2012/07/04

 	بدناء أهل الفن أوزان ثقيلة ودماء خفيفة
بدناء أهل الفن أوزان ثقيلة ودماء خفيفة

  عبادة ابراهيم- البيان لم تعد العيون الزرقاء، والشعر الناعم، والابتسامة الساحرة معياراً للنجومية الفنية، وإنما أضحت التلقائية، التي يتمتع بها بدناء أهل الفن والطرب، مفتاحا لدخول قلوب الجماهير. والناظر إلى هؤلاء البدناء يجد أنهم جمعوا بين الأوزان الثقيلة وخفة الدم، التي فرضت نفسها المواقف الكوميدية والأعمال الفنية، فتجد نفسك وبمجرد رؤيتك للفنان يونس شلبي تصاب بنوبة من الضحك، نظرا إلى بساطته وعفويته، أما جورج سيدهم فقد لقبه محبوه بقنبلة الكوميديا وصاروخها، وغيرهم كثيرون استطاعوا رسم البسمة على شفاه المشاهدين.«الحواس الخمس» رصد صناع البهجة البدناء، الذين جمعوا بين أوزانهم الثقيلة وخفة الدم، وأصبحوا خالدين في أذهان المشاهدين رافضين النسيان والانزواء. جورج سيدهم لقبه الكثيرون ب«قنبلة الكوميديا»، وقد وصفه الكاتب الساخر محمود السعدني بقوله: «هذا الولد السمين جورج، موهبة كبيرة في عالم التمثيل الكوميدي، وهو نوع نادر من الممثلين، والدليل أنه يُمكن أن يُؤدي أي دور بسهولة». جورج سيدهم حقا قنبلة كوميدية متحركة، قدم على مسرح الجامعة عددا من أشهر الأعمال التراجيدية، ومنها «عطيل» و«ماكبث».وعند ظهوره في برنامج «مع الناس»، الذي قدمه بالاشتراك مع سمير غانم وعادل نصيف، حيث ما لبثت أن التقطتهم عين المخرج محمد سالم الذي عرض عليهم العمل في برنامج «أضواء المسرح» فقدموا اسكتشات كوميدية من تأليف حسن السيد وألحان الموسيقار محمد الموجي. من خلال فرقتهم الشهيرة «ثلاثي أضواء المسرح»، التي شعر الناس بأنها تقدم فناً مختلفاً، إلا أن عادل نصيف ترك الفرقة بعد شهر واحد ليبدأ جورج وسمير رحلة البحث عن العضو الثالث كبديل لعادل.وكأن القدر يعلم مدى موهبة جورج وسمير وأنهما في حاجة إلى عضو ثالث يدعم فرقتهم؛ فأرسل إليهم الفنان الراحل الضيف أحمد. فحققت الفرقة طفرة عالية في ساحة الكوميديا في مصر، وحققت شهرة كبيرة بعد تقديمها اسكتشات عدة منها «كوتو موتو» و«دكتور.. الحقني»، وكان المميز بجورج يكمن في مهاراته في استخدام تعبيرات وجهه، وحركاته الرشيقة على المسرح على الرغم من بدانته، وقدرته على الإضحاك من دون حتى الابتسام. وهو ما علق عليه الفنان سمير غانم بقوله في أحد الحوارات: «كان أهم ما ميز جورج بيننا أنه كان يطلق أكثر الافيهات سخونة دون حتى أن يبتسم، وكم من مرة حاولت فيها إضحاكه على المسرح، وهو صامد لا تخرج منه ضحكة واحدة. هو فنان بمعنى الكلمة يعرف معنى المسرح والالتزام، وفي العام 1997 يصاب قنبلة الكوميديا بجلطة في المخ يعتزل بسببها العالم المحيط به، ليفارق الحياة بعد 11 عاما قضاها بين براثن المرض. رسم البهجة بمجرد أن يطل الفنان الراحل يونس شلبي بوجهه البشوش على المسرح، تجد نفسك تبتسم حتى دون أن ينطق بكلمة واحدة، فهو قادر على انتزاع الضحكة من الجمهور ورسم البهجة والبسمة على وجه كل من يشاهده ببساطته وتلقائيته؛ فهو كوميديان من طراز خاص. قدم الفنان الراحل للسينما العربية أكثر من 70 فيلما، وحوالي 25 مسلسلا، إضافة إلى الكثير من الاعمال المسرحية الناجحة المتميزة، وإذا كانت مسرحية (مدرسة المشاغبين) أحد أسباب نجاحه وتألقه، فالذي عضدد من شأنه بعد ذلك مسرحية (العيال كبرت) ومن هنا أصبح يونس شلبي كوميديان غير تقليدي صاحب حضور وعطاء فني. أما مسلسل العرائس الشهير «بوجي وطمطم» فقد حقق نجاحا كبيرا على مدار الأعوام السابقة. روح الإبداع علاء ولي الدين، نجم سينمائي اتخذ لنفسه طريقاً مختلفا عن الآخرين، فتظهر شخصيته في أدائه، خفة ظل وروح وإبداع، صفات أهلته للنجاح، حيث إنه رسم لنفسه خطا يسير عليه، فمن منا لا يتذكر ابتسامته التي تضيء وجهه الطفولي و«إفيهاته» التلقائيه التى لايزال كثير منا يتذكره بها ويقتبسها منه في حياته اليومية. فنان يحترم أداءه والجماهير، وخفة دمه ليست مصطنعة، ولكنه بطبيعته خفيف الظل، فهو لا يتصنع المواقف، التي تخرج البسمة من قلوب المستمعين، جذب علاء الأعين إليه، خصوصا أصحاب النظرة الثاقبة، كفنان في بداية مشواره، من خلال أدواره الثانوية في أفلام عادل إمام. وأدوار البطولة المطلقة، وقد أسهم علاء في ظهور عدد من نجوم الساحة الفنية الحاليين أمثال أحمد حلمي وكريم عبد العزيز ومحمد سعد، فشخصية «اللمبي» كان أول ظهور لها في فيلم الناظر وبعدها انطلق محمد سعد وأصبح نجم شباك. مات علاء ولي الدين إثر إصابته بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم؛ وماتت معه الابتسامة البريئة. خفة الظل مها أحمد، التي رفضت اتباع أي برنامج غذائي لإنقاص وزنها، لأنها تعتبر أنها دخلت قلب وعقل الجمهور بسبب شكلها غير المألوف على الساحة الفنية، لكنها تعتقد أن خفة الظل تقترن بالوزن الثقيل، إذ تخرج منها نكات تجعل هناك تواصل مع جمهورها الذي قبلها وهي سمينة، وهذا لا يسبب لها أي مشكلة سواء في الحياة العملية أو الأسرية. استطاع الفنان الكويتي داود حسين أن يجمع بين نجومية الإيرادات والجماهير وآراء النقاد من خلال تقديمه كوميديا هادفة تطرح عددا من القضايا الاجتماعية في إطار فكاهي. يمتلك طاقة هائلة على الإضحاك والتقليد جعلت أعماله الفنية بمثابة بوفيه فني. يرى أن اعتماد بعض الفنانين على استخدام ألفاظ خادشة للحياء لإضحاك الناس هو نوع من الإفلاس الفني