2012/07/04
المعتصم بالله حمدي- دار الخليج حققت قناة “الحياة” رقماً قياسياً في المبالغ التي تدفعها للنجوم نظير ظهورهم في برامجها، وكان برنامج “لقاء مستحيل” المعروض في شهر رمضان هو النموذج الأمثل لتأكيد هذا الكلام حيث وصلت ميزانيته إلى خمسة عشر مليون جنيه لتضاهي ميزانية مسلسل تلفزيوني من ثلاثين حلقة، وقد تسبب هذا في فتح ملف أجور نجوم البرامج التلفزيونية الذين أصبحوا يعتمدون بشكل أساسي على البرامج لزيادة دخلهم المادي، كما يتبين في هذا التحقيق الذي التقينا فيه مع المذيعين والنجوم وأهل الإعلام . المذيعة هبة الأباصيري التي انتقلت مؤخراً للعمل في قناة “الحياة” أكدت أحقية النجوم في تقاضي المبالغ التي يطلبونها، لأن الفضائيات تستثمر شعبيتهم بشكل رئيسي بجذب شركات الإعلان، والمشاهد دائماً يتواصل مع البرامج التي تستضيف نجوم الفن، وأضافت: المنافسة اشتعلت بين المحطات الفضائية والرهان الآن على استقطاب النجوم في برامج جديدة ومميزة بأفكارها وموضوعاتها، لأن الشكل النمطي الذي يعتمد على حوار بين ضيف ومذيع لم يعد مطلوباً، والمشاهد يبحث عن الإبهار، كما أن الأرقام التي يتقاضاها النجوم من الفضائيات المصرية لا تضاهي الأرقام التي يتقاضونها من الفضائيات الخليجية واللبنانية . الخبير الإعلاني طارق نور أيد كلام الأباصيري وأفصح عن أنه من الضروري أن يظهر كبار النجوم في الفضائيات من أجل جذب الإعلانات والمشاهدين، والأفضل أن يكون هذا الظهور غير تقليدي، لأن هناك أفكاراً جديدة وجريئة يمكن استثمارها، وكذلك إعادة تقديم برامج أجنبية بأفكار عربية خالصة تتماشى مع تقاليدنا وعاداتنا، ورفض نور الربط بين زيادة أسعار النجوم في البرامج وبين ظهور قناة “الحياة”، لأن هذه السياسة متبعة منذ فترة طويلة والبرامج التلفزيونية أصبحت أحد مصادر دخل الفنانين . الفنان أحمد عز يصل أجره في البرامج التلفزيونية إلى ثلاثين ألف دولار وهو لا يفضل التطرق إلى قيمة ما يتقاضاه، ولكنه أكد أحقية النجوم في تقاضي مبالغ مالية في برامج المنوعات التي تستثمر ظهورهم وتستقطب إعلانات كبيرة، ولكنه في الوقت نفسه لا يتقاضى أي مبالغ مالية من برامج يراها مؤثرة في الشارع وظهوره من خلالها له أهداف غير مادية، مثل التواصل مع قضايا المجتمع وهموم الناس، لذلك ظهر مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج “واحد من الناس” على شاشة قناة “دريم” . الفنانة سمية الخشاب تفكر بنفس طريقة أحمد عز حيث قالت: لم أتقاض أجراً لا يناسبني لأنني أثق كثيراً في نجوميتي واسمي كفيل بجذب المشاهدين، وهذا ليس غرورا ولكن هناك برامج لا أتقاضى فيها أجرا مثل “90 دقيقة، القاهرة اليوم، مصر النهارده” لأنني أظهر فيها للحديث عن موضوعات تمس المجتمع مثل المرور، غلاء الأسعار، وأيضا قضايا فنية مثل قرصنة الكاسيت وأفلام سينما . وأوضحت سمية أن أجرها لا يختلف من برنامج مصري لآخر خليجي لأن المنافسة لا تفرق بين قناة وأخرى، والمنافسة تحتم على الجميع استضافة كبار النجوم . الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة أكد أن الإقبال على إنتاج برامج المنوعات وإنفاق ملايين الجنيهات عليها أمر مستفز، لأنها تهدف فقط للتسلية ولا تخدم المشاهد في شيء مثلها مثل برامج المسابقات الوهمية التي تخدع المشاهد ومعظمها مفبرك . وأشار العالم إلى حرص الفضائيات على إنتاج برامج المنوعات حتى لا تدخل في مشاكل اقتصادية من جراء البرامج السياسية والاقتصادية التي لا تستقطب الإعلانات، كما أنه من السهل على الفضائيات أن تعوض ما تنفقه في برامج المنوعات عن طريق بيع العرض الثاني لفضائيات أخرى وهذا ما تحقق لبرنامج مثل “دندنة” الذي عرض للمرة الأولى على شاشة “إم بي سي” وتم بيعه لاحقا لفضائيات أخرى مثل “مزيكا” و”زوم” . المطرب محمد حماقي رفض ما يقال عن أن النجوم يعتمدون بشكل أساسي على البرامج لزيادة دخلهم، وأكد أنه يرفض الظهور في العديد من البرامج التلفزيونية رغم حجم الإغراءات المادية التي يتلقاها ثقة منه بأهمية الظهور في التوقيت المناسب للحديث عن أعماله الفنية الجديدة، ولا يمكنه الظهور مراراً وتكراراً على المشاهدين لدرجة تصيبهم بالملل وتقلل من درجة حماستهن له . محمد عبدالمتعال مدير قناة “الحياة” أكد أن السياسة الإنتاجية للقناة تعتمد بشكل أساسي على تحقيق التوازن بين البرامج التلفزيونية المعروضة لأنه ليس مطلوباً من القناة أن تقصر إنتاجها على نوعية واحدة من البرامج والسياسة الإعلامية المتزنة تحقق نجاحاً، وهذا ما ظهر بوضوح خلال الفترة القصيرة الماضية والتي انطلقت فيها شبكة “الحياة” وحققت مراكز متقدمة في المشهد الفضائي العربي . وأضاف: بالنسبة للأجور التي يتقاضاها النجوم فهي ليست خيالية كما يصور البعض، لأنها تتماشى مع سياسة العرض والطلب، ولا يمكن المخاطرة بإنتاج برامج تتسبب في خسائر للقناة، كما أن المشاهد يثق بإمكانات قناة “الحياة” وبالتالي لا يمكن أن تخيب ظنه وتنتج برامج زهيدة لا تستضيف نجوما لامعة . الفنانة مي سليم أبدت اندهاشها من الحملة الضارية التي يتعرض لها نجوم الفن بسبب المبالغ المالية التي يحصلون عليها من البرامج التلفزيونية وقالت: المحطات الفضائية وشركات الإنتاج التي تنتج برامج المنوعات تعرف جيداً كيف تغطي نفقاتها وتحقق أرباحاً من خلال البرامج التي تستضيف فيها نجوم الغناء والتمثيل، ومن الطبيعي أن تزداد أجور النجوم سنوياً لأن هذا يتماشى مع طبيعة “الحياة” بشكل عام . مي أكدت ضرورة اختيار أفكار جديدة في البرامج التلفزيونية لأن هذا يضمن نجاحها بشكل كبير، خصوصاً إذا اعتمدت هذه البرامج على استضافة نجوم يتمتعون بحب الجماهير، وعبرت عن ارتباطها بالبرامج المبهرة مثل “تاراتاتا” و”ليالي السمر” وغيرهما من البرامج التي تخطف القلب قبل العين، فظهور كبار النجوم في ديكور مبهر وسط الجماهير يشكل نجاحاً كبيراً بصرف النظر عن القيمة الإنتاجية للبرنامج . المطرب خالد سليم أوضح أن أجر المطرب في البرامج الغنائية يزداد إذا طلب منه الغناء مباشرة على الهواء كأنه في حفلة وهذا أمر طبيعي، لأن هذا الظهور يأخذ منه مجهوداً كبيراً في التحضير والبروفات، ومن حقه كمطرب أن يحصل على أجر، لأن صوته هو مصدر دخله ولا يمكن أن يظهر من دون مقابل إلا في بعض البرامج الاستثنائية التي يروج من خلالها لألبوماته الغنائية وأعماله السينمائية والتلفزيونية .