2012/07/04
بوسطة - يارا صالح
أكد الفنان السوري الكبير فايز قزق أنه يمكن للمعهد العالي للفنون المسرحية أن يلبي حاجة عدد قليل من الطلاب في عالم التمثيل، كما هو الحال في مصر والمغرب وباقي البلدان العربية، مشيراً إلى أن هذا الأمر يجعلنا في حاجة ماسة إلى إنشاء أكاديميات تتعامل بشكل راق مع المسرح بجميع فنونه المرتبطة بالتمثيل أو الإخراج أو الكتابة والنقد المسرحي.
وأضاف قزق، في حوار أجرته معه صحيفة "دار الخليج" الإماراتية، «من جهة أخرى لا بد من الاهتمام المستمر بإنشاء مدارس معترف بها من قبل بعض المؤسسات الثقافية ونقابات الفنانين لاستيعاب أعداد تفوق الأعداد التي يستوعبها المعهد، مع ضرورة إنشاء مسارح ودور سينما».
كما اعتبر قزق أن «المسارح العربية دخلت في نفق مظلم ناتج عن دخول التلفزيون، فلكل من الأب والأم والأخ والأخت نوع مفضل من البرامج التي تشبع حاجاته الخاصة، والخطر هنا يكمن في أن هؤلاء يفقدون القدرة على النقاش تدريجياً حتى تنعدم بشكل نهائي، فهم في النهاية عبارة عن متلقين من جهاز أخرس وأعمى، والمشكلة أن هناك الكثير من الفنانين العرب ممن يعملون بالتلفزيون، يقومون ودون خجل بالدفاع عنه ويقدمونه على أنه الفن الوحيد والأهم من باقي الفنون الكلاسيكية، وهذا مرده إلى ما يقدمه لهم من مكاسب مادية وشهرة».
وأرجع قزق سبب تراجع المسرح عن فترة الستينيات إلى السيطرة التامة الآن للتلفاز، التي أثرت بشكل كبير في باقي الفنون الأخرى، مضيفاً «نحن هنا لا نستطيع إلغاء الدور الكبير للتلفاز كوسيلة إعلامية هامة ومفيدة، فمن يشاهد فيلماً وثائقياً عن الأزهار أو عن العمل في مناجم الفحم أو عن تطور الضوء يستنتج ما يستطيع التلفاز أن يقدمه من فائدة للجمهور، بشرط أن يعامل كخيار من عدة خيارات لا تقل شأناً عن التلفاز»، معتبراً أنه «للأسف هناك بعض القنوات التلفزيونية العربية أصبحت تشكل خطراً كبيراً على العقول العربية».
كما أوضح الفنان الكبير أن عدم دعوته إلى مهرجان دمشق المسرحي لا يهمه، «فالمهم عندي أنني أقوم بأعمال وإنتاجات يجب أن تتم، والأهم أن تصل للناس، أما أن أستجدي الدعوات فهذا ليس من شيمي».
وفضل فزق أن يسمي المسلسلات الدرامية التلفزيونية بـ "الإنتاج الفيديوي"، لأن الدراما، برأيه، هي المسرح، «أما الأجور في الإنتاج الفيديوي فأحياناً نسمع بأن بعض الفيديويين يتقاضون أجوراً خيالية والبعض يتقاضى القليل والقليل، وبالنسبة لي فالمهم في عملي أن أتقاضى أجوراً لأعمالي، بالإضافة إلى ما تحققه لي من شهرة».
قزق كشف أن اهتمامه منصب حالياً في تخريج دفعة جديدة من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، «حيث يقوم عبد المنعم عمايري الآن بتخريجها مشكوراً، أما دوري فسيكون في الفصل الثاني من خلال تخريج هذه الدفعة نهائياً، أما على صعيد المسرح، فالاهتمام منصب على مشروع عمل لشكسبير مع مؤسسة سليمان البسام الثقافية، بدعم من الغرفة الملكية الشكسبيرية البريطانية والمشروع اسمه "الليلة 12"».