2012/07/04
خاص بوسطة- وسام كنعان تأخذ المؤسسات الثقافية الرسمية في سوريا دور المتفرج على الجهود الفردية لتدعيم التجارب الشابة، التي تسعى لإطلاق فعاليات فنية وثقافية جديدة من نوعها، أو تلعب هذه المؤسسات دورا حياديا يكتفي بالربت على الأكتاف وتوجيه كلمات الشكر لكل الجهود المبذولة، إن لم تواجه هذه الجهود بعراقيل روتينية باتت تفاصيلاً ضروريا بالنسبة للشأن الثقافي والفني السوري. وربما يكون مهرجان شبابلك الثقافي الذي أطلقته مجلة شبابلك السورية، واحداً من التجارب التي قامت على جهود فردية محضة، ساعدتها المؤسسة الرسمية بإيجاد أفضل الأماكن للعرض وهو دار الأوبرا. الفكرة التي تجسدت على الأرض في عام 2006 الذي أطلقت فيه دورة المهرجان الأولى، والتي استقطبت التجارب الشابة الغير مدعومة من أية مؤسسة رسمية كانت أم خاصة، ذلك لإتاحة فرص العرض أمام حشد جماهيري كبير، يركز على شريحة الشباب السوري، وطلاب الجامعات بشكل خاص، والمهرجان الذي كان مقرراً أن ينطلق كل سنتين منع في السنة الماضية لاعتبارات لها علاقة باحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية ورغبتها بتصدر الحدث الثقافي في دمشق، هكذا عاد المهرجان لإطلاق دورة جديدة منه ضمن شرط مريح للمشاركين من الفنانين الشباب الذين يبلغ عددهم حوالي 250 شاباً، والذين أمن لهم المهرجان فرصة عرض لمشاريعهم الفنية من مختلف الاختصاصات وضمن لهم مكافئات مادية جيدة شبابلك في دورته الثانية لن يقتصر على المشاركات المحلية بل وجه دعوات لتجارب شابة عربية، حسبما أكد إياد شربجي مدير المهرجان في حديثه لموقع بوسطة. لكن بعيداً عن فرص العرض الجيدة للتجارب الشابة، التي تشكل قوام المهرجان الشبابي، يبدو أن الحالة المهرجانية في شبابلك تقتصر على مجتمع الجامعة والمعاهد، إذ لم يستطيع المهرجان أن يحقق الصدى المرجو، والحراك الجماهيري لحضور الفعاليات على مستوى مدينة دمشق بشكل عام، وهذا ما يعتبره شربجي مرهوناً بالميزانية المقدرة للمهرجان، والتي لا تسمح بخلق هذه الحالة وإن لم تكن بعيدة عن الطموح ويضيف مدير المهرجان: (في دورتنا الأولى كان معنا رعاة تجاريين بشكل أساسي، أما هذه الدورة فقد انسحب راعي المهرجان بشكل مفاجئ ما جعل المجلة تتكلف كافة الأعباء على أمل الاستمرار والتطور ليشمل المهرجان مناطق واسعة.) هكذا يسعى شبابلك للتركيز على لقاء الشباب بالخبرات الفنية السورية التي توصف تجاربها بالتجارب الشابة، والتي حققت حضوراً لافتاً على المستوى العربي في حين يؤكد مدير المهرجان بأن تجربة مستقلة وغير مرتبطة بمؤسسة حكومية، والتي لاقت دعماً مميزاً من السيدة الأولى أسماء الأسد، في حين يرى أن رهان المهرجان يتجسد بالقدرة على إطلاق مواهب شابة مغمورة، من خلال فرصة العرض في شبابالك إلى مهرجانات عربية وأخرى عالمية، وهو ما حصل مع بعض التجارب في دورة المهرجان الأولى . يختم شربجي حديثه بتوجيه الشكر لإدارة دار الأوبرا السورية، التي قدمت له كل التسهيلات لهذه الدورة بما في ذلك جعل الحضور مجانياً لكافة فعاليات المهرجان.