2012/07/04
خاص بوسطة - ملاذ الزعبي
ربما ما كانت شخصية رجل الأمن التي أداها الفنان جمال العلي في جزأي "ضيعة ضايعة" لتصيب هذا النجاح لو أن مؤديها لم يقدمها بهذه اللهجة، فاستغلال لهجات تتكلمها شرائح واسعة من الشعب السوري لإضحاك المشاهد وتسليته أصبح إحدى سمات الأعمال الكوميدية السورية.
منذ "مرايا" وصولاً إلى "ضيعة ضايعة" ومروراً بـ "بقعة ضوء" و"عربيات" وغيرها من المسلسلات، ظهرت كاركترات لشخصيات متنوعة عجزت عن تقديم كوميديا الموقف فلجأت إلى اللهجة كمنفذ وحيد للإضحاك، ولا يمكن تحديد ماهية اللهجة هنا لأن مؤدييها لم يتقنوها فقدموا خليطاً من الديريّة والجزراويّة والحورانيّة وحتى العراقية والبدوية والخليجية، دون أن يعيَ أيّ من القائمين على العمل أن كلَّ لهجة من هذه اللهجات السابقة مختلفةٌ بشكل كبير عن الأخرى بمفرداتها ولكنتها، وأن الناطقين بها لن يسروا لرؤية لهجتهم وقد أصبحت مصدراً وحيداً للتهريج في بعض الأحيان.
وإذا كان إتقان جمال العلي للهجة نابعاً من كونه ابن منطقة تتحدث بها فإن عديداً من الممثلين الآخرين فشلوا في ذلك سواء على خشبة المسرح أو في شاشة التلفزيون فاستحالت اللهجة، عَبْرَ ألسنتهم، مسخاً لا يمتّ للواقع بصلة، ويذكِّرُ، في كثير من الأحيان، بمسوخ حاولت جهات خارجية إظهارنا بهيئتها عبر أعمال أدبية وسينمائية وتلفزيونية تم خلالها الربط بين صورة العربي-البدوي ومفهوم التخلف بينما عملَ بعضنا، بوعي أو بدونه، على الربط بين صوت الديري-الجزراوي-الحوراني- البدوي و..التخلّف!!