2012/07/04
خاص بوسطة - علي وجيه
70% من أحداث الفيلم تدور في قطار متجّه من سورية إلى إيران عبر تركيا.
"حياتيّ جداً". هكذا يصرّ الممثل عمّار الحاج أحمد، في حديثه الحصري لـ «بوسطة»، على وصف فيلم "رحلة" الذي يقوم ببطولته تحت إدارة المخرج الشاب ميّار الرومي مؤلف الشريط أيضاً. الروائي الطويل الذي تشارك في إنتاجه أكثر من جهة منها محطة arte الفرنسية – الألمانية ومهرجان لوكارنو السينمائي ومهرجان دبي السينمائي، يقوم ببطولته إلى جانب الممثل الشاب كل من اللبنانية ألكساندرا قهوجي والسوري فراس نعناع. يشمل تصويره كل من سورية وتركيا وإيران، وهي البلدان التي يمرّ بها القطار الذي يجمع الثلاثة في رحلة من سورية إلى طهران. «ألعب دور سائق تاكسي وطالب جامعي، تجمعه علاقة حب بفتاة. يعاني الحبيبان دائماً من مشكلة الالتقاء، فيحاول أخذها بالتاكسي إلى مناطق مختلفة في دمشق. تقترح عليه زيارة صديقتها في طهران، فيستقلان القطار من سورية إلى هناك عن طريق تركيا. هي رحلة حبّهما كما هي رحلة سفر في القطار».
"رحلة" هو الروائي الطويل الأول لحاج أحمد بعد بطولة الفيلم القصير "مونولوغ" لجود سعيد. المؤسسة العامة للسينما أنتجت ذلك الفيلم عام 2007. بعدها بعام تخرّج عمّار من المعهد العالي للفنون المسرحية ليظهر في أعمال تلفزيونية هامة مثل "الحصرم الشامي" و"القعقاع بن عمرو التميمي". يقول حول تعامله كممثل مع نص "رحلة": «الفيلم فيه بحث جديد بالصورة. تعقيده يكمن في بساطته. حياتي جداً ويشبه يومياتنا، فهو خال من الأكشن الذي اعتاده بعض المخرجين لعمل عدّة أفلام ضمن فيلم واحد، ما يفقد الفيلم هويته وتوجهه. هذا كان صعباً عليّ كممثل. المطلوب منّي بالدرجة الأولى هو الالتزام برؤية المخرج وفكره السينمائي، ما يتيح هامشاً محدداً للعب التمثيلي ضمن السقف الذي يحدّده المخرج. هذه خصوصية العمل السينمائي، وهنا تمثّلت الصعوبة بالنسبة لي».
الفيلم ما زال في مرحلة التصوير، ولكن ماذا عن التوقعات العامة بشأنه بعد إنجازه؟ «أعتقد أنّه سيكون ساحراً من حيث الصورة، وهي نقطة مهمة جداً لفيلم سوري. أن تصوّر 70% من فيلم روائي طويل في قطار بممراته الضيقة ورتابته في المشي على سكة، فهو شرط يتيح للمخرج عرض أدواته وإمكانياته. من حيث الأداء، لا يمكنني القول إلا أنني حاولتُ الالتزام برؤية الفيلم ونقلها بشكل سليم، وهنا أعود للتأكيد أنّه ليس هناك أكشن حقيقي في الأحداث، وإنَما يوجد أناس حقيقيون».
على الصعيد الشخصي، لا يخفي عمّار ثقته بالإضافة التي سيحملها الفيلم لمسيرته المهنية، وأمله بأن يفتح له أبواباً جديدة. «لو لم أؤمن بالفيلم والإضافة التي سيقدّمها لي، لما اعتذرتُ من أجله عن أكثر من مسلسل. بصراحة، الممثل السوري ينظر للسينما بكثير من الاحترام، ويوافق على الظهور في مشهدَين أو ثلاثة مع كمّ الإنتاج السينمائي القليل، فما بالك عندما يتعلّق الأمر بدور البطولة؟ المؤسسة العامة للسينما تقدّم فيلمَين أو ثلاثة في العام، وتكاد تكون هي جهة الإنتاج الوحيدة للأسف».
يبدو أنّ الأمور تتجه بعد الانتهاء من الفيلم نحو المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو بسويسرا، وهو ما يعدّه عمّار الحاج أحمد حدثاً مهماً كونه من المهرجانات السينمائية المرموقة على مستوى العالم.
إذاً، هل هو فيلم مهرجانات بالدرجة الأولى؟ وهل يعني ذلك أنّه بعيد عن الذائقة الشعبية نوعاً ما؟ يجيب عمّار: «الجمهور مهم بالتأكيد، ولكن لا أعتقد أنّه مَن يحدّد قيمة الفيلم، وإلا لكانت أفلام الأكشن الهوليودية أهم من أفلام بيدرو ألمودوفار مثلاً. لا بدّ من تحديد سوية معينة للجمهور تجعله يرافق الفيلم من خلالها عند عرضه».
يُذكَر أنّ المخرج ميّار الرومي انتهى من عمليات التصوير في سورية، على أن يستكمل قريباً التصوير في كل من تركيا وطهران.