2012/07/04
دار الخليج - فنون
ماذا تؤدّين في “النهر الحزين”؟
المسلسل يخرجه رضوان شاهين ويشارك في بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين وتدور أحداثه الرئيسية حول
التعاضد بين أبناء الشعبين الفلسطيني والأردني قبل وأثناء وبعد النكبة . وأجسّد ضمنه دور سيّدة شبه وحيدة يعيش
أولادها في الغربة وجل علاقاتها مع جيرانها في القرية فيما تتميز بالتفاؤل والمرح والفرح قبل أن يتحوّل كل ذلك إلى انهيار وحزن وانكسار مع سقوط حيفا .
ماذا شدّك في الشخصية؟
حاجتها إلى “شغل” ممثلة حقيقية تنقل هذا التضاد في المشاعر رغم أن حجم مساحتها ليس كبيراً وبالمناسبة أود
أن أشكر مدير التصوير أسامة بركات الذي ساعدني وتعاون معي فأنا لا أحب إعادة المشاهد المستندة على إحساس عالٍ وتفاعل قوي ولذلك ترك لي كاميرا خاصة ما أسهم في دعم تركيزي
غبت لفترة ثم عدت للدراما الأردنية قبل نحو 7 سنوات، لكنك ظللت غائبة باستثناء إطلالات أخيرة محدودة فما السبب؟
لأن ما يطرح من أعمال لا يناسبني، فالنصوص سيئة غالباً والوضع الإنتاجي أخلّ بالمجال من خلال تركزه في يد شركة واحدة أرادت فرض شروطها ولأنني رفضت التنازل غبت .
ماذا تقصدين؟
لم ولن أخضع لأجواء سائدة منها إحضار ممثلين درجة ثانية أو ثالثة ومنحهم البطولة فيما علينا بأسمائنا وتاريخنا
المهني خدمتهم وإسنادهم وفق أجور بخسة وظروف تصوير تفتقد أدنى المتطلبات البشرية إضافة إلى تجاهل التقدير المعنوي على “التترات” والتعامل مع أصحاب الخبرة بأسلوب مخجل . . هذه أمور معيبة لا أرضاها على نفسي إطلاقاً .
حتى وإن اختفيت طويلاً عن الشاشة؟
حتى وإن اختفيت نهائياً عن الشاشة ولا يوجد ما أندم عليه في مقابل تمسّكي بمبادئي
ما أكثر ما آلمك خلال تلك الفترة؟
على الصعيد الفني، تفشي رداءة طاغية من صورها تصدّر فتيات لا يملكن الموهبة ولا أبسط مقومات التمثيل بطولات
مقحمة، وتعمّد قنوات فضائية لا يرتقي أصحابها إلى المهنية إنتاج أعمال بالاتفاق مع جهات تنفيذية غايتها الكسب
والتجارة فقط ضمن إطار العلاقات الشخصية أما على الصعيد الشخصي آلمني غيابي عن الشاشة وأنا في مرحلة
الشباب عقب تداعيات حرب الخليج التي انعكست جموداً على المجال بأكمله منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وذلك حين كان أبنائي أطفالاً ولم يشاهدوني ممثلة في مسلسلات جديدة حتى كبروا .
هل تشعرين بظلم؟
لست وحدي فجيلي بكامله مظلوم وللأسف حين نناقش في بعض الجوانب قبل الموافقة على عمل ما يقولون لنا: “نجوميتكم تراجعت قياساً بالماضي” . نحن على الأقل فنانون حقيقيون نتقن ونجيد لأننا انطلقنا من أساس متين .
وماذا بشأن مشاركاتك المعدودة بينها “نساء من البادية” و”نيران البوادي” و”المرقاب” الذي طاولته تحفظات عديدة؟
أختار أفضل ما يصلني، وهذا لا يعني قناعتي التامة بنتائج جميع مشاركاتي الأخيرة بالذات فهناك أمور مزعجة وملاحظات بعضها لا يجد آذاناً مصغية أثناء التنفيذ .
كيف تنظرين إلى محاولات إنتاجية خاصة؟
لا تؤسس إطلاقاً لحالة فنية تكفل التنافس والاستمرارية في ظل تخلي جهات مسؤولة عن دورها وهناك تفاوت بين منتج مجتهد وآخر يطل مرة كل خمس سنوات وثالث لا يفقه شيئاً سوى المردود المادي .
وفق خبرتك حددي بعض الممثلين والممثلات الجيّدين اليوم؟
ابتعادي عن الاحتكاك المباشر مع الوسط جعلني غير متابعة بدقة ولكن إجمالاً ياسر المصري يدرك قدراته وإمكاناته ويتقن توظيفها بلا تكلف ولا تجاوز ولذلك يلازمه النجاح فضلاً عن تمتعه بحضور لائق .
ماذا عن رشيد ملحس وأحمد العمري ونادية عودة مثلاً؟
رشيد ملحس مشروع نجم متميز وبرز عقب “امرؤ القيس” قبل غيابه ثم عودته أخيراً وأحمد العمري موهوب وهناك
محمد الإبراهيمي المتفوق وبامتياز في أدائه على اختلاف الأوجه، ونادية عودة تستحق مكانة أفضل لا أعرف تحديداً سبب عدم حصدها حتى الآن .
وماذا عن ملاحظاتك على آخرين؟
لا تعجبني المبالغة في الأداء وتعالي وغرور من يعتقدون وصولهم إلى القمة وهم لم يفعلوا شيئاً فيما جهات إنتاجية تحاول “تنجيم” بعضهم إثر مصالح ذاتية أو المجاراة بلا شروط ووفق مقابل زهيد .
ماذا تقولين عن التلفزيون الرسمي؟
خارج المعادلة الفنية ولا طائل منه، تجنّب النهوض بواجبه في هذا السياق .
كيف وجدت حصول فيلم “مدن ترانزيت” على جائزة في مهرجان دبي السينمائي؟
أتعجّب من منحه الجائزة وبعدما شاهدت الفيلم تيّقنت من ضعف نتيجته لا سيما افتقاده لمسات إخراجية لافتة .
ولماذا قبلت المشاركة فيه إذاً؟
شاركت بشكل تطوعي بناء على طلب الهيئة الملكية للأفلام وقراءتي “النص” المستند على الغربة في الخارج
والداخل وحين دخلت التصوير لأداء دور أم شابة عائدة من سفر طويل رصدت بعض الملاحظات وتأمّلت خيراً وعندما رأيت العرض لم ألمح “لقطة” رائعة . ورغم تأييدي طرح ما يحيطنا سلباً وإيجاباً وجدت فجاجة في بعض المشاهد .
ماذا عن انضمامك إلى فريق “حضرة الغياب”؟
أنهيت تصوير مشاهدي في سوريا وأجسّد جدّة محمود درويش وأظهر في أولى الحلقات من دون حوار مرتكز على الكلام وإنما التعبير والروح والحضور وهذا أصعب .
هل وافقت استناداً على أهمية العمل أم اسم مخرجه نجدت أنزور؟
لكلا السببين فالعمل مهم ويستعرض حياة شخصية فريدة وإحدى ثلاث يصعب طرحها فنيا إلى جانب غسان كنفاني
وناجي العلي، حسب رأيي، ونجدت أنزور عملت معه قبل ذلك ويمنح شعوراً بالأمان في المحافظة على قيمة وأداء الممثل وإظهار ذلك في أحسن حال .
كيف تصفين أجواء التصوير؟
رائعة وفراس إبراهيم مخلص في إتمام المشروع الفني بأعلى درجات الإتقان ويبذل فوق طاقته ولمست إصراره وقلقه
الدائمين وحرصه على كل التفاصيل واهتمامه مثلاً ببناء مدينة إنتاجية كاملة في مدينة القنيطرة وشخصياً عشت أجواء جميلة والتقيت لينا حوارنة وأسعد فضة وتيسير إدريس وعبدالرحمن آل رشي وباسم مغنية وآخرين .
كيف ترين تعويل الجمهور على المسلسل قبل عرضه؟
أمر مخيف ويضاعف المسؤولية وربما يخالف شكل المسلسل بعض التوقعات الذاهبة جهة سرده سيرة ذاتية حيث يأخذ منحى تقديم رؤية فنية درامية عن الشاعر الراحل .
ما صحة رفضك “فرقة ناجي عطا الله” مع عادل إمام؟
اتصلوا بي وعرضوا دوراً وحين طلبت النص كاملاً لم أجد إجابة واضحة فاعتذرت حيث لا أستطيع المشاركة من دون فهم أهداف ومحتوى المسلسل .
كيف تنظرين إلى مرحلة “ليالي الحلمية”؟
أدّيت في الجزء الخامس زوجة عادل البدري الذي جسّده هشام سليم وكانت مرحلة حافلة بالدقة والالتزام الفني
وعدم إعطاء الموافقة على المشهد إلا بعد إنهاء كل مستلزماته بلا استعجال أو تغاضي عن معايير مهنية هذا إلى
جانب الاحترام المتبادل بين المنتمين للمجال والحرص على المصلحة العامة وقيمة المقصود إيصاله للمتابعين لذلك تبقى السلسلة ضمن مجموعة أعمال علامات مسجّلة في الدراما العربية .