2012/07/04
لست كالأخريات. رامي لديه حس فني عالي. أسعى للتمثيل الذي يحقق لي التميز وبالتالي الشهرة. صحيح أن هناك من بنات جيلي قد حققن شهرة كبيرة لكنهن اليوم غائبات. في لحظات تألمت وشعرت بالإحباط، لكني صبرت حتى جاءت الفرص. علي أحمد- بوسطة صحيح أن الفنانة ميسون أبو أسعد قد مضى على تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية أكثر من سبع سنوات، لم تتمكن خلالها من الحصول على الفرص التي تطمح لها، إلا أنها اليوم تتألق بقوة في الأعمال التي شاركت بها وخاصة دور "بسمة" مع المخرج سيف سبيعي في عمله "عن الخوف والعزلة" حتى أن هناك من أطلق عليها نجمة الرومانسية هذا العام. ميسون تتحدث في هذا اللقاء عن مشاريعها الفنية: ماذا تحدثينا عن مشاركتك مع المخرج رامي حنا في مسلسل "على قيد الحياة"؟ كنا نشارك معاً في مسلسل "عن الخوف والعزلة" مع المخرج سيف الدين سبيعي، وعلمت أن لديه تجربة يحضّر لها، وكنت أنتظر على نار كي يختارني في عمله "على قيد الحياة" ، وفعلاً تحقق لي ذلك. ألم يسبق لك العمل معه؟ شاركت معه في مسلسل "عنترة" لكن التجربة لم تأخذ وقتاً طويلاً. ما الذي يعجبك في رامي؟ رامي لديه حس فني عالي وهو من الممثلين الذين انتقلوا إلى الإخراج ولديهم مشروع فني حقيقي وهام، بالإضافة إلى أن شغله مع الممثل مريح، لأنه بالأساس ممثل، وحساسيته عالية وخاصة جداً، وحتى إنسانياً هو راقي ولطيف ومريح. هل تهمك الراحة في العمل؟ طبعاً، فأحياناً تسمع عن عمل أنه ضخم وهام، لكن أجواء العمل ليست مريحة. هل أعجبك عمله "نرجس"؟ لم يتسنى لي متابعة العمل بالكامل، لكنني سمعت من أشخاص مختصين أثنوا على العمل، ولا تنسى أن أختي لورا شاركت في العمل، وقالت لي عند فرصة المشاركة في مسلسل "على قيد الحياة" سلمي رامي نفسك وتابعي النتائج التي ستكون. تثقين برأي لورا؟ طبعاً، سيما أنها حققت نقلة نوعية مع رامي في مسلسل "نرجس"، وهذا ليس رأي فقط، فأساتذة المعهد العالي أثنوا على مشاركتها وأدائها. ما هي طبيعة دورك مع رامي؟ شخصية طالبة في الأدب العربي أحضر للماجستر وتحديداً عن شعر بدر شاكر السياب، فهي تعشق الشعر العربي، وهي من عائلة مرتاحة مادية ، لكن المفاجئ في الشخصية أنها ترتبط بعلاقة عاطفية مع الدكتور الذي تحضر معه رسالتها وهو شاعر عراقي بعيد عن وضعها المادي، فتكون جريئة مع هذه العلاقة وتتجاوز في تصرفاتها، فتذهب بعيداً لتُخلِّصَ حبيبها من الكآبة التي يعيش فيها، فهو خارج من الحرب وبعيد عن وطنه. هذا العام أنت محاطة بشخصيات رومانسية؟ ربما يكون هذا ما يميز طبيعة أدوار هذا العام، وخاصة في مشاركتي مع المخرج سيف سبيعي في مسلسل "عن الخوف والعزلة". الرومانس جميل ولا يجب أن نبتعد عنه، ويجب أن يكون حاضراً على الشاشة. لكن ألا تخشين من أن يتم تأطيرك في الشخصية الرومانسية؟ صحيح أن الشخصيتين في العملين يعيشان علاقتي حب، لكنهما مرتبطتان بالأحداث، وليست أية شخصية منهما حالمة مثل بحيرة ساكنة، فالشخصية نقوم بتغيير أفعال من هم حولها. ما أكثر ما يميز دورك في "فنجان الدم"؟ أعتقد أن تميزها أنها لا تشبه أي شخصية في العمل، فهي غجرية ترقص وتعلم فتاة أجنبية ذلك، وفي "آخر أيام الحب" أجسد شخصية أم أرملة. وتضيف ميسون: كنت أكثر من سعيدة بتجربتي في مسلسل فنجان الدم، والحمد لله أن العمل تم عرضه، فالعمل يقدمني بطريقة مختلفة لا يتوقعها الآخرون مني، طبعاً ليس لأنني لا أملك الإمكانيات، أشكر المخرج الليث حجو الذي منحني هذه الفرصة التي حققت مفاجأة لمن كانوا في التصوير، وأعتقد أن ذلك سيكون بالنسبة للجمهور، مع أن حجم الدور ليس كبيراً، إنما كان كذلك لأنني مهتمة بالرقص منذ تخرجت من المعهد العالي و لازلت أتابع التمارين، ومهمة لأن الفرصة جاءتني ليعرف الجمهور بهذا الجانب عندي. ألا تلاحظين أن الفرص الهامة التي قدمت لك، تأخرت؟ لأنني انتقائية في خياراتي، وليس هدفي تحقيق الشهرة، فأبحث عن جانب التمثيل، وعن تجارب مميزة تضيف لي ولرصيدي في هذه المهنة، ورغم أن هذه التجارب قليلة في الدراما السورية، وقد تبطئ مشواري، إلا أنه كان لديّ إيمان أنه سيأتي يوم يفهمني فيه المخرجون ويدركون ما هو مشروعي. لكن هناك من كان يعتقد أنك لا تحبين العمل في التلفزيون؟ أبداً الموضوع ليس بهذا الشكل، إنما أسعى للتمثيل الذي يحقق لي التميز وبالتالي الشهرة، إنما أن أكون على أغلفة المجلات وفي لقاءات كثيرة، أكثر من ظهور في الشاشة، هذا ليس مشروعي، ولست كالأخريات. صحيح أن هناك من بنات جيلي قد حققن شهرة كبيرة لكنهن اليوم غائبات. من تقصدين؟ لا أحب أن أحدد أسماء. لندع موضوع الأسماء، فليس هدفي الشهرة وأن أعمل أي شيء في البداية من أجل الظهور وتعرفني الناس. لكن فجأة تأتي الفرص دفعة واحدة؟! ليس لديّ تفسير لما جرى، لكن قد يكون لكمية الأعمال القليلة التي شاركت فيها، حتى تراكمت وحققت فكرة وسمعة عني عند المخرجين، خاصة عند الليث حجو، فبعد تجربتي معه بات لديّ رصيد عند الآخرين، الذين يطلبوني للعمل. على ما يبدو أن الموضوع أخذ وقتاً طويلة نوعاً ما، لكن ذلك ليس غريب عن شخصيتي، فلست من النوع المستعجل، ولو أنني في لحظات تألمت وشعرت بالإحباط، لكني صبرت حتى جاءت الفرص. ألم تصبك الحسرة وأنت تشاهدين زميلاتك ومن جئن بعدك وهن يمثلن أدواراً ويشاركن في هذا الكم من الأعمال الدرامية؟ طبعاً هذا الإحساس قد ينتابني في لحظات، لكنني لم أكن أزعل على أدوار ليست ظريفة، فقد كان يقدم لي فرص كثيرة، لكنها لا تعنيني، فليست كل المواقع والأدوار التي كانت فيها الصبايا أحسدهن عليا أو أطمح إليها، إنما في بعض الأعمال كنت أحب أن أكون حاضرة فيها. هل ندمت بعد التخرج أنك درست التمثيل؟ لا يوجد في الحياة شخص متأكد من كل مجريات حياته، حتى لو كان دكتور أو مهندس، فهناك ضرائب يدفعها المرء في مهنته، إذا كنت تستيقظ كل يوم وتذهب للعيادة، فـتأتي لحظة تشعر فيها بالروتين والملل والضجر، فكل شيء في الحياة وله مقابل، فيجب أن نتذكر هذه الفكرة دوماً كي لا نصاب بالتوتر.فمثلاً عندما نستمر بالتصوير لمدة شهر أو شهرين نتأخر في الليل، نتذمر ونستاء من هذه الحالة، لكن كل شيء له ثمن. هل تشعرين أنك بدأت تدفعين ثمن ضريبة الشهرة؟ نعم اليوم الناس بدأت تعرفني وأنا أسير في الشارع والأماكن العامة، وأنا فتاة أحب الخصوصية وأحب المشي والتجوال وسماع الموسيقى، وقد بدأت تؤسر حريتي، بالمقابل أشاهد من سبقنني بالشهرة والنجومية لا يستطعن أخذ حريتهن والعيش كما يردن، كشرب القهوة أو السباحة.. هل يمكن أن نعتبرك من النجوم الشباب؟ لا أستطيع أن أصف نفسي هذا الوصف، فالآخرين يمنحوني إياه. وأنت ألا تشعرين بذلك؟ سأحاول تجاهل ذلك، ليس لشيء، إنما كي لا يكبر رأسي، وأبقى أتذكر أنني دخلت مهنة التمثيل لأني أحب هذه المهنة، وليس لأنها تجعلني معروفة عند الآخرين، وإنما هو تحصيل حاصل. شكراً ميسون