2012/07/04
أسامة عسل - خمس الحواس
تغيرت أسماء الأفلام ونوعياتها بفعل الزمن وبدأت الرومانسية تختفي لتحل مكانها أعمال غريبة باردة بلا مشاعر، تعتمد على الخدع وتكنولوجيا الصوت
والصورة حتى أصبحت الأفلام الرومانسية عملة نادرة، ففي عام 2010 لم تقدم السينما في هوليوود سوى فيلم واحد هو (عزيزي جون) بطولة تشايننغ
تاتوم وأماندا سيفريد، يرصد قصة حب من نظرة واحدة بين طالبة جامعية وجندي في القوات الخاصة ويتابع مصيرها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر،
وفي عام 2011 أسقطت شركات الإنتاج في لوس أنجلوس هذا النوع من الأفلام مقابل البحث عن إيرادات عالية في شباك التذاكر لأعمال الإثارة والحركة
ذات التقنية ثلاثية الأبعاد
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل إيقاع العصر ومشكلاته أدى إلى انسحاب تلك الأفلام؟ أم أن ماهية الرومانسية الحالية جعلت قصص الحب موجودة فقط
فيما يمكن أن نطلق عليه الكلاسيكيات القديمة، وانعكس ذلك على هوليوود التي أصبحت تفتقد تناول ملحمة تعيد الأفلام العاطفية إلى صدارة المشهد
السينمائي
بنظرة سريعة على أشهر قصص الحب المقتبسة من روايات أدبية في تاريخ الفن السابع، نستطيع معرفة سر روعة تلك الأعمال التي رغم مرور سنوات
طويلة جدا عليها ما زالت تعتلي قائمة أجمل الأفلام الرومانسية بلا منازع
يعتبر فيلم (ذهب مع الريح) من أفضل أفلام الحب الكلاسيكية على مدى تاريخ السينما العالمية (والكثيرون يعتبرون عام 1934 الذي قدم فيه هذا الفيلم
أفضل سنة في إنتاج قمم الأفلام الكلاسيكية) وقد فاز هذا العمل بعشر جوائز أوسكار، وقصته مأخوذة عن الرواية الوحيدة التي كتبتها مارغريت ميتشل
على امتداد عشرين عاما وحققت أعلى المبيعات وتمت ترجمتها لكل لغات العالم، ولعب بطولته «كلارك غيبل» الذي كان معشوقا للنساء أمام الفاتنة
الانجليزية «فيفيان لي»، ويصور لنا أحداثا ملحمية لامرأة بإمكانها التكيف مع كل الظروف والأحداث خلال الحرب الأهلية الأميركية ما عدا إمكانية أن تفقد حبها
الأول
ويتصدر فيلم (مرتفعات وذرنغ) قائمة الأعمال الرومانسية العالمية وهو مأخوذ عن رواية شهيرة للمؤلفة اميلي برونتي، من بطولة لورنس أوليفييه وميرل
اوبيرون عام 1939، تتحدث الرواية عن قصة حب بين كاثرين وهيثكليف التي بدأت من مرتفعات وذرنغ، ولكن العلاقة تحمل مستويات أخرى اكثر تعقيدا
وجدلا، فمصطلح قصة حب شكل دراسة روائية، إن صح التعبير، حول الصراع الطبقي وحول هاجس الانتقام الذي عشش في روح هيثكليف الفقير اليتيم
الذي وجد نفسه طفلا على هامش عائلة ميسورة مفتونا بحب ابنتهم الجميلة إلى حين تسربها من بين يديه نحو ابن عائلة مساوية لعائلتها اجتماعيا، فلن
ينسى العاشق نظرات الاحتقار التي كان يوجهها شقيق كاثرين له ومن ثم زوجها، وستبقى الرغبة بالثأر تحوم في حياته ولن يتخلص من تلك المشاعر
السلبية إلا بالموت
ويأتي فيلم (دكتور زيفاغو) كأحد أهم كلاسيكيات السينما العالمية، يقدم لنا قصة حب مفعمة بالرومانسية مأخوذة عن رواية بالعنوان نفسه للأديب
الروسي بوريس باسترناك نشرها عام 1957، تجري في عام 1917 وتدون لنا قصة الثورة الروسية من وجهة نظر تلك الشخصية المثقفة والمتعمقة في
فهم النفس البشرية الدكتور والشاعر يوري زيفاغو، الفيلم عبارة عن ملحمة رومانسية شاملة، تقدم قصة الحب والثورة بمشاهد الاسترجاع (الفلاش باك)
الرائعة وتأسرنا بطبيعة موسكو الخضراء قبل الحربِ والثورةِ الاجتماعية العنيفة، تم إنتاجه عام 1965 من بطولة عمر الشريف وجولي كريستي وإخراج ديفيد
لين، تم ترشحه لعشر جوائز أوسكار وفاز بخمسة من بينها: أحسن سيناريو، أفضل مؤثرات سينمائية وأحسن ديكور
أما فيلم (قصة حب) والذي تم إنتاجه في بداية السبعينات، يعتبر من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما الأميركية بطولة ريان أونيل وآلي ماكجرو
وقصته مأخوذة عن رواية بالاسم نفسه كتبها إريك سيغال وقد أبكى الفيلم الملايين في جميع أنحاء الدنيا رغم بساطة، تدور قصته حول أوليفر شاب من
أسرة ثرية يقع في حب فتاة بسيطة وترفض أسرة الشاب فكرة زواجهما، وهنا يقرر الحبيب تحدي أسرته والزواج ممن أحبها قلبه، ولكن الحكاية لا تنتهي
عند هذا الحد حيث كان القدر يقف لقصة الحب بالمرصاد، تصاب الفتاة بمرض السرطان الذي يفتك بها لتترك لحبيبها وزوجها حالة من الحزن الدائم، ولا
ينسى عشاق السينما الذين شاهدوا هذا الفيلم مرارا منظر أوليفر وهو يجلس في أول مشاهد الفيلم وظهره للكاميرا، ينظر إلى صفحة النهر ويتذكر
حبيبته وكيف كانت تعشق موسيقى موزار وتعشق التزلج على الجليد وتعشقه ثم يبدأ عن طريق فلاش باك طويل في سرد حكاية حبه التي انتهت بوفاة
المرأة الوحيدة التي تعلق بها قلبه. موسيقي الفيلم التي وضعها فرانسيس لي كانت من أهم أسباب نجاحه وزيادة تعلق الجماهير به
ويعد فيلم (المريض الإنجليزي) الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم عام 1996، ورشح في المجمل لـ12جائزة فاز بتسع منها، كأحد أهم الإنتاجيات في مجال
السينما الرومانسية، وهو مأخوذ عن رواية مايكل أونداتجي التي تحمل الاسم نفسه، أخرجه أنتوني منغيلا، وقام ببطولته راف فاينز، جولييت بينوش،
كريستين سكوت توماس، وويليم دافو، تتناول أحداثه ذكريات رجل محترق كليا يعرف بأنه المريض الإنكليزي لا يدل على هويته شيء سوى نسخة من تاريخ
هيرودوتس مليئة بالصور والرسوم والكتابات، تعتني به ممرضة كندية اسمها هانا، في دير إيطالي أواخر الحرب العالمية الثانية، وتتعلق هانا بالمريض
الإنجليزي الذي لا يتذكر ماضيه وتجد فيه العزاء عن كل الذين أحبتهم وماتوا، ينضم إليهما في الدير ديفد كارافاجيو وهو لص كندي عمل جاسوسا لصالح
الحلفاء، والملازم السيخي كيربال سينغ الذي يعمل في وحدة إزالة الألغام
«مولان روج» و«غادة الكاميليا» على قائمة معهد الفيلم البريطاني
اختار معهد الفيلم البريطاني أفضل الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما كالتالي، «ذهب مع الريح» بطولة كلارك جيبيل وفيفيان لي عام1934 و«مرتفعات
وذرنج» بطولة لورنس أوليفييه وميرل اوبيرون عام 1939، و«روعة الحب» بطولة جنيفر جونس مع وليام هولدن عام 1959 و«مولان روج» بطولة نيكول كيدمان
عام 2001، و«لوليتا» بطولة سوليون بيترسيلرز وجيمس ماسون و«كازابلانكا» بطولة همفري بوجارت وانجريد برجمان، و«الخريج» بطولة آن بانكروفت مع
دستين هوفمان و«اجازة رومانسية» بطولة جريجوري بك مع أودري هيبورن و«قصة حب» بطولة آلي ماكرو مع رايان اونيل و«عربة اسمها الرغبة» بطولة
فيفيان لي مع مارلون براندو و«غادة الكاميليا» بطولة جريتا جاربو وروبرت تايلور و«سر ووترلو» بطولة روبرت تايلور و«شارع الشمس الغاربة» بطولة جلوريا
سوانسون مع وليم هولدن ونانسي أولسون
أرقام قياسية
أغلى نص سينمائي كان من نصيب فيلم (ذهب مع الريح) حيث قام ستيفن سبيلبرغ بشرائه بقيمة 244 ألف دولار عام 96، وأغلى جائزة أوسكار هي
جائزة أفضل فيلم لـ(ذهب مع الريح) وقد قام بشرائها المغني مايكل جاكسون بقيمة 1,5 مليون دولار عام .99
زووم
«تيتانيك» قصة حب جمعت مفارقات سينمائية مذهلة
يعد فيلم «تيتانيك» للمخرج العبقري جيمس كاميرون معلما سينمائيا مهما لعدة أسباب، فقد حقق هذا الفيلم أعلى الإيرادات في تاريخ السينما، حيث
بلغت إيراداته العالمية الإجمالية 1,845 مليار دولار، واحتفظ بهذا اللقب حتى العام 2009، وكان أكثر فيلم تكلفة في تاريخ السينما حتى تاريخ إنتاجه، حيث
بلغت ميزانيته 200 مليون دولار، ومن المفارقات أن هذا الفيلم تراجع إلى المركز الثاني في الإيرادات السينمائية العالمية بعد أن تقدم عليه فيلم الخيال
العلمي «أفاتار» 2009 للمخرج نفسه
كما أن فيلم «تيتانيك» يتقاسم المركز الأول في عدد الترشيحات لجائزة الأوسكار، وهو 14 ترشيحا، مع فيلم «كل شيء عن حواء» 1950، ويتقاسم المركز
الأول في الفوز بتلك الجوائز، وهو 11 جائزة، مع كل من فيلم «بن هير» 1959 وفيلم «ملك الخواتم: عودة الملك» 2003، ويحتل المركز الثالث والثمانين في
القائمة المعدلة لمعهد الأفلام الأميركي لأفضل 100 فيلم أميركي والتي صدرت في العام .2007
ومن المفارقات أن تكاليف إنتاج فيلم «تيتانيك» وهي 200 مليون دولار، تبلغ أضعاف تكاليف بناء السفينة تيتانيك، التي كانت أكبر سفينة ركاب في زمانها،
وهي 7,5 ملايين دولار، وحتى إذا حسب هذا المبلغ بقيمته التضخمية في العام 1997 الذي عرض فيه فيلم «تيتانيك» فإنه يتراوح بين 120 و150 مليون
دولار، وهو أقل بكثير من تكاليف إنتاج الفيلم. وأصبح فيلم «تيتانيك» أول فيلم من إخراج وإنتاج وتأليف ومونتاج الشخص نفسه، وهو جيمس كاميرون، يفوز
بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وأول فيلم يفوز بهذه الجائزة دون أن يرشح لجائزة أفضل سيناريو منذ فيلم «صوت الموسيقى» 1965، وقد أصر المخرج
جيمس كاميرون على أن لا يتضمن الفيلم أي أغنية، حتى أثناء عرض أسماء المشاركين فيه في بداية الفيلم، إلا أن مؤلف الموسيقى التصويرية الموسيقار
جيمس هورنر اتفق مع مؤلف الأغاني ويل جنينجز والمغنية الكندية الشهيرة سيلين ديون على تأليف وتلحين الأغنية الرقيقة «قلبي سيستمر»، التي
أعجب بها المخرج عندما استمع إليها ووافق على إضافتها إلى الفيلم، ومن المفارقات أن هذه الأغنية فازت بجائزة الأوسكار لأفضل أغنية، وأصبح الفيلم أول
عمل غير موسيقي يفوز بجائزتي الأوسكار لأفضل فيلم وأفضل أغنية
فلاش
إليزابيث تايلور.. أيقونة الجماهير
لقبت النجمة المخضرمة إليزابيث تايلور بعدة ألقاب منها قطة هوليوود، وتعتبر واحدة من نجمات سينما الرومانسية العالمية تركت بصمة حانية في قلوب
الجماهير، واسمها الحقيقي اليزابيث روزموندتايلور ولدت في لندن عام2391، ومشوارها السينمائي بدأ وهي في الثانية عشرة من عمرها ومن أهم
أفلامها «ترويض النمرة» وأشهرها «كليوباترا» و«فالفيت» وآخر ظهور لها كان في فيلم «مكان تحت الشمس»، قدمت 07 فيلما في مشوارها السينمائي
وبالرغم من كبر سنها إلا أنها تعد واحدة من نجمات هوليوود وما زالت محط أنظار الجميع لتربعها علي عرش النجومية ولنشاطها الاجتماعي لمكافحة مرض
الايدز
وقد حرصت العديد من المواقع الاليكترونية لتقديمها لتاريخها السينمائي والاجتماعي الحافل بالمغامرات وهو ما دفع صناع السينما في هوليوود لصنع فيلما
لحياتها منذ كانت نجمة صغيرة قادمة من لندن ثم تحولها لنجمة جماهيرية ومرحلة نضوجها السينمائي، وقد ذكرت إحصائية لمجلة فوريس المتخصصة
لعالم المال والاقتصاد أن فيلم «كليوباترا» بالرغم من مرور أكثر من 64 عاما على إنتاجه إلا انه يعد من أفضل الأفلام في تاريخ السينما وكثرة تكاليفه
الإنتاجية مقارنة بأفلام شهيرة أخرى بسينما هوليوود حيث كانت تكاليف إنتاجه وقتها 092 مليون دولار وكان أجر تايلور بالفيلم وقتها مليون دولار. حصلت
على الأوسكار أربع مرات، كما حصلت علي جائزة غض الفار الذهبي أعوام من 85 0691 وقد كرمتها ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية ومنحتها وسام
سيدة الإمبراطورية في حفل كبير بقصر باكنجهام بلندن، وهكذا لا تزال تايلور تتربع علي عرش السينما العالمية وفي قلوب الجماهير