2012/07/04
هل ستعبر بلا خلافات بين كتابها والروائيين؟ ماهر منصور- السفير يعود الإنتاج الأدبي اليوم، ليشكل العماد الأساسي لعدد من المسلسلات السورية، على غرار ما كان عليه في الماضي، بعدما انكفأ مثل هذه الظاهرة تدريجياً في السنوات الأخيرة. وتشكل روايات وقصص قصيرة موضوعات لأربعة مسلسلات سورية. فكتبت ريم حنا سيناريو وحوار «ذاكرة الجسد» للمخرج نجدت أنزور، نقلاً عن الرواية الشهيرة التي تحمل الاسم ذاته للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي. ويأخذ الكاتب هوزان عكو حكاية النسخة الجديدة «لأسعد الوراق» عن مجموعة قصصية للكاتب الراحل صدقي إسماعيل بعنوان «الله والفقر». ويصوغ المخرج باسل الخطيب حكاية «أنا القدس» عن رواية له بعنوان «أحلام الغرس المقدس» كان كتبها في التسعينيات، ونال عليها جائزة سعاد الصباح. فيما يرتكز السيناريست منيف حسون في «حارة الياقوت» (أقاصيص المسافر) الى قصص قصيرة للكاتب زكريا تامر. البناء الدرامي «الروائي» المتماسك، الذي ظهر جلياً في الحلقات الأولى لمعظم المسلسلات السابقة الذكر، يكشف عن جدوى اتكاء العمل الدرامي على أصول أدبية، وبالنظر الى الضعف الذي تعاني منه اليوم الكثير من النصوص التلفزيونية الأخرى. وينعكس ذلك ايجاباً لجهة بناء حكاياتها، ولجهة الحوارات التي تدور بين شخوصها والتي تبدو أكثر عمقاً وغنى. لا سيما أن أحد نقاط الضعف التي يعاني منها بعض الإنتاج الدرامي هذا العام، هو امتداد الحوار بشكل أفقي يجعله يفتقد إلى العمق ويميل الى الثرثرة، مما يصعب معه أن يعلق في ذهن المشاهد عبارة ترد على لسان هذه الشخصية أو تلك. وبالمقابل نجد أن عملاً مثل «ذاكرة الجسد» يعج بالعبارات والمعاني، التي تستحق أن تدون في دفتر مذكرات. وهي عبارات وردت في رواية مستغانمي. ومنح السياق الدرامي للكاتبة حنا والرؤية البصرية للمخرج أنزور، بعداً إضافياً للعمل، قربه من قلب المشاهد وذاكرته. نظريا تبدو النتيجة على هذا النحو مغرية لتبني أعمال روائية وتحويلها الى مسلسلات. إلا أن ضبابية فهم طبيعة العمل التلفزيوني، واختلافه عن العمل الروائي، غالباً ما تضع صاحب العمل الأدبي في مواجهة وخصام مع من حوّل ذاك العمل إلى سيناريو تلفزيوني، يرتفع خلالها أحياناً صوت الروائي معتبراً أن العرض التلفزيون شوه عمله الأدبي. وأن كاتب السيناريو التلفزيوني أسقط شخصيات وجوانب مهمة في النص الروائي الأصلي، أو أضاف عليه عناصر أخرى هجينة. من جهتهم، يرى كتاب العمل الدرامي أن للعمل التلفزيوني متطلباته، التي تفرض أحياناً الاستغناء عن عناصر في النص الأصلي أو إضافة أخرى بالشكل الذي يخدم الدراما. كما كانت الحال مع المخرج باسل الخطيب، وأخيه تليد الخطيب، اللذين استندا، بحسب المخرج الخطيب، إلى رواية «أحلام الغرس المقدس»، ولكنهما أضافا عليها الكثير من الخطوط الدرامية. إن كان الخطيب لن يواجه «معارك» على اعتبار أنه صاحب الرواية والمسلسل معاً، فإن نذير معارك كلامية بدأت تلوح بالأفق بين الروائية مستغانمي والكاتبة ريم حنا، رغم أن العمل يعد على الصعيدين الفني والفكري، من المسلسلات المهمة هذا العام. اما بالنسبة لمسلسلي «أسعد الوراق» و«حارة الياقوت» فحتى الساعة لم نختبر، شكل العلاقة بين كتاب العملين بنسختيهما المكتوب والمرئي. ربما ينتظرون نهاية العرض. وهو ما نفضل أن نفعله نحن أيضاً.