2012/07/04
خمس الحواس – دار الإعلام العربية
الفنانون هم ضمير الوطن، فعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها صناعة السينما المصرية، بسبب المظاهرات الواسعة المطالبة بالتغيير
والتي عمت مصر على مدار الأيام الماضية، إلا أن 110 فنانين وعشرات غيرهم أعلنوا تضمانهم مع المتظاهرين، والاعتصام في ميدان التحرير
بوسط العاصمة حتى تحققت مطالب ثورة الشباب المعروفة اصطلاحا باسم (ثورة 25 يناير)، وعلى رأس هذه المطالب كان إسقاط النظام الحاكم،
ولا يكتفي أغلب الفنانين المعتصمين في ميدان التحرير بالاعتصام، بل بعضهم غنى وآخرون رسموا، وفريق ثالث تجول وسط المتظاهرين يبث فيهم
روح الحماس والقوة.. في المقابل وقف بعض الفنانين إلى جانب النظام مؤيدين له ظنا منهم بأنه قد يكسب الجولة
لقد توقفت كل الأنشطة الفنية في المسارح ودور العرض السينمائي، وكذلك توقف تصوير الكثير من الأعمال السينمائية التي كان مقررا عرضها
خلال موسم الصيف المقبل، وشهر رمضان القادم.. أصبحت بلاتوهات التصوير خاوية بلا حركة، وهو ما عرّض شركات الإنتاج إلى خسائر كبيرة،
خصوصا بعد إنفاق ملايين عدة على تجهيز البلاتوهات ودفع أجزاء كبيرة من أجور الفنانين.. علاوة على تمزيق جميع الأفيشات بشارع رمسيس
ووسط القاهرة
أكبر الخسائر
وكانت أكبر الخسائر من نصيب فيلم «365 يوم سعادة» والذي بدأ عرضه في اليوم التالي لثورة الغضب، وبعدها أغلقت دور العرض أبوابها ما أدى
إلى تسريب النسخة التي تعرض حالياً إلى شبكة الانترنت بجودة عالية، كما تعرضت سلسلة من الأفلام التي لم يمض على بدء عرضها عدة أيام
إلى خسائر كبيرة مثل فيلم «فاصل ونعود» لكريم عبد العزيز والذي لم يحقق سوى 3 ملايين و 275 ألف جنيه في 15 دار عرض تم إغلاقها
وفوجئت الشركة المنتجة بسرقة النسخة الأصلية وهو يعرض حالياً علي الانترنت بجودة عالية
أما فيلم المهرجانات «ميكروفون» فلم يمض على وجودة في دور العرض سوى 3 أيام فقط، ولم يحقق أي إيرادات تذكر..
وقف تصوير الأفلام
وعلى خلفية الأحداث والتداعيات فَضَّل عدد من النجوم والمنتجين تأجيل عرض أفلامهم لحين انجلاء الأزمة حتى ولو استمرت عاماً كاملاً ومنهم
الفنان طلعت زكريا الذي رفض عرض فيلم «الفيلم في المنديل» والذي كان مقررا عرضه في نفس يوم اندلاع الأحداث (25 يناير)، وكذلك فيلم
«كف القمر» لخالد يوسف، و«إذاعة بنات» لمنة شلبي وشريف سلامة
وبالتوازي مع تأجيل عرض بعض الأفلام توقف تصوير الأفلام السينمائية التي كان مقررا عرضها خلال الموسم الصيفي حيث أوقف المخرج وائل
إحسان التجهيزات الخاصة لتصوير فيلم «ساعة ونصف» بطولة فتحي عبد الوهاب الذي طالب بالتغيير الفوري وتضامن مع الشباب في ميدان
التحرير، كما توقف تصوير فيلم «المصلحة» الذي يقوم ببطولته أحمد السقا وأحمد عز
وكذلك توقف تصوير فيلم «لف وأرجع ثاني» لأحمد عيد، وقررت الشركة المنتجة إلغاء كافة التعاقدات مع مهندس الإضاءة والصوت والكاميرات التي
يتم تأجيرها مقابل 2000 جنيه في الساعة الواحدة وأستغل أحمد عيد التأجيل وبدأ في المشاركة في مظاهرات ميدان التحرير، كما أستغل أسر
ياسين ومنه شلبي تأجيل تصوير فيلم «بيبو وبشير» ونزلا للمشاركة في مظاهرات الغضب أيضا
الفاجومى في القائمة
وانضم فيلم الفاجومي لخالد الصاوي وصلاح عبد الله إلى قائمة الأفلام التي تم تأجيل تصويرها ما كبد الشركة المنتجة خسائر فادحة تعدت الثلاث
ملايين جنيه في أسبوعين فقط واشتعلت الخلافات علي خلفية تأجيل الفيلم بين مخرج الفيلم وخالد الصاوي الذي أعلن تأييده ومساندته
للمتظاهرين منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث وطالب زملائه بالانضمام إليه في ميدان التحرير
إلى ذلك بدأت غرفة صناعة السينما في تقدير الخسائر، ويؤكد سيد فتحي مدير الغرفة: بدأنا منذ بداية الأسبوع الثاني للأزمة في حصر الخسائر
التي تكبدتها صناعة السينما من جراء المظاهرات، وأضاف معلقا: يصعب تقدير الخسائر الآن.. فتداعيات الثورة لاتزال جارية، ودور السينما مغلقة
الأبواب، وقد حاولت بعض دور العرض فتح أبوابها في الفترة الصباحية لكن التعليمات الأمنية شددت على ضرورة توخي الحذر تحسبا لتداعيات
الوضع الأمني السيئ
خسائر المنتجين
من جانبها نفت الفنانة إسعاد يونس رئيس مجلس الإدارة الشركة العربية للإنتاج السينمائي ما تردد عن تعرض دور العرض التابعة لشركتها
للتخريب، لكنها قالت أن الخسائر التي تعرضت لها الشركة منذ اندلاع الأزمة تشير إلى أنها تخطت حاجز الـ 25 مليون جنيه
ويعتبر المنتج محمد حسن رمزي نفسه أكثر المنتجين تعرضا لخسائر ويقول: تعرضت لخسائر كبيرة ولحقت بي أضرارا لا حصر لها تصل إلى 27
مليون جنيه خاصة أن فيلم فاصل ونعود لم يستمر بدور العرض سوى أربعة أيام فقط وفيلم «ميكروفون» لم يجمع سوى 500 ألف جنيه في حين
كان متوقعا أن يحقق إيرادات تصل إلى 8 ملايين جنيه في أول أسبوع، فضلا عن تعرض الفيلمين للقرصنة وأصبحا موجودان علي الانترنت بجودة
عالية ما كبد الشركة خسائر لا حدود لها وأصبح الفيلم لا يجمع 5٪ من تكاليفه وبذلك لن أستطيع الاستمرار في الإنتاج خلال الفترة القادمة
وعن خطة شركته لبيع الأفلام للفضائيات أوضح رمزي أن عملية البيع للفضائيات لم تعد مجزية خصوصا أن قنوات ART أغلقت قنواتها وأصبحت روتانا
تنتج لنفسها وباقي الفضائيات تشتري بأسعار هزيلة للغاية تصل إلى 50 ألف جنيه فقط للنسخة
خسائر التوزيع
وتعرض المنتج فاروق صبري إلى خسائر كبيرة بعد اقتحام البلطجية مسرح وسينما الهرم وقيامهم بتكسير واجهته ومقاعده، والاستيلاء على
معظم محتوياته وإشعال النار في بعض أجزائه، علاوة علي قيام البلطجية بتحطيم مجمع سينمائي كوزموس بوسط البلد وسرقة نسخ أصلية من
الأفلام العربية والأجنبية الموجودة بها وإتلاف عدد هائل من الأفلام التي تم عرضها بزجاجات المولوتوف الحارقة
وعن هذه الأزمة يقول فاروق صبري: خسرت في التوزيع فقط ما يزيد عن 30 مليون جنيه خلال الأسبوعين الماضيين لأن قاعات العرض تم إغلاقها
بالكامل سواء التي تعرضت للتلف أو التي تصاب بسوء، علاوة علي الخسائر التي وقعت علي كصاحب دار عرض
كلام الصور:
1 ? الصاوي في مشهد من فيلم «الفاجومي»
2- فيلم «الفاجومي» تعرض للإيقاف بسبب الأحداث
3- كان متوقعا للفيلم أن يحقق مكاسب كبيرة
4- و«فيلم فاصل» عُرِضَ أربعة أيام
5- خالد أبو النجا في «ميكروفون»
«سمارة» و«كاريوكا» و«ابن موت» أبرزها
دراما رمضان مؤجلة حتى إشعار آخر
غادة عبد الرازق: عين الحسود أصابت المسلسل
طارق الشناوي: صناع الدراما في مأزق بسبب الأحداث
دراما رمضان لم تسلم هي الأخرى من تداعيات الثورة، فقد توقف تصوير عدد من المسلسلات منها مسلسل «سمارة» بطولة غادة عبد الرازق
المؤيدة للنظام وقالت غادة عبد الرازق إن عين الحسود أصابت المسلسل منذ بدايته حيث نشبت سلسلة من المشاكل مع عدد من الممثلات
اللاتي كن يرغبن في تأدية الدور نفسه وأشيع أنني سأحصل على أجر يصل إلى 14 مليون جنيه على الرغم من أنني لم أحصل على نصف هذا
المبلغ حيث أصبت بوعكة صحية تسببت في تأجيل التصوير أسبوعين وبمجرد بدء التصوير فوجئنا بأحداث 25 يناير وأصبحنا منذ اشتعالها غير قادرين
على العمل وسط تلك الظروف السيئة التي نمر بها فالأحزان هي التي تسيطر علي الموقف حالياً لكني واثقة أن مصر ستتخطى تلك الأزمة
ووضعت الأحداث المتسارعة أسرة مسلسل فرقة «ناجي عطا الله» الأعلى تكلفة في مأزق بسبب الأحداث نفسها حيث لم يتم تصوير سوى
ثلاثة مشاهد وبعدها اندلعت أحداث 25 يناير في اليوم الثالث للتصوير فاضطرت الشركة المنتجة إلي تأجيل التصوير بسبب إرهاق عادل إمام
وتوتره حيث كان يتم إعادة تصوير «الشوت» الواحد أكثر من 10 مرات وفوق كل هذا وذاك قررت مدينة السينما إغلاق أبوابها نظراً لاستمرار
المظاهرات
كما توقف تصوير عدد هائل من المسلسلات رغم بناء الديكور اللازم ومنها مسلسل «كاريوكا» التي منع الجيش طاقم التصوير من العمل في
منطقة جاردن سيتي القريبة من ميدان التحرير وتوقف أيضاً مسلسل «آدم» لتامر حسني الذي كان يتم تصويره بمنطقة بولاق الدكرور التي تشهد
مشاكل أمنية كثيرة وكذلك «قضية معالي الوزيرة» لإلهام شاهين وكان مقررا أن يتم تصويرها في فيلا بشبرا منت لكن شركة كنج تون المنتجة
للمسلسل قررت وقف التصوير فجأة بسبب غياب الدور الأمني
وتوقف مسلسل «ابن موت» لخالد النبوي «ودوران شبرا» لدلال عبد العزيز «والملك» لمحمود عبد العزيز «وذات» لنيلي كريم وباسم سمرة حيث تقترح فضائية الـ BBC
على غابي خوري تأجيل التصوير للعام المقبل خصوصاً أن الشارع العربي مشغول بالأحداث الجارية مما يؤكد أن هذا العام سيشهد مفاجآت كثيرة
وتصبح المسلسلات التي تم تأجيل عرضها منذ رمضان الماضي فاكهة الفترة القادمة في ظل استمرار تلك الأحداث
إلى هنا قال الناقد الفني طارق الشناوي أن صناع الدراما هذا العام بالذات في مأزق بسبب الأحداث التي تمر بها مصر حالياً حيث تعرضوا في
البداية إلى مغالاة في أجور النجوم ووافقوا على مضض على أن يستعيدوا جزءا من تلك الأموال التي أنفقوها عند عرض تلك الأعمال إلا أن بعضهم
أضطر إلي هدم الديكورات والبعض الآخر سقط في فخ حظر التجوال وعدم وجود كومبارس ما يؤكد أن ضيق الوقت لن يكون في مصلحة المنتجين أو
الأعمال ذاتها حيث من المتوقع أن تستمر الأزمة شهرين وبالتالي ستكون الدراما التي رصدت لها الملايين مسلوقة