2012/07/04
البيان قبل غيابها الجبري كان اسم رمضان يرتبط باسمها عندما يأتي المساء، وبغيابها غابت الفزورة وغاب الاستعراض، ولكن على الرغم من ذلك لم تترك مساحة لغيرها حتى في عدم وجودها، الكل هرب هلعاً وخوفاً من المقارنة وظل بلاتوه الفوازير شاغراً في انتظار معجزة جديدة. كل الشعب المصري والعربي مع مطلع الشهر الكريم، شهر رمضان يقولها عالياً »وحشتينا يا شريهان« وهي وحشة جعلت كل من تقترب من بلاتوهات الفوازير تهرب فارة بجلدها عندما تدرك بأنه لا مشاهد ينتظرها، ولا ناقد على استعداد أن يكتب ولا قنوات فضائية يمكن أن تلهث للتعاقد معها كما كان يحدث مع شريهان، وربما كانت نيللي هي المنافسة الوحيدة لها، والتي حققت نجاحاً كبيراً بعد شريهان، ولكنها أيضاً لم تصمد بفعل الزمن. حاولت كثيراً هاله فؤاد، ياسمين عبدالعزيز، شيرين سيف النصر، وغيرهم ولكن لم تستطع أعيونهن الصمود أكثر من موسم واحد، وتمضي وتلاحقها الانتقادات كالسياط على الجسد العاري. وهذا الواقع أجبر اللاتي كن يفكرن دخول التجربة بالهروب مقدماً تحت أعذار وأسباب خلفها حقيقة واحدة. أن شريهان لم تترك لهن قلباً عربياً يمكن أن تدخله غيرها. ولا ننكر أن نيللي وسمير غانم تركا بصمة رائعة في نفوس المشاهدين ووجدوا تجاوباً كبيراً في مرحلة مهمة من مسيرة الفوازير، وعلى الرغم من ذلك ظلت تلك المبدعة شريهان هي الأسطورة التي ستظل تتحاكى بها الأجيال في عالم الاستعراض، وهي التي بدأت تاريخاً وصنعت منهجاً جديداً وعنواناً كبيراً للفوازير باسمها منذ عام 9185 بفوازير »ألف ليلة وليلة«. منطقة محرمة والفنانة شريهان على الرغم من أنها دخلت عالم الفوازير بعد الفنانة نيللي التي قدمت الفوازير لمدة 31 عاماً رسخت خلالها نيللي أسلوبها الإبداعي وفق رؤية إبداعية نادرة واستطاعت أن تستولي على قلوب الجماهير قبل أن تجيء شريهان لتقدم فوازير حول العالم وفوازير الأمثال. وفي منتصف التسعينات قدمت فوازير حاجات ومحتاجات، واشترك معها بعض نجوم الكوميديا الذين برزوا من خلالها واكتسبوا الأرضية القوية التي انطلقوا بعدها إلى عالم النجومية مثل اشرف عبدالباقي ومحمد هنيدي وعلاء مرسي والراحل علاء ولي الدين. حقل تجارب بعد غياب شريهان، ظلت الساحة تبحث عن بديل وتحول بلاتوه الفوازير إلى حقل تجارب جعل البعض يقترح ابتكار أسلوب جديد لطرح فوازير رمضان بعد أن خضعن كل الفنانات من خريجات معاهد الباليه لمحاولات واختبارات وجاء اعترافهن صريحاً بالابتعاد عن هذه المنطقة التي تحتاج إلى مواهب خاصة تتعلق بالغناء والرقص والروح المرحة والقدرة العالية على التعامل مع كل هذه الأدوات ومن ثم القبول. وشريهان لم تدخل عالم النجومية بالمصادفة ولكنها منذ طفولتها كانت مبهرة بأسلوبها وخفة دمها ومواهبها التي تفجرت مبكراً ما دعا شقيقها الفنان عمر خورشيد لأن يرعى هذه الموهبة في سنها المبكرة واستطاع من خلال رعايتها أن يخرجها من رحم المشكلات الأسرية. فانطلقت في أولى اشراقاتها من خلال فيلم »قطة على نار« عام 9187 وكان عمرها 41 عاماً ومنها أصبحت نجمة السينما بلا منازع وما يزيد على الخمس مسرحيات أهمها »سك على بناتك« و»علشان خاطر عيونك«، وكلاهما مع الفنان الكبير فؤاد المهندس. محطات مأساوية مرت شريهان بمحطتين مأساويتين في حياتها الأولى تمثلت في رحيل شقيقها عمر خورشيد المفاجئ والذي ترك أثراً سلبياً في حياتها لفترة طويلة فهو كان أقرب الناس إليها ثم الحادث الذي وصفه الرأي العام بالغامض وألزمها الفراش الأبيض لأكثر من عام وهي كانت في قمة النجومية والتألق، لتخرج شريهان بعدها ولم تعد. غياب شريهان لا يزال يثير الجدل حول خليفتها وزاد الجدل بعد التجارب الفاشلة للكثيرات اللاتي تصدين للفوازير، ويبقى السؤال: هل الفوازير تحتاج إلى ظهور فنانات يستطعن تقديمها بما يتناسب مع تطور العصر وتقنياته أم أنها في حاجة إلى فنانات بنفس المواصفات التي كانت تحملها شريهان ونيللي والسعي وراء تقليدهما، وإن كان محكوماً عليه بالفشل كما فشلت الكثيرات في تقليد أم كلثوم أو الاقتراب من سمائها®. وهذا ما سبق أن قاله الناقد سمير فريد بأنه من الصعب استعادة بريق الفوازير في زمن الفيديو كليب لأن فتيات زمن الفوازير لا يصلح للاستخدام حالياً دون تطوير طبقاً لمجريات عصر متقدم.