2012/07/04
بوسطة - يارا صالح
بحديث صريح وشفاف، عاد فيه إلى الذاكرة القريبة والبعيدة، حل الفنان عبد الفتاح المزين ضيفاً على صحيفة "دار الخليج الإماراتية في عددها الصادر السبت 11 كانون الأول/ ديسمبر.
وعن بداياته في إذاعة دمشق قال المزيان: «كان ذلك في برنامج خاص بالأطفال أوائل الخمسينات من القرن الماضي حيث كنت تلميذاً في المرحلة الابتدائية، وفي مرحلة لاحقة أسست مع زملائي مسرحاً في ثانوية التجارة وقدمنا خلال تلك الفترة مجموعة من المسرحيات، إلا أن الظهور الأهم أمام الجمهور كان مع الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي في مسرحية "صابر أفندي"»، وكشف المزين أنه تعرض خلال هذه لمضايقات كثيرة وسخرية شديدة من قبل الفنانين المشاركين في العمل لأنه تهيّب الوقوف أمام عبد اللطيف فتحي، مؤكداً أن فتحي شجعه وقال له حرفياً: «أنت فنان جيد وعليك أن تجتهد أكثر وتتعب قليلاً على نفسك، ومنذ تلك اللحظة أخذت بهذه النصيحة وبدأت مرحلة جديدة في مسيرتي الفنية».
كما اعتبر المزين أن المخرج يوسف رزق مخرج تلفزيوني موهوب ومتميّز على الساحة الفنية السورية، مرجعاً سبب تميزه في مسلسلات رزق يعود للأدوار التي يختارها يوسف له، «فهو يعرف تماماً مفردات مواهبي في شخصيات استثنائية قد لا يجيدها الآخرون بذات السوية التي أمثلّها أنا».
وعن سبب ابتعاده عن الأعمال التاريخية والبدوية، صرّح المزين أنه لا يجد نفسه في تلك الأعمال الدرامية لأنها ببساطة شديدة تفتقد إلى المصداقية، وتضيء الجوانب المظلمة في حياتنا كعرب، بينما الأمر هو عكس ذلك في المسلسلات الاجتماعية المعاصرة، وحتى في بعض الأعمال الكوميدية ذات المضمون الهادف والبعيدة عن البهرجة والتهريج.
الفنان، الذي اشتهر بشخصية "زاهي أفندي" في مسلسل "أبو كامل"، أكد أنه «يحسب لي أنني لم أكرر شخصية كوميدية أو حتى تراجيدية سبق أن لعبتها، وقد عرض عليّ العديد من الأدوار المشابهة لأدواري السابقة وفي مسلسلات تلفزيونية ضخمة ومتميزة، ومع مخرجين مخضرمين ولكني رفضت مثل هذه الأدوار لأنني أقدم نفسي كممثل وأحترم المهنة التي اخترتها عن حب وقناعة».
لكن المزين أند أنه لم يحقق طموحه الفني، للأسف، معتبراً أن السبب في ذلك هو غياب كتّاب نصوص يكتبون لممثلين من الأعمار الأكبر قليلاً، ويتم التركيز فقط في الأدوار الأولى على جيل الشباب من الفنانين، ويتركون للنجوم الآخرين أدواراً ثانوية لا تعطي الفنان الفرصة الحقيقية ليترك من خلالها بصمته الفنية الحقيقية.
من ناحية أخرى دق المزين ناقول الخطر على المسرح والدراما في سورية، مشيراً إلى أنهما يتدهوران منذ عشرين عاماً، من حيث الكم والنوع، وأضاف: «إذا بقي الأمر على هذا الحال في السنوات المقبلة فسنترحم على السينما وعلى المسرح في سورية».
يذكر أن المزين، كان فناناً تشكيلياً قبل بدئه بالتمثيل، الذي قدم فيه مجموعة مهمة من الأعمال منها مسرحيات "الزوبعة والغريب"، و"الزير سالم"، و"الشاطر حسن"، وفي الإذاعة "حكم العدالة" و"الولادة الجديدة"، أما على صعيد السينما فقدم "القلعة الخامسة"، "شيء ما يحترق"، و"وقائع العام المقبل"، وغيرها، لكن حضوره الأقوى كان في الدراما التلفزيونية والتي بدأ فيها كـ (كومبارس)، ثمّ أصبح نجم الأدوار الأولى في المسلسلات التلفزيونية السورية منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.