2012/07/04
خاص بوسطة - يارا صالح
رغم أن معظم البرامج العربية ذات الإنتاج الضخم، خصوصاً في السنوات الأخيرة، تستند إلى تعريب نسخ أجنبية تم تعريبها من قبل هذه القنوات التي اشترت أيضاً حقوق نقل هذه الأفكار، إلا أننا يمكن أن نجزم القول بأن نجاحات هذه البرامج كانت متفاوتة جداً..
فعندما أعلنت قناة MBC عن برنامج "Arabs' Got Talent"، وبدعاية وحملة إعلانية ضخمة، اعتقد معظمنا أنه سيشاهد برنامجاً من نمط البرامج التي سبق وحققت نجاحات كثيرة، خصوصاً وأنه «فريد من نوعه لناحية الطرح الجديد للمواهب العربية»، لكننا فوجئنا ببرنامج مستنسخ بشكل فاضح، على كافة الأصعدة.
لجنة التحكيم في البرنامج العربي، المؤلفة من الإعلامي المصري عمرو أديب والفنانة اللبنانية نجوى كرم وعميد كلية الإعلام في دبي علي جابر، جاءت نسخة في الطباع وفي التصرفات، وفي الشكل أحياناً، عن لجنة التحكيم في النسخة الأجنبية. عمرو في شخصية الصحفي البريطاني بيرس مورغان المتقلب القاسي في الألفاظ، نجوى بدور الأم الرؤوم التي لعبتها الإعلامية البريطانية شارون أوبزورن، وعلي في دور الممثل ديفيد هاسلهوف (عضو لجنة التحكيم سابقاً والي تم استبداله في الموسم الخامس بمقدم البرامج الكندي هاوي ماندل)، الشخصية المنطقية في أحكامها.
المواهب أيضاً لم تكن أفضل حالاً، ففي معظم الحالات الإبداعية التي رأيناها، لاحظنا تقليداً حتى من قبل المشتركين لحالات غربية في العزف والرقص والغناء، وفي الألعاب البهلوانية أيضاً.
ومما فاقم الإحساس بحالة التشابه هذه أن القناة العارضة للبرنامج وهي MBC4، كانت قد انتهت منذ فترة قليلة أيضاً من عرض النسخة الأميركية "America's Got Talent".
الطرح هنا ليس لانتقاد البرنامج، بل لكي نصل إلى القول: متى يمتلك العرب زمام المبادرة، ويعملون على تقديم البرامج التي تناسب مجتمعهم وأفكاره؟ ومتى نتوقف عن البذخ على برامج تساهم في إلحاق مجتمعاتنا بالغرب، رغم التباعد الكبير بيننا وبينه؟ يبقى السؤال برسم القائمين على هذه الأعمال التي غزت جميع الشاشات العربية....