2012/07/04
الحل يكمن في افتتاح قنوات تلفزيونية سورية تؤمّن اكتفاءً ذاتياً في السوق.
أي ممثل يتمنى العمل مع شريف عرفة.
دوري في "اولاد العم" من الأدوار الهامة والمؤثّرة في أحداث الفيلم على الرغم من صغر مساحته.
الإعلام المصري تعامل معي بمنتهى الترحيب سواءً في التلفزيون أو الصحف والمجلات.
ما يميز فيلم "مرة أخرى" هو كونه تجربة سينمائية سورية شابة بكل معنى الكلمة.
للأسف نحن لا نجيد ثقافة النقد والمديح بشكلها العلمي السليم.
الممثل السوري مظلوم، وشغفه السينمائي مشروع لأنّه موهوب ويستحق الظهور في أكبر الأفلام.
حل مشكلة السينما بحاجة إلى تضافر مجموعة من العوامل المرتبطة ببعضها.
أتمنى أن أقف يوماً ما كممثلة على الخشبة ضمن عمل مسرحي مهم.
خاص بوسطة - علي وجيه
لا يمكن الحديث مع فنانة مثل كندة علوش دون التطرق لهموم السينما العامة والشخصية، فالسينما بالنسبة لكندة هي الحلم الدائم، والفن المعبّر عن إنسانية المجتمع وجماليته وقدرته على مواجهة نفسه قبل الآخرين. هنا يغدو الحب سلاحاً حقيقياً والإخلاص أكثر من مجرد شعار طنان. والنتيجة 5 أفلام سينمائية خلال 4 سنوات: "شغف" لحاتم علي، "التجلّي الأخير لغيلان الدمشقي" لهيثم حقي، "اليقظة" للإيراني عبّاس رافعي، "ولاد العم" للمصري شريف عرفة و"مرة أخرى" للشاب جود سعيد.
الإخراج السينمائي أحد أحلام كندة المعلنة أيضاً، حيث عملت مساعد مخرج في فيلمَين هما: "المهد" مع هافال أمين و"حفلة صيد» "نبيل المالح. إضافةً إلى إخراج فيلم لصالح قناة المشرق عن العمّال السوريين في لبنان بعنوان "في مهب الريح"، لم يٌعرض حتى الآن. والثلاثية الوثائقية "إغراء تتكلم" التي لاقت نجاحاً كبيراً عند عرضها على قناة المشرق منذ بضعة أشهر، وهي من إعداد كندة نفسها وإخراج الفارس الذهبي.
تخرّجت من قسم النقد والدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية ودرست الأدب الفرنسي، وشاركت بالعديد من الأعمال التلفزيونية ابتداءً من "أشواك ناعمة" لرشا شربتجي وانتهاءً بـ "البقعة السوداء»"و"مطلوب رجال"، مروراً بـ "حسيبة"، "خبر عاجل"، "يوم ممطر آخر"، "ظل امرأة"، "الاجتياح"، "سحابة صيف"، "صراع المال"، "هدوء نسبي"، "على قيد الحياة" وغيرها. لتصبح واحدة من نجوم الدراما السورية الذين لفتوا الأنظار في الداخل والخارج.
كندة علوش صاحبة الملامح المريحة والقريبة من القلب، وهو أمر هام في السينما خصوصاً، تتحدث لبوسطة في حوار صريح وشامل.
تقومين حالياً بتصوير دورك في مسلسل «البقعة السوداء»، ما هي طبيعة مشاركتك في هذا العمل؟
"البقعة السوداء" مسلسل من تأليف خلدون قتلان وإخراج رضوان المحاميد وإنتاج مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري. وهو عمل معاصر يتناول فترة الثمانينيات، وحياة الناس البسطاء على خلفية الحرب التي خاضتها سورية في لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. المسلسل يطرح قضايا الناس ومعاناتهم جرّاء الحرب، وما تبعها من حصار اقتصادي على البلاد. أقوم فيه بدور فتاة يتوفّى خطيبها قبل الزواج، فتعيش على ذكراه لسنوات عديدة. وهو دور جديد بالنسبة لي.
شاركت أيضاً هذا العام بمسلسل "مطلوب رجال"، حدّثينا عن خصوصية هذا العمل ومشاركتك فيه؟
"مطلوب رجال" مسلسل يتحدث عن مجموعة من النساء الباحثات عن رجال، تجري أحداثه في دبي. أقوم فيه بدور فتاة أردنية - فلسطينية تعمل في مركز للتجميل، تضحّي بالزواج والإنجاب في سبيل حياتها العملية.
يُعتبر العمل جديد من نوعه في الوطن العربي، من إخراج سامي جنادي وسامر برقاوي والإشراف العام للأستاذ حاتم علي. يمتد على 90 حلقة، ويأخذ طابع العمل الدرامي الطويل Soap Opra الذي لا يعتمد على القصة والحدث بقدر ما يعتمد على الشخصيات، فهي مغامرة أتمنى أن تنجح، وأهميتها تكمن في أننا نشاهد Soap Opra عربية بشخصيات تشبهنا. سيُعرض العمل قريباً على محطة mbc، وهي نقطة أخرى تضاف لعناصر النجاح فيه.
قلتِ إنّ الإنتاج الدرامي لهذا العام سيكون قليلاً جداً مقارنةً بالسنوات السابقة، لماذا؟
هذا صحيح. هذا العام هناك ركود عجيب في الإنتاج أكثر من السنة الماضية. الكل مستاء من هذه المشكلة التي يعود سببها إلى التوزيع، فما دام مصيرنا مرتبط بشركات الإنتاج والمحطات الخليجية، سنظل نعاني من هذا الوضع حتماً.
الحل يكمن في افتتاح قنوات تلفزيونية سورية تؤمّن اكتفاءً ذاتياً في السوق، وبالتالي لن نبقى مضطرين لانتظار التسويق الخليجي. ولنأخذ القنوات المصرية مثالاً لتأكيد كلامنا، فالمنتج المصري يضمن بيع مسلسله بوجود عشرات القنوات الحكومية والخاصة الجاهزة لشراء العمل.
عندنا الوضع كارثي بصراحة، فقناة المشرق أصبحت عربية التوجه ولم تعد سورية، وقناة الشام غائبة حالياً، وبالتالي لم يعد لدينا سوى قناة الدنيا في القطاع الخاص، والفضائية السورية وسوريا دراما التابعتين للتلفزيون السوري. وفي ظل صعود الدراما الخليجية والمسلسلات المدبلجة، لا يبدو الوضع مبشّراً.
كنتِ في مصر مؤخّراً، هل هناك مشروع جديد هناك بعد فيلم "ولاد العم"؟
هناك كلام في مشاريع لم يؤكّد أي منها بعد، سأعلن عنها في حال تمّ الاتفاق واتضحت التفاصيل على أرض الواقع.
سيُعرض لك فيلمان على المستوى الجماهيري في سورية خلال الفترة القادمة: "ولاد العم" في «سينما سيتي»، و"مرة أخرى" في سينما الشام وعدد من المحافظات السورية، نتحدّث بدايةً عن مشاركتك في "ولاد العم" مع مخرج بحجم شريف عرفة.
"ولاد العم" تجربة مغرية للغاية أكثر من الدور نفسه، فشريف عرفة من أهم الأسماء في الوطن العربي، وأي ممثل يتمنى العمل معه، لأنه مخرج متمكّن يعرف ما يريد تماماً من الممثل، وقد دهشت للسرعة والدقة التي ينجز بهما أفلامه، فالسينما بالنسبة له صارت من أبسط الأشياء. وهو ملم بالتقنيات الحديثة، وقدّم في "ولاد العم" مشاهد (أكشن) من الأقوى في تاريخ السينما العربية.
قدّمتُ دور فدائية فلسطينية تضعها الأحداث إلى جانب بطل الفيلم كريم عبد العزيز، وهو من الأدوار الهامة والمؤثّرة في أحداث الفيلم على الرغم من صغر مساحته، فهو ليس دور بطولة، ولكنّه أيضاً ليس دوراً (سنّيداً) للبطل.
الفيلم لاقى نجاحاً كبيراً في مصر، وحقق إيرادات عالية منذ نزوله الصالات، وقد لمستُ هذا النجاح شخصياً عندما كنتُ هناك، فردود الفعل على أدائي كانت إيجابية جداً، والإعلام المصري تعامل معي بمنتهى الترحيب سواءً في التلفزيون أو الصحف والمجلات. في مصر هناك مكان للجميع، فمن ينجح يستمر ومن يفشل يتم إهماله ويُنسى تماماً.
هل تعتبرين هذا الفيلم بوابةً للدخول إلى السينما المصرية؟
العمل المتميز هو ما يهمّني بغض النظر عن المكان. لم أسعى للعمل في السينما المصرية، وأرحّب بأي عمل جيد المستوى من أي بلد عربي. هذا لا يمنع أنّ مصر هي البلد العربي الوحيد الذي يتمتع بصناعة سينما حقيقية، ويفهم معنى شباك التذاكر والمواسم وذوق الجمهور، فعمر السينما هناك 100 عام الآن. إذا عُرض عليّ عمل مناسب في مصر، سأشارك فيه بكل سرور.
حدّثينا عن فيلم "مرة أخرى" الذي كتبه وأخرجه الشاب جود سعيد، وأنجز بإنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما وشركة سوريا الدولية..
ما يميز فيلم "مرة أخرى" هو كونه تجربة سينمائية سورية شابة بكل معنى الكلمة، من المخرج والنص إلى الممثلين وحتى الفنيين وروح الفيلم نفسه. وهي تشبه نَفَس الشباب السوري (المودرن) أكثر من المدرسة السورية السينمائية القديمة. يمكن المراهنة على نجاح الفيلم جماهيرياً لأن موضوعه هام ويطرح للمرة الأولى (العلاقات السورية اللبنانية)، ويتعلّق بحياتنا اليومية رغم أنّه يبدو سياسياً للوهلة الأولى، ولأنّ أسلوبه جديد وصورته رائعة ونجومه محبوبين في الشارع السوري الذي يعرفهم جيداً من التلفزيون.
مع كل تقديرنا لجهود الجميع في هذا الفيلم، البعض اعتبر أنّ جزءاً من ردود الفعل الإيجابية تجاه "مرة أخرى" يعود لهزالة الأفلام السورية الأخرى. ما رأيك في هذا الطرح؟
للأسف نحن لا نجيد ثقافة النقد والمديح بشكلها العلمي السليم. "مرة أخرى" لاقى نجاحاً لدى عرضه في مهرجان دمشق السينمائي لأنه يحمل نَفَساً مختلفاً عن النمط السوري السائد كما ذكرت، ولأن هناك جهوداً كبيرة بذلت لإنتاج وتنفيذ هذا الفيلم، فلا يصح أن نقول إنّ الفيلم نجح لأن الأفلام السورية الأخرى رديئة. يجب أن نعترف بايجابيات الفيلم التي أهلته للنجاح وللحصول على الجوائز.
إذا نجح الفيلم جماهيرياً سيكون محرّضاً لإنتاج أفلام أخرى، وهو ما فعله "سيلينا" إلى حد ما بغض النظر عن بعض الانتقادات التي طالته. الوضع الإنتاجي سيء عندنا، وفي كل سنة نسمع كلاماً عن تحسّن ما ولا شيء يتغير. في إحدى سنوات السبعينات تمّ إنتاج حوالي 25 فيلماً، ولم تتكرر تلك السنة الوحيدة حتى الآن.
لهذا السبب نشعر أنّ الممثل السوري يقبل بأي عمل سينمائي بغضّ النظر عن مستواه..
ربما يكون هذا صحيحاً، فالممثل السوري مظلوم، وشغفه السينمائي مشروع لأنّه موهوب ويستحق الظهور في أكبر الأفلام. بعض الممثلين الكبار قدّموا الكثير من الأعمال التلفزيونية الهامة على امتداد عشرات السنين، في حين أنّ رصيدهم السينمائي لا يتجاوز فيلماً أو اثنين للأسف. مفهوم النجم الحقيقي بكل العالم هو النجم السينمائي وليس التلفزيوني، ونجومنا بالرغم من أنّ نجوميتهم سببها التلفزيون، إلا أنهم استطاعوا منافسة أهم نجوم السينما في الوطن العربي، لذلك فإنّ الفنان السوري أول مَن دفع ثمن غياب السينما السورية.
وبالنسبة لك، هل قبلت المشاركة في بعض التجارب فقط لكونها سينمائية؟
قد يكون في بعض أفلامي مغامرة، ولكنّي فخورة بها كلها ومقتنعة بمستواها. العمل المهم هو الذي يجذبني سواءً في السينما أو التلفزيون، فليست أي تجربة سينمائية مهمة، وليست جميع الأعمال التلفزيونية سيئة بالتأكيد، وهناك الكثير من الأعمال التلفزيونية التي تفوق الأعمال السينمائية أهمية، بسبب الجهد المبذول فيها ابتداءً من النص ووصولاً للإخراج والتمثيل. وقد يكون غياب السينما في سوريا هو السبب الأساسي في ظهور أعمال درامية على هذا المستوى من الجودة والإتقان.
أين تكمن مشكلة السينما السورية إذاً؟
حل مشكلة السينما بحاجة إلى تضافر مجموعة من العوامل المرتبطة ببعضها، فهو مزيج بين القرار الرسمي والفني ووجود الصالات اللائقة ومنع القرصنة. مَن يلوم المؤسسة العامة للسينما فقط لا يرى الصورة كاملةً، وأعتقد أن المؤسسة غير مطالبة بأكثر مما تفعل، فهي تنتج أفلاماً ذات طبيعة خاصة تناسب رؤيتها. مشاكل المؤسسة موجودة في كل الدوائر والمؤسسات، ولكن الضغط مركز على المؤسسة لأنها الجهة المنتجة الوحيدة في سورية.
الحل في دخول القطاع الخاص إلى مجال الإنتاج، وفي تشجيع أصحاب الصالات على تجديدها، وأصحاب المولات التجارية على إحداث صالات داخلها، فتجربة «سينما سيتي» ناجحة جداً وأتمنى أن تنتشر. كذلك لا بد من منع القرصنة الذي يتطلب تضحية وحزماً، فلن يكون هناك إنتاج سينمائي أو موسيقي طالما القرصنة منتشرة بكثرة في البلد. ويمكن أن نسعى نحن الشباب إلى حلول مثل تأمين تمويل أو منح من جهات مهتمة بالشأن السينمائي، أو عمل أفلام قليلة التكلفة أو غير ذلك. إذاً هي شبكة من التعقيدات والمشاكل التي تحتاج إلى إرادة وحل متكامل وتضافر مجموعة من الجهود.
تمّ تحويل ثلاثية "إغراء تتكلم" إلى فيلم واحد للمشاركة في المهرجانات، هل هناك أخبار جديدة في هذا الشأن؟
لم نتفق حتى الآن مع أي مهرجان أو جهة، وعندما يكون هناك اتفاق جدّي سنعلن عنه فوراً.
هل هناك مكان للمسرح ضمن توجهاتك وتطلعاتك المستقبلية؟
أنا أعشق المسرح، وقد عملت في أكثر من عرض مسرحي كمساعدة مخرج، كما أني قارئة جيدة للمسرح. أتمنى أن أقف يوماً ما كممثلة على الخشبة ضمن عمل مسرحي مهم. أنا لست خريجة قسم تمثيل، وهناك أمور وتقنيات في المسرح لم أدرسها، وبالتالي إذا جاء مخرج جريء مستعد لبذل جهد مضاعف معي من أجل عمل مسرحي جيد، فسيكون ذلك من دواعي سروري.
كلمة أخيرة لموقع بوسطة..
تعدّد المواقع السورية أمر إيجابي للغاية، ونحن بحاجة إلى تنوع أكبر في عصر الإنترنت. ما يميّز موقعكم هو جدّيته ومصداقية أخباره بالإضافة إلى وجود اللقاءات المصورة، وعدم اقتصاره على التسلية والأخبار الخفيفة، وأتمنى أن يبقى كذلك.
شكراً لكم.
شكرا كندة