المخرج هشام شربتجي

  بوسطة-علي أحمد رشا لم تنجح في مصر بل نجحت في سوريا، والأعمال التي أنجزتها في مصر دون الأعمال التي أنجزتها في سوريا. وابن الأرندلي أردئ بكثير من من أعمالها الأخرى. ما يتقاضاه الفنّي في السعودية أقل من نظيره في سوريا. تحكم النجم بآلية الإنتاج الدرامي المصري أساء لهذا الإنتاج. النجوم في سوريا بدؤوا بالتحكم بآلية الإنتاج.. وأقول لهم بشروا قوم العرايا جاءكم غيم جديد.. أليس من حق الفنان أن يوفر مبلغاً من المال، كي لا يحتاج إلى دولة تعالجه عندما يمرض. لا يستسلم المخرج هشام شربتجي ويرفع الرايات للمخرجين الشباب، فهو سيبقى واقفاً ويقدم أعمالاً فينة تثير الجدل والنقاش حولها، كما حدث في تجربته الأخيرة مع مسلسل طاش ما طاش حيث كان هذا المسلسل هو بداية حديثنا معه.. قيل أنك تركت مشاريع أخرى من أجل طاش والألوف من الدولارات؟ هذا غير صحيح، والكلام يقال لمرتزقة وليس لفنان يبحث عن ظرف عمل وليس عن عمل. ربما قيل ذلك لأن الأجر في السعودية أعلى من سوريا؟ ومن قال لك هذه المعلومة الخاطئة، ما يتقاضاه الفنّي في السعودية أقل من نظيره في سوريا. كم أخذت من أجر على طاش؟ هل تريد أن ندخل في هذه التفاصيل. ولم لا؟ لن أقول لك المبلغ الذي أخذته، لكنه جيد والحمد لله، لكنه دون ما أتقاضاه في الدراما السورية. وكم هو أجرك في الدراما السورية؟ 20 مليون ليرة سورية، وفي السعودية أخذت 2مليون، هذا الحديث لا أبحثه مع منتج حتى أبحثه مع صحفي.. ومعروف عني أنني لا أفاوض على مبلغ مادي، وإذا ما أعجبني العمل فقد أخرجه مجاناً. وأحياناً أصرف 80% من أجري على جوانب حياتية أستمتع فيها وأمتع عائلتي. وعموماً لا أبحث عن المال في عملي. وهل ذلك صحيح؟ لا ليس صحيحاً، ومن يقدرك بالمال يقدر معنوياً. تريد القول يجب أن تحسب أمورك أكثر؟ أقصد أن كرامتي لا تسمح لي أن أتقاضى أجراً دون أجر من علمتهم الإخراج ودخلوا الإخراج عن طريق الصدفة. لأجل ذلك لم تذهب إلى مصر؟ لم يستدعيني أحد، ولو حصل لفكرت كثيراً قبل الموافقة. مع أن تلاميذك ذهبوا؟ ولم لا، وقد نقوم بالدوبلاج للحبشة ونصور هناك، أو في الصومال.. بعد أن استنفذ التركي ذهبوا للصين. الصيني أرخص؟ لا أعرف ربما، ربما يكون السيلاني أرخص، وقد يكون الكوري. من الغريب أنك لم تذهب إلى مصر مع أنك تعرف المصريين جيداً؟ نعم أنا من تربية مصر، لكن يبدو أنه ليس لي معارف هناك. رشا نجحت في مصر؟ لم تنجح في مصر بل نجحت في سوريا، والأعمال التي أنجزتها في مصر دون الأعمال التي أنجزتها في سوريا. ولا حتى مسلسلها "الأرندلي"؟ هو أردئ بكثير من أعمالها الأخرى. ما رأيك بالدراما المصرية؟ البنية التحتية للدراما المصرية لم تسئ لها في سنوات الكساد، وإنما المخرجون هم الذين أساؤوا لها. ماذا تقصد؟ أقصد تحكم النجم بآلية الإنتاج الدرامي المصري، وهذا ما يتم في الدراما السورية اليوم، وأقول لهم أبشروا أو بشروا قوم العرايا جاءكم غيم جديد.. ويضيف شربتجي : هذا هو المنطق السائد وتحكم آلية الإنتاج بلعبة نجم أو نجوم وإزاحة المخرج.. أنت؟ لست أنا، ودخول هذه الخطوط على بعضها تنتج فوضى درامية، وأعمال مفصلة على قياس نجوم محددين، وكما يحصل في دراما المصريين أن الفنانة فلانة لها طاقم ماكياج وملابس.. سيصبح في الدراما السورية لكل ممثل مخرجه الخاص.. من تقصد؟ كثر.. حدد لي أسماء؟ هل ترديد أن أدخل في صراع معهم.. ويتابع: كانت الصحافة تتهمني بأني دكتاتور إذا ما شارك معي الممثلون الشباب، كي أتحكم بهم، وعندما لم يشارك في أعمال شباب يقولون إنني أحاربهم، وللعلم أنا أعطي فرص للشباب إن كانوا مخرجين أو ممثلين أو فنيين وهذا ليس حديث صحفي يوضع بكلمتين، بل يوضع بكتاب أقوم بتأليفه عن الدراما السورية من خلال حياتي الشخصية وما مر معي منذ السبعينيات وإلى الآن. كنت أتحدث عن الدراما السورية، وأنت ذهبت إلى عنوان آخر؟ أتحدث عن آلية الإنتاج ككل، وطالما أن هناك ممثل مطلوب والمنتج يرشح هذا الممثل والمخرج يطرح اسم مخرج، فهنا تدخل الأمور في بعضها، وبات من المفيد الوقوف أمام كبكوبة الخيطان كي تعود الأمور إلى نصابها، ونعود نرى مخرجين كأمثال الليث حجو ورشا شربتجي من الجيل الجديد ليعيدوا لنا اعتبارنا نحن أبناء الجيل القديم ويفرضوا ما يشاءون وآلية عمل تظهرهم بأنهم أصحاب مشروع. هل هؤلاء فقط من سيعيدون لكم الاعتبار؟ طبعاً يضاف لهم المثنى الصبح ولاحقاً رامي حنا. أنت معجب بأعمال رامي حنا؟ لم أرى له كماً كبيراً من الأعمال، وأنا متفائل به كثيراً مع أنه لا يمكن الحكم عليه بسرعة، وفيليني لم يقيَّم إلا بعد ثمانية أفلام. برأيك ماذا يترتب على المخرجين الجدد؟ يحتاجون لبحث عن مشاريعهم، لا أن تجعلهم شركات الإنتاج مخرجين منفذين. لكن المخرجين لا حول لهم ولا قوة؟ إذا كان هشام شربتجي كان لا حول له ولاقوه، فما أدراك ما بالداخل، مع أنه يحميني تاريخي وآلية الإنتاج جعلتني مخرجاً منفذاً عند الآخرين. هل ما زلت صامداً في ظل هذا الواقع؟ كل جيل المخرجين الكبار صامدون ويقفون على أرجلهم. لا أحد يعمل؟ أصبحوا منتجين، أشعر بالحسد والغيرة عندما أشاهد السياح الكبار يأتون للتمتع..آن الأوان للمخرج هيثم حقي بحصد نجاحاته السابقة. المخرج هيثم حقي ما زال يمارس عمله؟ وما المانع أن يكون تلاميذه يعملون بإدارته، لماذا تنكر ذلك على مهنة الفن ولا تنكرها على مهنة المحامين عندما يقضي سنوات في ممرات المحاكم والأدراج والشوارع، وبعد أن يصل إلى أن يكون أستاذاً كبيراً  يصبح له مستشارين ومتدربين. لكن ألا ترى أن المخرجين الشباب تجاوزوا الجيل القديم فنياً؟ الحمد لله، والنتائج دليل على كلامك. أنت تهزأ من كلامي؟ أصبحنا موضة قديمة، قل لي كوبولا كم عمره، لكن لتعلم أن اللعبة العملية لا ترتبط بالسن. مخرجو الجيل القديم يعدون على أصابع اليد الواحد الذين ما زالوا يعملون. وأنت؟ كلامك ليس دقيقاً فمنذ متى لم أقدم أي تجربة مع الدراما السورية. على الأقل أنت تقدم تجارب درامية بينما غيرك لا يقدم أي شيء؟ من هو هذا الذي تتحدث عنه؟ لنقل هيثم حقي، فمنذ فترة لم يقدم أي عمل جديد كمخرج.. هيثم حقي ينتج أكثر من خمس أعمال في السنة. وأنت ما هو رأيك؟ الجيل الجديد يقدم أعمالاً أفضل من الجيل القديم؟ أصبحنا مثل حصان السباق عندما يعرج يقتلوه. أنت ما تزال صامد في ظل هذا الواقع؟ أنا أعمل على الرغم من كل الأصوات التي تقف في وجهي، لأنني من جيل طالما يبقى له حلمه وأمله ورؤيته،  فسأبقى أعمل حتى قبل موتي بساعات، ولو كنت مقعد على كرسي فأقدم تجارب أهم من تجارب الشباب. لأنني أنام وأستيقظ قبلهم. أنت تبالغ بحكمك؟ لقد ذكرت لك  أسماء ثلاثة مخرجين شباب هامين. حتى نكون موضوعين، فالنتائج تتساوى أو تقترب من بعضها.  أبناء الجيل الجديد مرغبون ومطلوبون أكثر من شركات الإنتاج لأنهم مطيعون ويسمعون الكلمة. كلهم؟ أغلبهم، وقلت لك عن أسماء محددة ، لكنك لا تسمع عندما تجري حواراً، أتمنى لو أن هذا الحوار مصور حتى أريك بأن تحاول أن تستفزني بأسلوب رخيص أو أنك لا تسمع. لقد ذكرت ثلاثة أسماء من عشرين مخرجاً يعملون في الساحة، أتمنى أن يبقى أملنا بأن يبقوا واقفين على أقدامهم ويبقى شرطهم الإنتاجي صحيح، كالليث حجو ورشا شربتجي وسيف سبيعي ورامي حنا، والذين لم أذكرهم لا يزعلون مني فلم أتذكرهم. إذا أنت تعترف بأكثر من ثلاثة؟ نعم فهناك سيف الشيخ نجيب شاهدت عملاً لطيفاً له، وكذلك زهير قنوع له تجارب جميلة، مع أنه هناك من بين المخرجين من هز الكاميرا وأخذ كوادر عجيبة غريبة، ومنهم ذهب نحو التطرف، ومنهم قدم أعمال هامة لم يفهموها.. المهم أنت قل لي ماذا تريد.. كيف ترى حالة الدراما اليوم؟ سيء جداً. معقول؟. طبعاً. وكل هذا الاحتفاء بالدراما السورية؟ سأكمل عنك والجدية المطروحة و(الكواليتي) على حساب الكمية، وتاريخ الدراما السورية أين ذهب. أنا أتحدث عن الأفكار؟ كلها مستنسخة. تريد أن تقول أنها مستنسخة عن عملك أسرار المدينة. أنت قلتها ولم أقل ذلك. لكن ألا يوجد غير هشام شربتجي قدم أعمالاً  لهذه الأجواء، أين ذكريات الزمن القادم لهيثم حقي وأعمال حاتم علي ومأمون البني ونجدت أنزور. لم يقدموا أية تجربة في الموسم الأخير؟ من حق المحارب أن يستريح. حاتم علي بدأ يعمل منتج منفذ لبعض المحطات؟ وأين المشكلة في ذلك، أليس من حق الفنان أن يوفر مبلغاً من المال، كي لا يحتاج إلى دولة تعالجه عندما يمرض. أشعر أنك تحاول أن تجد مبررات لهؤلاء المخرجين الذين لا يعملون؟ أبداً لا أبرر لهم ذلك، لكن كمية الأعمال قليلة. كمية الأعمال قليلة ويأتون بمخرجين جدد؟ هؤلاء مخرجون مبدعون. وكما قلت أنت فنياً هم أفضل منا، وما علينا إلا الجلوس ونصفق لهم فعمرنا الافتراضي انتهى في الإخراج.   شكراً هشام شربتجي