2012/07/04
مالك القعقور – دار الحياة
شاهَدَ متابعو المحطة اللبنانية لـلإرســــــال («ال بي سي») في الأيــــــــــام الماضية، الحــــلقة الأخيرة من مسلسل «نقطة حب» من تأليف
مهى بيرقدار وإخراج ميلاد أبي رعد وبطولة ورد الخال وبيتر سمعان وكارلوس عازار وسواهم
وبعيداً من مجريات المسلسل وقصته، تضمن في حلقته الأخيرة موقفاً يناقض تماماً ما تناضل من أجله جمعيات حقوق النساء التي ترفض العنف
ضد المرأة، تَمَثَّلَ بتوجيه بطل المسلسل (سمعان) صفعة إلى بطلته (الخال
والغريب أن مَن وَجَّهَ الصفعة دكتور، ومَن تلقَّتْها صحافية متحررة منفتحة معتدة بنفسها، والأغرب من ذلك أنها سامحته ببساطة ولم يشكل هذا
العنف اليدوي، ناهيك بعنف معنوي سبق ان مارسه عليها متأثراً بأزمة ألمَّتْ به، أيَّ مشكلة أو عقدة في سياق المسلسل
وكأن هذا الأمر- الاعتداء بالضرب - الذي ما برحت الجمعيات ووسائل الإعلام ومثقفون ومؤلفون ومخرجون يحاربونه، لا يزال مروره في مسلسل
تلفزيوني سهلاً
فإذا كان المسلسل متخيَّلاً وغير واقعي فتلك مصيبة، لأن مسألة العنف لا تزال موجودة في ذهن القائمين عليه، ويبدو أنهم لم ينضموا بعد الى
حملات مناهضة العنف ضد المرأة ولم يسمعوا بمشروع القانون الذي أرسل إلى البرلمان لإقراره ووُضع في أدراج اللجان المختصة مع سواه من
مشاريع قوانين تعنى بشؤون المرأة
أما إذا كان المسلسل، على ما يفترض المؤلفون والمخرجون، واقعياً يتماهى مع القصص الحقيقية والواقعية للناس، فالمصيبة أعظم، لأن الناس
هنا في المسلسل ليسوا عاديين، بل نحن امام دكتور وصحافية، ويفترض أن يكون أمر العنف والضرب غير وارد في ثقافتهما أو سلوكهما
أما اذا كان المقصود من تضمين المسلسل مشهداً فيه عنف كهذا، توجيهَ رسالة معاكسة ترفض هذا السلوك، فأقل ما يقال في هذا الافتراض
«ما هكذا تُورَد الإبل»، لأن المشاهدين العاديين عموماً لا يتمتعون على الأرجح بهذه القدرة التحليلية، وقد يرى كثر منهم في المشهد قدوة
يقتدي بها إن غضب من زوجته او خطيبته، كما أنه يكاد يزرع في أذهان الأطفال فكرة سهولة توجيه الرجل صفعة الى المرأة
ألا يحتفل العالم ولبنان وإعلامه راهناً بـ «يوم المرأة العالمي»؟