2012/07/04
بوسطة - البيان
إيمان البحر درويش واحد من المطربين الذين نجحوا في اكتساب احترام الناس بطريقة أدائه ولونه في الغناء، دون الانسياق وراء أغاني العرى والإثارة التي تسيطر على الساحة الفنية حالياً.
لكن خلال السنوات الأخيرة قلت أعماله فانطلقت حوله الشائعات بأنه يحرم الفن والغناء قبل أن يعود ليؤكد أنه موجود على الساحة بحفلاته الفنية التي دائماً ما يتجاهلها الإعلام، فضلاً عن ألبومه الجديد الذي يعود به إلى سوق الكاسيت بعد غياب.
تفاصيل أكثر في سياق الحوار التالي.بعد غياب 8 سنوات تعود للساحة الغنائية بألبوم جديد، فهل هو رد عملي على شائعة اعتزالك الغناء؟
بالفعل وجدت أن طرح ألبومي الجديد أفضل رد على الشائعات التي مازالت تطاردني عبر سنوات وتؤكد أنني اعتزلت الغناء وأنني تبرأت من كل الأغنيات التي قمت بتقديمها خلال مشواري، وهذا لم يحدث على الإطلاق لأنني مازلت موجوداً على الساحة الغنائية خلال السنوات الماضية.
ولكن الصحف الفنية واليومية تتجاهل أخباري وترفض نقل أي معلومة عن الحفلات التي أشارك فيها، وأتمنى أن ينجح ألبومي الجديد في وقف تلك الشائعات السخيفة التي تسعى للنيل مني.
لكن هذا الألبوم كان مقرراً طرحه في موسم عيد الفطر السابق؟
هذا صحيح، لكنني وجدت أنه يحتاج إلى فترة إضافية لإعادة توزيع بعض أغنياته؛ لأنني لا أحب الأغنيات والألحان المسلوقة، وكنت حريصاً على العودة بعد تلك المدة الطويلة بألبوم يليق بي، ويحمل أفكاراً جديدة.
فكرة غنائية مختلفة
ما طبيعة هذه الأفكار وماذا يميز ألبومك عن غيره من الألبومات المنافسة؟
لأول مرة يتم طرح ألبوم يدور بأكمله حول قصة شاب وفتاة من بداية تعاونهما وعلاقتهما الرومانسية حتى انفصالهما رغماً عنهما، وهناك ثلاث أغانٍ مهمة تؤكد تلك العلاقة وتضع لها نقطة البداية حتى النهاية.
وهى أغنية »قد إيه بعشقك« و»غصب عنك« و»اكتبي نهايتك بأيدك«، كما قدمت أيضاً في هذا الألبوم أغنية من تراث الراحل سيد درويش، وقد تعاونت في هذا الألبوم مع مجموعة من الشعراء والملحنين منهم يحيى الموجي ومحمد شعبان ووليد سعد وعوض بدوي علاوة على تلحيني لـ 4 أغنيات والألبوم بأكمله من إنتاجي.
هذا يدفعنا للسؤال عن السبب في فسخ عقدك مع إحدى الشركات التي كانت تتولى إنتاج وتوزيع الألبوم؟
هناك عدة أسباب أولها أنها قررت طرح الألبوم في الموسم الصيفي وكنت وقتها مشغولاً بعرض مسرحية »الناس بتحب كده«، كما أن طبيعة الأغنيات لم تكن تتناسب مع هذا الموسم وبعدها لم نتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين؛ فأقاموا ضدي عدة دعاوى قضائية وصلت جميعها إلى ساحات المحاكم وكان الغرض منها تعطيل طرح الألبوم بأي طريقة لكن لم يصدر أي حكم حتى هذه اللحظة بمنع طرح الألبوم.
حرب مستمرة
دائماً يتعرض إيمان البحر درويش لحروب وليس منافسات، فما السبب في ذلك؟
اسألوا قادة تلك الحروب الذين يسعون دائماً لتشويه صورتي منذ ظهوري على الساحة؛ فهذه الحرب لم تشتعل ضدي اليوم أو أمس ولكنها بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي عندما قررت دخول السينما وحققت عدة نجاحات متتالية، ثم اضطررت لأن أبتعد عن الساحة منذ عام 4991 وحتى 1002 لعل هذه الحرب تهدأ ولكن للأسف مازالت مستمرة حتى هذه اللحظة.
هل هناك سبب واضح لهذا الهجوم خاصة وأنك مطرب لديك لون غنائي مختلف عن الآخرين؟
أحمد الله أن الذين هاجموني في البداية هم الذين اعترفوا أنني المطرب الوحيد الذي كان سيملأ الفراغ الذي تركه عبدالحليم حافظ بعد أن وجدوا أن حفلاتي كانت ناجحة على الدوام بشهادة الجمهور الذي كان يستقبلني بحفاوة بالغة، وأعتقد أن الجمهور هو الذي أنصفني وأخذ بيدي بعد كل المحاولات المتعددة لإسقاطي.
هل هذا الهجوم كان السبب وراء ابتعادك عن الساحة الغنائية خلال سنوات سابقة؟
بالعكس أنا أستمع إلى كل الآراء لكنني وجدت نفسي وحيداً في فترة ما وكنت كما يقولون في ريعان شبابي ولديّ الإمكانيات التي تؤهلني لأن أكون المطرب الأول في مصر، ولكنني وجدت أجهزة الإعلام تركز على الشيء السيئ وكأنها دعوة لانحطاط الأغنية المصرية.
كما وجدت أن أصحاب الإفيهات الجنسية والمعاني النابية في المقدمة ومن ورائهم جماهير بالملايين وليس بالآلاف، لكن يبدو أن ابتعادي ورفض المواجهة كان سبباً رئيسياً في كثرة الشائعات حولي.
لن أبيع نفسي
ولماذا لم تنضم إلى إحدى شركات الإنتاج كما يفعل نجوم الطرب؟
الفترة التي حدثت فيها تلك المشكلات كانت سوق الكاسيت قد بدأت في تحقيق أكبر خسائر نتيجة انتشار الحاسبات الآلية وقرصنة الألبومات حتى قبل طرحها، فلم يعد أحد يبيع وجميع المنتجين بلا استثناء يخسرون لكن الاعتماد لم يكن إلا على الحفلات فقط، وأعتقد أن من يقدم نفسه لشركة إنتاج يبيع نفسه وبالتالي لا يلوم إلا نفسه فقط عندما تفرض عليه الشركة شروطها وعليه القبول فقط وليس من حقه الاختيار.
وهل حاولت التعاقد مع إحدى الشركات؟
بالعكس أنا أرفض العمل تحت عباءة أي شركة؛ لأنني أمتلك شركة إنتاج خاصة بي فقط، وبالرغم من ذلك تناقلت بعض الصحف شائعة رفض شركة صوت الفن التعاقد معي لإنتاج ألبومات، وقالت إن إيمان البحر درويش يعتمد على تراث جده وصوته لا يساوي شيئاً وهذا لم يحدث على الإطلاق.
تدعي دائماً في كل حواراتك الفنية المسموعة والمرئية والمقروءة تعرضك لهجوم متتال من الإعلام والمطربين، لكنك دائم الهجوم على تامر حسني وعمرو دياب، فما السبب؟
تكلمت عن تامر حسني في أحد اللقاءات الفنية وقلت إن صوته متميز ويحسن اختيار كلمات أغانيه فأعجبت الجميع وعندما قلت الحقيقة في عدد من أغنياته التي كانت تحمل إيحاءات جنسية وجدت هجوماً على صفحات الجرائد وعلى مواقع الانترنت وأتساءل هنا:
ما المشكلة إذا طلب مني أحد أبداء رأيي في أحد المطربين وقلته بصراحة، وأندهش أيضاً من حجم الجوائز التي يأتي بها إلينا عمرو دياب وتامر حسني مع أن الجميع يعرف أن هذه الجوائز تباع وتشترى.
كواحد من المطربين الذين ينتصرون للفن الأصيل. كيف تنظر إلى الفن الشعبي والأصوات الجديدة مثل هوبة وشعبولا وأبو الليف؟
الفن الشعبي بصفة عامة هو أحد فروع الفن وله جمهوره وليس عيباً الغناء بهذه الطريقة لكن العيب أن نبالغ في تقديمه بطريقة شعبان عبدالرحيم والتي يرفض الاستغناء عنها.
وأعتقد أن شعراء الأغنية عليهم مسؤولية كبيرة في صناعة الأغنية التفصيل وعدم فهم معناها، ما يعني أن هناك الكثير من كلمات الأغاني الشعبية تحتاج إلى مراجعات دقيقة لكن للأسف تمر على النقاد مرور الكرام.
وما رأيك في مطربي الجيل الجديد؟
أعتقد أنهم جميعاً من خريجي مدرسة عمرو دياب في الغناء باستثناء حسام حبيب الذي يقدم لوناً غنائياً مختلفاً وأتوقع له مستقبلاً باهراً؛ لأنه اعتبر الفن رسالة وليس تجارة.
نعرف أن لك موقفاً من تصوير أغنياتك فيديو كليب، فهل تشرح لنا ذلك؟
لا أرفض التصوير لكن الذي يحدث أن الإعلام لا يساعدني، كما أن المسؤولين عن القنوات الفضائية لا يريدون سوى شكل معين من الأغنيات ليعرضوها على قنواتهم وأخلاقي لا تسمح لي بالظهور وسط مجموعة من البنات العرايا؛ لأنني أخاف الله ولديّ أبناء أريد أن أحافظ عليهم.
رددت بعض الصحف أنك وراء ارتداء هالة فاخر الحجاب. ما تعليقك؟
كنت أتمنى أن يكون ذلك حقيقة حتى أحصل على ثواب من الله، ولكنني للأسف لم يكن لي أي علاقة باتخاذها ذلك القرار ولم أعرض عليها من الأصل فعل ذلك؛ لأنها مسؤولة عن كل تصرفاتها أمام الله.
وما أمنيات إيمان البحر درويش خلال الفترة القادمة؟
أتمنى المشاركة في عمل سينمائي تاريخي ضخم مثل فيلم »الناصر صلاح الدين« حتى تخرج طاقتي التمثيلية في هذا العمل وبعدها أعتزل الفن والغناء وأتجه لتجويد القرآن.