2012/07/04
بوسطة - يارا صالح
فيلم "مطر أيلول"، الحائز على برونزية مهرجان دمشق الثامن عشر، كان موضوع حوار أجرته صحيفة "الحياة" اللندنية مع مخرج الفيلم السوري عبد اللطيف عبد الحميد.
وكشف عبد اللطيف أن المطر الاصطناعي في الفيلم في المرة الأولى كان له معنى، وفي الختام له معنى مختلف أيضاً، مشيراً إلى أنه «كان واضحاً أن الخادمة والأولاد تواطؤوا مع بعضهم بعضاً لتمرير هذا الاحتفال، إذ كان يلزم لتمرير معنى الحب في سن متقدمة بعض الرتوش الإنسانية، حتى لو جاءت اصطناعية، وفيها شيء من التندر والطرافة».
كما أكد عبد الحميد أن هاجسه في استخدام المطر الصناعي بالمعنيَين في الفيلم، لم يكن أن يكشف سراً من أسرار صناعة السينما، بقدر ما كان هاجس الشخصية يكمن في تحقيق حلمها.
واعتبر عبد الحميد أن انتهاء الماء من الصهريج الذي يضخه على العاشقين في الفيلم، يخلق حالة من التناقض والطرافة تعامل معها الجمهور بالتصفيق الشديد، كما أنه يشير إلى أن الأشياء الحلوة لا تكتمل دائماً، وهنا تكمن قوتها الدرامية، في كونها لا تكتمل، وهذا من صلب الحياة.
وأضاف عبد الحميد أن: «الأبناء (في الفيلم) لا يحاكون الأب في شيء، فالحياة بمآسيها وقسوتها هي التي تجعل نهايات الحكايات متشابهة من حيث المصير، ولكن الشكل يكون مختلفاً في كل مرة يجيء فيها الفيلم على قصة من هذه القصص».
كما أشار المخرج السوري إلى أن «كل واحد من الأبناء يعيش قصته على طريقته. الابن الذي يعبر دمشق ليرمي وردة لحبيبته كل يوم لا يشبه في حكايته حكاية أخيه الذي يقوم بغسل سيارة حبيبته. ثمة شكلان مختلفان، فيما الأب يعيش قصته أيضاً بطريقته، وبالتالي لا أرى تشابهاً في أي شكل من أشكال العلاقات المطروحة في الفيلم».
وبينما ذكر عبد اللطيف بوجود جماعة تخريبية في الفيلم، تعمل على تخريب جميع العلاقات العاطفية فيه، أكد أنه أراد من خلال إيجا هذه الجماعة في الفيلم «أن أمزج بين الحقيقة والوهم المزروع في داخل كل منّا. ربما كان الخوف الناشئ عن هذا الوهم قد تحول في بعض المحطات إلى حقيقة كبيرة يصعب التخلص منها».
كما أكد عبد الحميد أنه «هناك في الفيلم جرعة من الخيال والشطط والفانتازيا والواقعية السحرية هي التي سمحت مجتمعة لكل هؤلاء الناس الواقعيين بأن يتواجدوا في فيلمي ويعيشوا الحياة وألقها بالطريقة التي ظهروا فيها».