2012/07/04
"قلوب صغيرة" جيد نسبةً إلى ظروفه، و"قيود عائلية" تجربة مختلفة.
في المسرح، أخاف أن أتواجد مع غير ماهر.
مشكلتنا أننا نريد تقديم تلفزيون بموازاة السينما.
مخرجو التلفزيون الموظفون جعلوه عاجزاً عن الحصول على نص جيد.
أرفض العمل في الدوبلاج لأن فيه مشكلة تلقي لدى المُشاهد.
خاص بوسطة- وسام كنعان
ربما تشكل الرقم الصعب في الدراما السورية من خلال حضورها والأثر الذي تتركه في معظم أدوارها، لا يختلف اثنان على موهبتها الفنية التي قادتها إلى نجاحات مهمة على الشاشة. الفنانة يارا صبري ابنة إحدى العائلات الفنية العريقة، لم يكفها الإبداع في التمثيل فاتجهت إلى مشروع جديد تمثل بكتابة السيناريو، وأنجزت مع الكاتبة ريما فليحان، في العام الماضي مسلسل قلوب صغيرة، وفي هذا العام مسلسل قيود عائلية الذي يتم تصويره حالياً.
بوسطة كان لها مع الفنانة المتألقة يارا صبري هذا الحوار:
بداية لنسجل ردك على ما قاله النقاد عن مسلسلك الأخير "قلوب صغيرة" بأنه دراما توثيقية يشوبها الكثير من التوجيه والإرشاد؟
صراحة سمعنا الكثير من الآراء الإيجابية والسلبية، وأي عمل يثير دود فعل متباينة يعني أنه جذب أنظار الناس وحقق صدى لديهم. وحقيقة ما حصل أن جزءاً من مهمة قلوب صغيرة كان كما وصل للناس، مشابهاً للعمل الصحفي، ولذا فقد اعتبره البعض توجيهياً. عموماً عانى مسلسل قلوب صغيرة من مشاكل جسيمة قبل عرضه، منها مشاكل رقابية إذ أعيد كتابة العمل لأربع مرات وحتى اللحظة الأخيرة ونحن نحذف شخصيات ونضيف مشاهد، وإذا تجاهلنا الاختلاف في وجهات النظر مع الشركة المنتجة ومع المخرج، فسنرى أن النتائج التي ظهر عليها العمل مرضية جداً مقارنة بالظروف التي مر بها.
عدت منذ أيام بعد مشاركة لك في مهرجان الفجيرة للمونودراما.. ما مدى هذه المشاركة وكيف تقيمين هذه الفعالية؟
مشاركتي في المهرجان هي الثانية، وكنت كضيفة، وهو مهرجان دولي يستقطب مجموعة كبيرة من العروض المسرحية الدولية، لكن لم نستطع أن نشاهد الكثير منها لأننا كنا نريد العودة بسرعة والبدء في التصوير من جديد.
لنتحدث عن عملك الجديد "قيود عائلية" وهي التجربة الثانية لك في الكتابة. هل استفدت من تجربتك الأولى بالنسبة لعلاقتك مع شركائك في العمل؟
هذه التجربة هي صراحة التجربة الحقيقة الأولى في الكتابة، لأن تجربة قلوب صغيرة كانت أقرب للإشراف الدرامي، وبالمجمل مسلسل قيود عائلية هو تجربة مختلفة على كافة الأصعدة من حيث القضايا المطروحة وأسلوب طرحها، إذ تشكل الإعاقة الذهنية محوراً واحداً من العمل فيما يذهب ببقيته نحو الاهتمام بالتفاصيل وليس بالأحداث الكبيرة، مستفيداً من امتداده منذ عام 1983 حتى عام 2009. هكذا يقدم العمل مجموعة عائلات وعلاقات اجتماعية تجمع بينهم وبين أولادهم وأحفادهم.
وما هي المشاكل التي يعاني منها العمل؟
المشكلة الكبيرة التي نعاني منها هي حجم التمويل الضخم الذي يحتاجه العمل، فعلى الرغم من أننا نقدم عملاً اجتماعياً معاصراً لكنه يُعامل معاملة التاريخي من حيث الميزانية والمتطلبات، لأنه يطرح مراحل عمرية مختلفة تتطلب العودة لثمانينيات القرن الماضي، لكن الأمر ذاته يعتبر فرصة للممثلين الذين يرغبون كثيراً بتجسيد شخصياتهم في مراحل عمرية مختلفة بحيث يكون هناك فسحة لإظهار الإمكانيات والإبداع.
وكيف تقيمين العلاقة مع شركة (فردوس للإنتاج الفني) كونها التجربة الأولى لهم في الإنتاج التلفزيوني؟
هناك مغامرة كبيرة من الممثلة لورا ابو اسعد للتصدي لمثل هذا النص خاصة أنه مكلف كما ذكرت لك، وهذه التجربة الأولى لشركتها، وأنا شخصياً أثمِّن هذه المغامرة وأحترمها كثيراً، لكن المختلف في هذه التجربة أننا كنا نعمل منذ لحظات الاتفاق الأولى كفريق عمل مشترك يتشاور في كل شيء، مما جعل مراحل الإعداد تمر بسهولة. لورا ترى أن النص نظيف لا يشوبه أي نوع من البهرجات والإضافات التي أصبحت معروفة من أجل التسويق بشكل أفضل.
لنسجل رأيك بمنتهى الصراحة بماهر صليبي مخرج قيود عائلية بعيداً عن أنه زوجك.. ما مدى ثقتك بأن يلقى النص ترجمة بصرية مثالية على يديه، وأن يستطيع إيصال كل ما تريدين قوله؟
من الطبيعي أنني أعرف ماهر جيداً، لكن أكثر ما يميزه ويجعله مؤهلاً لإنجاح هذا العمل هو أنه غني بالتفاصيل، لذلك سيكون قادراً على إظهار تفاصيل العمل. ثقتي به كبيرة وأملي بهذا العمل أيضاً كبير. ماهر من المخرجين المؤمنين بضرورة الحوار دائماً مع الممثل، وغالباً تجده لا يتردد بالسؤال عن أشياء لا تصله بالشكل الصحيح وهي حالة مطلوبة دائماً لإظهار العمل بالشكل الصحيح.
هل تشعرين بخصوصية وأنت تجسدين شخصية أنت من كتبها وصنع تفاصيل حياتها على الورق، ثم تصبحين مطالبة بتأدية دورها ضمن إشراف شخص آخر هو المخرج؟
عندما كنت أكتب العمل شعرت بقرب إحدى الشخصيات لي، ولكن بعدما انتهيت من الكتابة وعاودت القراءة غيرت رأيي نحو شخصية جديدة ولابد أن هناك خصوصية لتجسيدها، وبشكل عام فقد عدت كممثلة بمجرد دخولي التصوير وكل فريق العمل نسي أنني الكاتبة. لأن الفصل بين مهمة وأخرى مسألة ضرورية.
هل يشغلك موضوع الكتابة عن عملك كممثلة، وهل ستكونين حاضرة في أعمال جديدة بعد قيود عائلية؟
موضوع الكتابة لا علاقة له بعملي كممثلة وأنا منذ فترة لا أقدم أكثر من عملين السنة، أحدهما بدور طويل والآخر كضيفة. هذا العام لم يعرض علي أي دور حتى الآن لكن بعد فترة قصيرة سأنهي دوري في قيود عائلية وأكون متفرغة لأي خيار قادم يستوفي شروطي بالقبول.
مع انطلاق ورشة الدراما 2010 كيف تقيم يارا صبري حال الدراما السورية بعد الموسم الماضي؟
ربما نحن بحاجة ماسة لأن نعيد التلفزيون لمهمته الأساسية فهو خلق لكل الناس ونحن ذهبنا لتحميل التلفزيون أكثر مما ينبغي, لأننا نقدم أعمالاً تطرح لجمهور محدد من المثقفين والمهتمين بشؤون معينة ولا تعني السواد الأعظم من المشاهدين، لذلك نرى الجمهور يذهب نحو مشاهد الأعمال البسيطة مثل باب الحارة التي تهدف لتسليته وترفيهه وبالتالي بدأ يُخلط الحابل بالنابل، فرأينا أعمالاً حققت جماهيرية رغم أنها مبتذلة. في العام الماضي كان هناك أعمال هامة لكنها قليلة كزمن العار فهو مسلسل متكامل فنياً وفكرياً، ويمكن لكل الناس التواصل معه على نفس السوية. سبق و قدمنا "الانتظار"، وربما كانت ميزته الإضافية جرعات الكوميديا التي يحويها. تلك نوعية من الأعمال هي ما يحتاجه الجمهور فعلاً. مشكلتنا أننا نحاول تقديم تلفزيون بموازاة السينما التي لا نستطيع تقديمها.
وماذا عن المسرح ولماذا لم نرك إلا في تجارب محدودة رغم أن لماهر صليبي تجارب مسرحية عديدة؟
التجربة الوحيدة التي عملت بها بشكل رئيس كانت في مسرحية "فوتوكوبي" مع المخرج ماهر صليبي، وقد رشحني هو لهذا العرض كونه يعتمد على شخصيتين وقد أظهرني بصورة جديدة. لكن ولأنني كنت أحضر بروفات عروض ماهر كلها لكي أعطيه رأيي بشكل مُلم عند البروفا النهائية فقد تغيبت ممثلة في اللحظة الأخيرة عن مسرحية "تخاريف" ولعبت الدور. وفي مسرحية "كونشيرتو" تخلف ممثل عن السفر، وتم إعادة إعداد الشخصية وتحويلها لأنثى، ولعبت الدور على مسارح إسبانيا. وحالياً سأكون موجودة في تجارب ماهر المسرحية القادمة.
وماذا عن غيره من المسرحيين؟
لا أخفيك أخاف أن أتواجد مع غيره خاصة أن من أحبهم من المسرحيين عروضهم قليلة، ولديهم مجموعات تعمل معهم، أما غير ذلك فأرى أنها فرص لا تضيف لي شيئاً كممثلة، لكن ومع ذلك لو عرض علي ما يحفزني سأكون موجودة سواء مع ماهر أو مع غيره.
وماذا عن السينما ولماذا لا نجد هناك مواقف قوية لدى الممثلين السوريين تجاه ما يحدث من ضعف إنتاج سينمائي في سورية؟
ببساطة لأن الممثلين لا يمكنهم فعل شيء حتى لو سجلوا أي موقف، طالما الأمر مركون في زوايا القطاع العام ومحكوم بروتين واحد سيبقى مهما تغيرت الأشخاص. لو أبقينا الإنتاج التلفزيوني حكراً على التلفزيون كجهة عامة كنا سنبقى رهن القطاع العام ومزاجيته، فهناك مخرجين موظفين هناك لا يتمكن أي مخرج آخر من اختراقهم، وهم من جعلوا التلفزيون السوري يقف عاجزاً عن الحصول على أي نص جيد. الأمر ذاته يحدث في مؤسسة السينما، فعندما يكون هناك قطاع خاص يصبح هناك فرصة لمناقشة المشاكل التي يعاني منها الإنتاج السينمائي.
هل عرض عليك العمل في الدوبلاج وما رأيك بهذا النوع من العمل؟
عرض علي العمل في الدوبلاج لكنني رفضت لأنه لدي مشكلة أصلا بكيفية التلقي في أي عمل مدبلج، ولا أرى أن هذا النوع يشكل مشكلة نحو الدراما السورية لأن الأمر متعلق بقدرتنا كصناع دراما على التوجه نحو المشاهد بما يهمه وهو يذهب نحو هذه الأعمال لأنه يجد فيها البساطة التي تحدثت عنها منذ قليل.
كلمة أخيرة لموقع بوسطة؟
سمعت كثيراً عن هذا الموقع وبصراحة كنت ألتقي بفريق عملكم أينما ذهبت في الفترة الأخيرة. بما أن الموقع على الشبكة العنكبوتية قد لا يتهيأ ظرف متابعته لكل الناس، لكن هذا لا يخفف من أهميته خاصة أنه سيكون صلة وصل للدراما السورية مع المغتربين الذين يرغبون بالتواصل مع أخبارها.
نحن بحاجة لمثل هذا الموقع وبحاجة لأي حراك إيجابي، وأتمنى أن يكون موقعكم خطوة على طريق تكون فيها الخطوات القادمة أضخم وأكثر اتساعاً وانتشاراً.