2012/07/04
خاص بوسطة - علي وجيه
يعكف المخرج محمد دياب على إنهاء عمليات المكساج النهائية لفيلمه القصير «جحيم الأرض» الذي كتبه أيضاً، وذلك تمهيداً لعرضه الأول نهاية شهر آذار/ مارس القادم في دمشق، ثم المشاركة في مهرجانات عربية ودولية.
«جحيم الأرض» ثاني أفلام المخرج الشاب القصيرة بعد «الجنس البشري» 2009، الذي لعب أدوار البطولة فيه شادي مقرش وريما الشيخ.
دياب يبيّن، في حديثه لـ «بوسطة»، أنّه «فيلم قصير يتحدّث عن 5 مجموعات مختلفة من الشرق الأوسط، تمثّل كل منها حالة معينة، ويجمع بينهم أنّهم يعيشون جحيماً على الأرض. نجدهم متقبلين لواقعهم لأسباب غير منطقية، منها الدينية والاجتماعية وغيرها. نقوم في الفيلم بعرض واقعهم ونذهب بالمخيلة لنرى ما يحلمون به».
وعن تفاصيل الفيلم، يضيف: «هناك عائلة إسلامية من مناطق باكستان والهند مؤلفة من رجل وزوجاته الأربعة. هو يرتدي تاجاً كأنّه ملك وهنّ جوارٍ عنده. تتمرّد إحداهنّ على هذا الواقع، وتقوم بإلغاء الثلاث الأخريات من حياته، لتصبح ملكة حياته الوحيدة بعد أن ترتدي تاجاً هي الأخرى. في عينة أخرى، نرى شخصاً مدمناً يحلم بأن يكون رياضياً. أيضاً لدينا الفتاة التي تعرض جسدها داخل قفص وتحلم بأن تكون مدرّسة، أي أن تستفيد من مخها وليس جسدها. وهناك جانب آخر عن كبت الحرية».
احتوى «الجنس البشري» على عدد من المشاهد الجريئة في نظر البعض، فهل سنشاهد ذلك في الفيلم الجديد أيضاً؟ يقول دياب: «هذا الفيلم أكثر جرأةً من ناحية الأفكار، ولكن كمَشاهِد لا يوجد فيه شيء جريء. نحن نشتغل سينما، وبالتالي الهامش المتاح أوسع. هناك بعض الأفكار التي يجب أن تنفّذ كما هي وإلا لن تصل إلى الجمهور، فلا داعي لعملها إذا كانت ستظهر بشكل منقوص».
«الجنس البشري» شارك في مهرجان دولي بالهند، وكان من الأفلام العشرة الأولى، وعرض في أندية سينمائية بلبنان ومصر. محلياً عرض ضمن إطار مشروع «شغف» الأهلي، بعد منعه من المشاركة في مهرجان دمشق السينمائي، «لم أعرف السبب تحديداً، ولكن ما وصلني بشكل غير مباشر أنّه لو كان فيلماً أجنبياً لتمّت الموافقة عليه. هذا أزعجني حقيقةً لأنّ مهرجان بلدي تعامل بهذه الطريقة»، يقول المخرج الشاب في حديثه لـ «بوسطة».
يتابع محمد دياب دراسة الحقوق في دمشق، ويعمل في «سبيس توون» و«سبيس باور» بإخراج الإعلانات والأفلام القصيرة، «هذا أفادني كثيراً تقنياً وعملياً لإنجاز الأفلام».
جابر جوخدار: أهمية أن يدعم الشباب بعضهم البعض
حول دوره في «جحيم الأرض»، يبيّن الممثل الشاب جابر جوخدار لـ «بوسطة»: «أمثّل شريحة المتطرفين دينياً في مناطق مثل باكستان والهند». مضيفاً عن المخرج الشاب محمد دياب: «ما شجّعني على خوض التجربة ودعمها دون التفكير بالمردود المادي، كون محمد دياب مخرج شاب، والأفكار التي يطرحها عميقة جداً رغم بساطتها. الطريقة الفنية التي اختارها تلقي الضوء على شرائح متنوعة، ومن خلال جست معين أو لقطة واحدة نكتشف تاريخاً وأفكاراً عميقة. منذ مشاهدتي لفيلم دياب الأول (الجنس البشري)، اكتشفتُ أنّ لديه بذرة موهبة عالية جداً. أنا ممثل شاب وأدرك مدى أهمية أن يدعم الشباب تجارب بعضهم البعض».
«جحيم الأرض» هو خامس أفلام جوخدار بعد «دمشق يا بسمة الحزن» لماهر كدو، وهو إنتاج المؤسسة العامة للسينما، و«روداج» لنضال الدبس، والفيلمين القصيرين «وأيضاً الأب» للشابة غايا جيجي، و«8 ملم» لعمرو علي.
تلفزيونياً، يحضّر جابر للمشاركة في مسلسل «الفاروق» مع المخرج حاتم علي، حيث ينطلق التصوير الشهر القادم. ومسرحياً، يستعد للعرض الجماهيري على خشبة الحمراء لمسرحية «مومنت» مع رغدة الشعراني بداية الشهر القادم، ولمسرحية «بيت الدمية» مع مانويل جيجي.
ريما الشيخ: التمرد في التجربة السينمائية الرابعة
في حديثها لـ «بوسطة» عن دورها في «جحيم الأرض»، تقول الممثلة الشابة ريما الشيخ: «ألعب في الفيلم دور الزوجة التي تتمرّد على واقعها، وتلغي نساء زوجها الأخريات لتكون ملكة حياته الوحيدة في النهاية.
وحول جرأة دورها في «الجنس البشري»، تبيّن ريما: «لا أراه فيلماً جريئاً. أهميته أنّه يطرح قضية ظلم القوي للضعيف حتى لو كان ضحيةً بدوره».
«جحيم الأرض» هو رابع أفلام ريما الشيخ بعد «التجلي الأخير لغيلان الدمشقي» لهيثم حقي و«حراس الصمت» لسمير ذكرى و«الجنس البشري» لمحمد دياب. وتشارك حالياً في «الشراع والعاصفة» لغسان شميط. تلفزيونياً، شاركت ريما في مسلسل «الغفران» لحاتم علي، وتحضّر لعمل للأطفال مع الفضائية التربوية.
بطاقة فيلم «جحيم الأرض»:
الاسم: جحيم الأرض.
تأليف وإخراج: محمد دياب.
تمثيل: جابر جوخدار، ريما الشيخ، حسام سكاف، مايا محفوظ، أيهم الآغا، ليو حسامي.
مدير التصوير: البراق شغري.
مدير الإضاءة: عادل غنيم.
موسيقا: الياس أبو عسلي.
مونتاج: إياد عرابي.
المدة: 8 دقائق.
إنتاج: الجيل الجديد للإنتاج 2011 (محمد دياب).
بطاقة فيلم «الجنس البشري»:
الاسم: الجنس البشري.
تأليف وإخراج: محمد دياب.
تمثيل: شادي مقرش، ريما الشيخ.
مدير التصوير: البراق شغري.
مدير الإضاءة: محمد ريحاوي.
مونتاج: ملهم حزام.
ماكياج: فلك شيخ الحدادين.
موسيقا: كلينت مانسيل.
المدة: 8 دقائق.
إنتاج: الجيل الجديد للإنتاج 2009 (محمد دياب).