2012/07/04
مغالطات حول المسرح في دمشق.. في مجلة (مسرح) الفرنسية منذ 6 أشهر كان الوضع المسرحي أكثر من فقير!!! أشرنا في العدد الماضي إلى المقال الذي كتبته السيدة فرانسواز غروند زوجة شريف خزندار في مجلة (مسرح) التي يصدرها مسرح الأمم.. عن المسرح في دمشق ولم نشأ أن نعلق على المنشور بكلمة. وها نحن ننشر ترجمة حرفية لما جاء في المقال المذكور.. مطلعين المتتبعين للحركة المسرحية في سورية.. على ما يكتب عن المسرح خارج الحدود.. وبدون تعليق أيضاً.. قالت فرانسواز غروند في مقالها العجيب: نواد غير نشطة وفرقتان حكوميتان إن النشاط الذي لاقاه المسرح في سورية خلال الأشهر الأخيرة يدعنا نحلم. نحن الغربيين عندما وصلت إلى سورية منذ حوالي ستة أشهر، كان وضع المسرح أكثر من فقير. كان هناك عدة نواد غير نشيطة (لنقصان الممثلين والمخرجين والفنيين) وفرقتان حكوميتان أقدمهما عمرها ثلاث سنوات: المسرح القومي. ولم يقدم شيئاً منذ أكثر من سنة، ومخرج شاب شريف خزندار، المتخرج حديثاً من جامعة مسرح الأمم ومن تمرين لدى فيلار. يحاول أن يعيد إليه الحياة بإخراج (الجرة المكسورة) تأليف كلايست و (الشذوذ والقاعدة) تأليف بريخت، وذلك ليدير الحركة المسرحية في سورية نحو الطريق الشعبي. والفرقة الثانية فرقة التلفزيون كان يديرها رفيق صبان، مخرج منذ ثلاث سنوات على رأس ناد نشيط جداً، قدم المسرحية تلو الأخرى لشكسبير، وكامو، وماريفو، وسوفوكل. ثم عين الصبان مديراً لبرامج التلفزيون السورية، فشكل مع أعضاء ناديه الفرقة الوطنية الثانية هذه. وقدم في شهر آب الماضي (تاجر البندقية) و(لقد اخترت) التي كان قد كتبها توفيق الحكيم بالفرنسية وترجمت من قبله إلى العربية. مديح كبير لزوجها شريف وكان شريف خزندار، في المسرح القومي يتعارك مع ممثلين من الدرجة الثالثة، متأخرين. وأمام صعاب تقنية ومادية وبصورة عامة مع فكر سيء بالنسبة للعمل. عندئذ، وعندما رأى أن كل محاولة مستحيلة ترك الفرقة بين أربعة أشخاص خريجي أكاديمية الفن المسرحي في القاهرة، عديمي التجربة، ومغلقين بالنسبة لكل تقنية، ولكل الكتاب المسرحيين الحديثين، وانخرط في فرقة التلفزيون التي تقدم مسرحياتها على الشاشة الصغيرة. عندئذ خزندار وصبان بدآ بتوحيد جهودهما كي يضاعفا إنتاجهما، ومنذ شهر أيلول وحتى هذا اليوم وبفضل العمل والعراك العنيف، نجحا في تقديم نخبة كبيرة من المسرحيات والمسرحيين العالميين إلى الجمهور السوري. وقدم الصبان خلال برنامج يدوم ساعة اسمه (شوامخ المسرح) ثلاثة مشاهد طويلة لكل من الكتاب التاليين: شكسبير، سوفوكل تينسي ويلدز ولوركا. وفي البرنامج نفسه قدم خزندار: سعادة، بيكيت وبريخت. ولاقت هذه المسرحيات نجاحاً كبيراً من جانب الجمهور. وأعدت عدداً كبيراً من المشاهدين على قبول هذه المسرحيات كاملة على المسرح. لأن خزندار وصبان يعتبران أن التلفزيون يمكن أن يكون في حالة خاصة (سورية) مدخلاً إلى المسرح وباستطاعته أن يشكل ثقافة مسرحية للجمهور تقوده إلى محبة المسرحية وقبولها على المسرح. المسرح.. بفضلهما بالطريق الصحيحة! وهكذا وبصورة موازية لهذا البرنامج (شوامخ المسرح) قدم الصبان على المسرح (مع نقل إلى التلفزيون) (بنادق الأم كارار) لبريخت و(العادلون) لكامو، و(رجل الأقدار) لشو وبعد بضعة أيام سيقدم خزندار (الأعماق) لجوركي، وبعد فترة سيقدم (رجل ضد رجل) لبريخت من المسرح الحديث الشعبي لأن خزندار بالفعل يركز كل أعماله حول هذا البرنامج الذي يخرجه في أسلوب شخصي، رغم أنه متأثر بطرائق المسرح القومي الشعبي في باريس. بينما يميل الصبان نحو الكلاسيكية ونرى في إخراجه تأثير جان لوسي بارو (حيث درس الصبان منذ بضعة سنوات). وهكذا نستطيع أن نؤكد أن المسرح في سورية بفضل الثنائي خزندار – صبان، في الطريق الصحيحة، وعلينا أن نأمل أن يستمر في هذا الطريق، وخاصة أن يجد كتاباً محليين. المضحك المبكي نيسان 1964.