2012/07/04
5حواس - البيان تتمتع أفلام الكرتون بسحر مميز، فهي لا تثير الخيال فحسب، بل تجعله أياً كان مداه قابلا للمشاهدة، فكل شيء في هذا العالم محتمل ومرحب به ودافع إلى الإعجاب والمتعة. خصوصا إذا حمل توقيع ديزني وبيكسار، وهما من كبريات الشركات الأميركية وأشهرها عالميا في مجال التسلية وإنتاج الرسوم المتحركة.وقد بدأت الشراكة بين ديزني وبيكسار في عام 1995، عندما أنتجت بيكسار فيلم «حكاية لعبة» في جزئه الأول والذي لقي إقبالا كبيرا وحقق إيرادات بلغت أكثر من 192 مليون دولار، حيث يعتبر هذا العمل البداية الحقيقية لأفلام الكومبيوتر.وبعده بثلاثة أعوام تعاونت الشركتان لإصدار فيلمهما المشترك الثاني «حياة حشرة» عام 1998 الذي اعتبر سادس أفضل فيلم في ذلك العام وحقق مبيعات بلغت نحو 170 مليون دولار.ومع دخول الألفية الجديدة اشتركت «والت ديزني» مع بيكسار في طرح الجزء الثاني من فيلم «حكاية لعبة»، والذي يعتبر الفيلم الثالث الذي ينتج بواسطة الكومبيوتر بالكامل، وبلغت عائداته أكثر من 8 .245 مليون دولار. وفي العام التالي 2001، كان التعاون الرابع بين الشركتين من خلال فيلم «شركة المرعبين المحدودة» الذي حصل على أعلى دخل وتصدر قائمة الأفلام لأسبوعين متتاليين محققاً إيرادات اقتربت كثيراً من 260 مليون دولار. وفي عام 2003، نال فيلم «البحث عن نيمو» جائزة الأوسكار باعتباره أفضل فيلم عن عالم الأحياء المائية بالكمبيوتر، وقد حطم وقتها الرقم القياسي في الإيرادات؛ إذ استطاع أن يحصد خلال فترة قصيرة أكثر من 340 مليون دولار. وفي العام التالي تعاونت الشركتان لإصدار فيلم «الخارقون» الذي حصل أيضاً على أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة وحقق مبيعات بلغت أكثر من 5 .261 مليون دولار، كما تعاونت الشركتان لإصدار فيلم «السيارات» عام 2006 قبل أن تندمجا وتتحفاننا بأعمال مثل «راتاتوي» (2007)، و«ال ـ إي»(2008)، و«أعلى» (2009). والحديث عن نجاح 10 أفلام حققت جميعها جوائز مهمة واقتنص بعضها الأوسكار يرجع أساسا إلى اندماج هاتين الشركتين مهنيا وفنيا والعاملين خلف هذه الأعمال وما يقدمونه من براعة في سرد قصصها ومقدرتهم الفائقة على تجسيد المشاعر في رسوم متحركة أصبح لها جمهورها الذي يمنحها الشهرة ويجعلها تتسيد شباك التذاكر بلا منازع. وخلال هذا الأسبوع بدأ في صالات السينما المحلية عرض الفيلم رقم (11) في سلسلة الأعمال الطويلة للشركتين وهو الجزء الثالث من «حكاية لعبة» بعد انطلاقه عالميا قبل أسبوعين، حيث حقق 59 مليون دولار في أميركا الشمالية للأسبوع الثاني على التوالي، ليصل إجمالي إيراداته حتى الآن إلى 6 .226 مليون دولار. بلغت ميزانية الجزء الجديد 190 مليون دولار ومن إخراج لي إنكريتش، ويحمل في طياته معاني إنسانية كبيرة من خلال سيناريو كتبه مايكل أرندت وتصوير ذات قيمة عالية، ولعب البطولة الصوتية فيه توم هانكس «وودي» وتيم الين «باز» وجوان كوساك «جيسي» ونيد بيتي «لوتسو» وجون موريس «أندي». وعلى مدار 103 دقائق وهي مدة العرض سوف يستمتع الجمهور بمجهود أربع سنوات وهي الفترة التي استغرقتها صناعة الفيلم في صياغة أفكار تمجد العمل وتعلو بقيمة الوفاء. وهذا هو ما بدأ به فيلم «حكاية لعبة 3» عندما اجتمعت اللعب برئاسة «وودي» راعي البقر زعيمهم لتتساءل عن مصيرها بعدما كبر «أندي» صاحبها وأهملها وبات على مشارف الانتقال للجامعة وترك المنزل. وفى هذا الاجتماع يحاول «وودي» تهدئة الأوضاع وبعث الطمأنينة في أتباعه الذين اشتاقوا لممارسة الألعاب بيد طفل يحبهم. وفى نهاية هذا الموقف يقرر «أندى» وضع كل ألعابه في حقيبة بالمنزل واصطحاب «وودى» معه إلى الجامعة حيث انه لعبته الأثيرة، ويحدث خطأ ما ليقلب الأحداث رأسا على عقب. ويتم ترك «وودي» و«باز» و«جيسي» وباقي الدمى في صندوق الألعاب ليواجهوا المصير المجهول عندما تتبرع والدة «أندي» بهم لدار رعاية الأطفال الأيتام «صني سايد»، وتشعر الدمى في البداية بالفرحة، ولكن هذا الحماس سريعا ما يتحول إلى رعب في هذا المكان الجديد. وتعكس أحداث الفيلم بعد ذلك قيم التمجيد للثورة ومحاربة الظلم ومقاومة الديكتاتورية التي يمثلها دب من الفراء يسيطر على دار رعاية الأطفال الأيتام وعلى اللعب بداخلها ويفرض ديكتاتوريته عن طريق لعبة ضخمة الحجم تمثل ذراعه القوية، يبطش من خلالها بكل من يفكر في التمرد على قوانينه. أما ذراعه الأخرى «كين» تلك اللعبة الأنيقة الماكرة التي تصبح بجوار القوة أداته الأخرى لفرض السيطرة على اللعب في حضانة «صني سايد» الواسعة. وعند أول صدام بين لعب «أندى» التي تم نفيها إلى أسوأ القاعات ليلعب بها أطفال أشقياء سنهم لا يسمح لهم بممارسة هذه الألعاب فيعملون على تدميرها وتلوينها والعبث بها، ما يدفع اللعب إلى محاولة الهرب بقيادة «باز» الذي فر بعد أن حاول إقناعهم بالعودة لبيت «أندى»، وان ما حدث لهم لا يعدو كونه غلطة سيصححها «أندي» بعد أن يعرف ما يتعرضون له. ويتم القبض على «باز» ويقوم الدب بمحاولة رشوته وإغوائه ولكنه يرفض، فيقوم الدب الديكتاتور بمساعدة احد علمائه بالحصول على كتالوج تلك اللعبة وإعادة محو ذاكرتها ليمكنه السيطرة عليها ـ غسيل مخ ـ و يدفع به لحراسة باقي أصدقائه الذين اختفوا من ذاكرته. وهنا يتدخل البطل «وودي» كعادته لإنقاذ زملائه بمعاونة لعبة مغلوبة على أمرها تعلم بكل مخارج دار رعاية الأيتام وأماكن حراسها والتي تشبه السجن كونها مراقبة بالكاميرات وتحيط بها الأسوار ويقود محاولة صعبه للفرار تنتهي بمواجهة عصابة الدب الديكتاتور. فهل ينجح وودي في إقصاء الدب والعودة إلي بيت «اندي» أم يبقى مع الجميع داخل دار الرعاية في انتظار من ينقذهم؟، هذا ما تسفر عنه النهاية التي تحمل مزيد من المفاجآت. فيلم «حكاية لعبة 3» في مجمله مثير شكلا ومضمونا، وأضافت إليه تقنية الأبعاد الثلاثية رونقا وجمالا، وكثير من مشاهده لا يستطيع المتفرج معها الحفاظ على سكونه وهدوئه على مقعده، كما يحوي العديد من المواقف التي تشبه الرسائل التربوية المصنوعة بحرفية عالية أبرزتها تكنولوجيا الكمبيوتر المذهلة. زووم إن الفيلم:«حكاية لعبة 3» إخراج:لى يونكريش سيناريو:مايكل أرندت بطولة:توم هانكس وتيم ألين وجوان كوزاك موسيقى:راندي نيومان إنتاج:بيكسار فيلم توزيع:والت ديزني ميزانيته:190 مليون دولار مدته:103 دقائق