2012/07/04

قراءة في تكريم عباس أسرة «ما ملكت أيمانكم»: الدراما التلفزيونية في قبضة الحكومات؟
قراءة في تكريم عباس أسرة «ما ملكت أيمانكم»: الدراما التلفزيونية في قبضة الحكومات؟

راشد عيسى - البيان

تمت قراءة تكريم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أسرة المسلسل السوري «ما ملكت أيمانكم» على أنه أحد الاهتمامات الطريفة والخصوصية بالنسبة الى زعيم عربي، كتلك التي يسربها موقع «ويكيليكس» هذه الأيام.

شيء يذكر ربما بولع أوباما بكرة السلة، وبيل كلينتون بالعزف على آلة السكسافون أو السيجار، وبوتين برياضة الجودو، والحبيب بورقيبة بالمسرح، ومادلين أولبرايت بدبابيس الصدر، علماً بأن الوزيرة الأميركية السابقة لم تكن تقصر في توظيف دبابيسها سياسياً. وبدا غريباً أن الرجل الذي يحمل على كاهله أعقد قضية في الكون، يمكن أن يعطي أربع ساعات من وقته، ووقت شعبه الثمين للقاء وتكريم أسرة مسلسل تلفزيوني.

لكن من يعرف المسلسل وأغراضه فسيتأكد من أن الزعيم الفلسطيني لم يكن يمارس إحدى هواياته، إنما يفتح «جبهة» تلفزيونية في محاربة التطرف الديني. الأمر الذي يشكل أحد أبرز شواغل المسلسل، الذي أثار لدى عرضه في رمضان الماضي جدلاً عنيفاً بين مخرجه نجدة أنزور، وبين رجل الدين السوري المعروف رمضان البوطي، إلى حد تطرق فيه الأخير إلى المسلسل في إحدى خطبه الدينية.

وأعطى الرئيس الفلسطيني كذلك أوامره للتلفزيون الفلسطيني ببث المسلسل السوري على شاشته، وبالطبع ليس قبل أن يفرغ التلفزيون من عرض مسلسل «الجماعة» المصري الذي يروي سيرة «الإخوان المسلمين» ومؤسسهم. إذاً ليس العمل وحده هو في أجندة الرئيس لمواجهة التطرف الديني.

قبل ذلك أثيرت أسئلة عن التوظيف السوري لمسلسل «ما ملكت أيمانكم»، خصوصاً أن المسلسل عرض بعد جدل حول موضوع النقاب في حرم الجامعات السورية، وحديث عن عدم السماح لمدرسات منقبات بالتدريس. وقد اعتُبر الأمر مجرد مصادفة.

في سنوات سابقة كان أنزور قد أخرج مسلسل «الحور العين» الذي تمحور حول تفجير الخُبر في السعودية. وقيل إن العمل أنتج بتمويل ودعم لوجستي سعودي.

أما جديد أنزور فهو مسلسل «الكنغ» الذي يتحدث عن عالم المخدرات والجريمة، وذلك بالتزامن مع أوسع حملة سورية لمكافحة المخدرات.

كذلك لم يعد خافياً أن اتجاهاً بأكمله اختفى من الدراما السورية بعد مناخات طيبة ميزت العلاقات السورية التركية، ونعني تلك الأعمال الدرامية التي تتعرض للحقبة العثمانية في بلادنا.

في ما مضى كان صناع الدراما، وهم في الغالب جهات خاصة لا حكومية، يقدمون ما لديهم فيما الحكومات تسمح أو تمنع، فهل صارت الدراما برمتها اليوم في قبضة الحكومات؟

قد لا يكون الأمر بهذه الصرامة، ولكن الأكيد أن الدراما التلفزيونية باتت بنداً أساسياً لا يستهان به في أجندة الحكومات.

وفي عودة إلى الرئيس الفلسطيني واهتمامه المباغت بالدراما، التي تنحصر مهمتها في محاربة التطرف الديني، نقول انه ما دامت حرب الدراما قد بدأت، فما المسلسل الذي تمكن مشاهدته على الجهة المقابلة؟ على شاشات «حماس»؟