيدة
رغم ما يشهده مسلسل (الشبيهة) من قتل وعمليات احتيال وتهريب وصراع متصاعد بين الشر والخير، حيث يسود الأشرار لبعض الوقت، فإن الشبيهة (عذاب) تقودها المصادفات لتنجو من عذابها على بوابة رجل شهم وثري، فقد ابنته للتو في حادث سير، فيعتبر عذاب ابنته البديلة نظراً للشبه الكبير بينهما.
ويتيح لها أن تكمل دراستها العالية في باريس، وعندما يموت يجعلها ترث كل ممتلكاته وأمواله، لتستعيد والدتها المشردة، وتضم أسرتها إليها، بينما يلاقي الأشرار جزاءهم، إما قتلاً وإما سجناً. ورغم هذه النهاية التقليدية السعيدة، فإن القائمين على الإنتاج يرون أنها ضرورية وطبيعية لإسعاد المشاهدين الذين سيتابعون عذابات عذاب ويتعاطفون معها، وينتظرون بفارغ الصبر أن تخرج من محنتها، وأن تنال ما تستحقه.
ويشارك في هذا المسلسل عدد كبير من الممثلين والممثلات في مقدمتهم: جنان بكر، ونضال نجم، وديمة الجندي، وصباح عبيد، وضحى الدبس، وسليم صبري، وفيلدا سمور، وليلى سمور. ويمتد المسلسل الذي كتبه محمود سعد الدين على مدى ثلاثين حلقة، وسيكون جاهزاً للعرض في الموسم الرمضاني المقبل.