دموع بعض المشاهير تجعل الطرق سالكة إلى قلوب الجماهير

  5حواس -البيان قالوا إن الدموع تعالج الاكتئاب وتحمي القرنية، ومن لا تَدْمَع عيناه يُصَب بجفافهما، وفي كثير من الأحيان تخفي الدموع أسرارًا خاصة لدى المشاهير من أهل الفن، قد تكون بدافع الوقوف في دائرة الضوء واجتذاب الكاميرات وسعي الصحافة وراء معرفة ما وراء الدمع، ولعل أشهر دموع أمام الكاميرات السينمائية دموع نجيب الريحاني الحقيقية في مشهده الخالد أثناء أغنية «عاشق الروح»، في فيلم «غزل البنات». لكن كثيراً من الفنانين يتخذون من هذا السلاح الفتاك المسمى «الدموع» بوابة العبور إلى قلوب الجماهير التي بطبعها عاطفية وتتأثر بأقل دمعة حتى وإن كان أهل الفن يذرفون دموعًا تلمع فقط، مثلما ألمح الشاعر كامل الشناوي في قصيدة «حبيبها»: «بدمعة ليس فيها كالدمع إلا البريق..» وهذا ما يدفع للتساؤل: ماذا وراء دموع مشاهير الفن.. الحزن والظلم أم تماسيح مختبئة في ماء الكاميرات؟أحدث دموع للفنانين جاءت لتلمع في عيني تامر حسني ومنة شلبي أثناء العرض الخاص لفيلمهما الأخير معًا، «نور عيني»؛ حيث انهمرت دموعهما أثناء مشاهدتهما المشاهد الأخيرة من الفيلم، خاصة أن منة كانت تجسد شخصية فتاة كفيفة خلال الأحداث.ولم تذرف الدموع فقط من البطلين، لكن الفنانة مروى عبدالمنعم التي شاركتهما «نور عيني» ظلت تبكي منذ بداية عرض الفيلم حتى نهايته متأثرة بدورها ودور منة شلبي، وكأن الفيلم اختبار لقدرة غدد الدموع على الإفرازات العاطفية. أسوار القمر وبعيدًا عن تقمص الشخصيات والدموع الصناعية، بكت النجمة منى زكي بحرقة عند زيارتها أحد مراكز المكفوفين، بعد أن وجدت العديد من النماذج التي تحتاج إلى مساعدة بسيطة؛ ليعود إليها نور عينها، وكان المال المانع الوحيد الذي حال بينها وبين الشفاء؛ حيث تقوم منى حاليًا بالتحضير لفيلم «أسوار القمر» الذي تؤدي فيه دور فتاة كفيفة. ولم يكن هذا الموقف الوحيد الذي بكت فيه بعيدًا عن الكاميرات، فقد أصيبت ابنتها «لي لي» في الفترة الأخيرة بوعكة صحية، إثر قيام أحد الأطباء بإعطائها حقنة خاصة بالقيء أدت إلى إصابتها بتشنج عصبي، وبعد اتصالها بإحدى صديقاتها، طلبت منها سرعة عرضها على أقرب مستشفى لاحتمال إصابتها بحمى شوكية. وظلت منى في بكاء مستمر وهي تنقل ابنتها إلى مستشفى دار الفؤاد في الثالثة فجرًا، وشوهدت مع زوجها أحمد حلمي واثنين من أصدقائهما وهي في حالة انهيار تام، وبعد ساعتين استردّت «لي لي» وعيها، واتضح أنها مصابة بحساسية ضد هذا النوع من الدواء، وزال أثره بمجرد إعطائها عقارًا مضادًا، وغادرت المستشفى في اليوم نفسه؛ لتجف دموع منى أخيرًا. رحيل الأبناء وعلى الرغم من عدم قيام الفنان كمال الشناوي بأداء أي مشهد تتخلله الدموع، فإن القدر جعله يعيش أصعب لحظات حياته بجانب الأمراض التي يعاني منها وجعلته يعتزل الأضواء منذ أكثر من عامين؛ حيث دخلت أسرة المهندس علاء كمال الشناوي غرفته في الصباح لإيقاظه كعادتهم كل يوم. إلا أنهم فوجئوا بأنه فارق الحياة دون أن يعاني من أي مشاكل صحية، الأمر الذي جعل الشناوي الأب يصاب بحالة انهيار، رغم أنه ظهر متماسكًا في عزاء ابنه، لكن صوته كان يحمل حزنًا وانكسارا وبكاء بغير دموع. ولم يكن كمال الشناوي الفنان الوحيد الذي فقد ابنه في بداية العام 2009، لكن المطرب هيثم شاكر تعرض للمحنة ذاتها أيضًا؛ حيث فقد ابنه الوحيد عن عمر 3 شهور فقط، وظل هيثم يبكي لشهور طويلة، وتوقفت أعماله الفنية. وكان من تداعيات هذا الحزن أن انفصل عن منتجه محسن جابر، وقرر الإنتاج لنفسه، كما أنه أصيب بحالة إعياء ونقصان شديد في الوزن، اضطر بعدها إلى السفر إلى لندن لإجراء بعض الفحوص والتحاليل الطبية. ظلم شيرينوخارج حدود الوطن انهمرت دموع المطربة شيرين عبدالوهاب أثناء تكريمها من قبل جمعية علماء مصر في أميركا، لكن المفاجئ في البكاء أنه لم يكن بسبب التكريم، إنما لشعورها بالظلم من قبل مجموعة من المرتزقة، حسب قولها، الذين ادعوا حصولها على مبلغ ربع مليون جنيه مقابل تصوير ابنتها على غلاف إحدى المجلات، وأكدت شيرين أن صورتها التي تم نشرها مع ابنتها مريم كانت مجاملة لأحد الصحافيين من أصدقائها. الزعيم يبكي ولا تزال دموع الزعيم عادل إمام، التي انهمرت أثناء تصويره في برنامج للتليفزيون المصري مع الإعلامي إبراهيم حجازي على الهواء، ألغازًا لم يعرف أحد حلها حتى هذه اللحظة؛ حيث فوجئ الجمهور بالزعيم يبكي بمرارة عند عرض شريط يتضمن مشواره الفني على الهواء مباشرة. وقد اعترف الزعيم، عكس كل لقاءاته السابقة، بأن دموعه قريبة جدًا، لكنه يخفيها لأنه لا يحب أن يظهرها أمام الآخرين، رافضًا أن يُدلي بأي تصريح حول سببها.. وكان الزعيم قد بكى أيضًا أثناء الوقفة الاحتجاجية للفنانين على ضحايا المذبحة الإسرائيلية التي راح ضحيتها أطفال وكبار سن، حينما وجد المجتمع الدولي وقف موقف المشاهد ولم يقدم أي جديد. أما الفنان محمود يس فيعترف بأن دموعه قريبة جدا، فقد يبكي متأثرا لموقف محزن كفراق أحد الأحباب أو المقربين، وقد يبكي تأثرا بمشاعر الود والفرحة التي يجدها من كثير من أحبائه، مؤكدا أن دموعه انسابت رغما عنه حينما تم تكريمه أخيرا في مهرجان القاهرة الدولي للإعلام.. ويؤكد ان الدموع واجهة للأحاسيس الإنسانية، وليست حكرا على الأحزان، فكثيرين يبكون أيضا في الفرح. بدوره، يؤكد الفنان جميل راتب أن دموعه عزيزة جدا، ولا يتذكر إلا مرات معدودة تلك التي بكى فيها، مشيرا إلى أن النفس تبكي أكثر من العين. بكاء غنائي وعلى مرأى من الجمهور خانت الدموع إليسا عندما حلّت ضيفة على برنامج «آخر من يعلم»، وراحت في بكاء حار على الملأ وسط تأثر جمهورها، وطلبت من فريق إعداد البرنامج عدم إثارة ذلك أثناء التصوير، رافضة حتى هذه اللحظة الكشف عن سبب بكائها المفاجئ، إلا أن بعض الصحف ذكرت أن الإحساس العالي في أغنية «عبالي حبيبي» هي السبب وراء بكائها. وكان مفاجئًا أن يبكي فنان بحجم نور الشريف على الهواء مباشرة مع الإعلامي معتز الدمرداش، وقد كانت الجماهير قد تعاطفت مع بكاء الشريف تضامنًا معه بعد تعرضه لشائعة اتهامه بالشذوذ الجنسي من قبل إحدى الصحف المغمورة؛ حيث اتصل به الفنان أحمد بدير على الهواء مباشرة، وشاركه البكاء ودعاه للتماسك؛ لأنه ليس المقصود من هذه الحملة، وإنما المقصود تشويه سمعة الفنان المصري. وعن اللحظات القاسية في حياتها والتي لم تستطع نسيانها، تقول الفنانة رولا سعد إن طفولتها كانت عبارة عن مآس متعددة، الأمر الذي جعلها تعقد صفقات مع البكاء، بداية من وفاة والدها الذي رحل وهي طفلة صغيرة لم تتعد الـ 5 أعوام. مرورًا بوالدتها التي هجرتها هي وشقيقتها وتزوجت من آخر، وانتهاء بوفاة شقيقها الوحيد الذي مات قبل أعوام؛ حيث يعد المصاب الأكبر في حياتها الذي لن تستطيع مهما طال العمر أن تنساه أو تكف عن البكاء عليه. ودائمًا ما يكون الموت أو الفراق بالمعنى الأعم قاسمًا مشتركًا يُبكي النجوم، بحسب الفنان حسين فهمي التي أعرب عن حزنه الشديد وبكائه الحار على صديق عمره المخرج الراحل يوسف شاهين.. مؤكدا انه لم يتمالك نفسه يوم تشييع جنازته فانخرط في بكاء مرير.. ومازال يبكيه على الرغم من مرور أعوام على وفاته. وذكر أنه بكى أيضا بشدة حينما شاهد أوبريت الضمير العربي؛ حيث تأثرت بالمشاهد واللقطات التي يتم عرضها في الشريط المرافق للأغنية، خاصة مشاهد إطلاق النيران الحية على الأطفال الفلسطينيين. قربان محبة الناقدة السينمائية ماجدة خير الله تعلق قائلة: طفولة كثير من الفنانين تتراوح بين فقر وعنف وتفكك وعدم شعور بالأمان، لكنهم دائمًا يرفضون التحدث عن مراحل طفولتهم باستثناء القليل منهم، فالغالبية العظمى تملك كثيرًا من الزيف، فيعتبرون أن بدايتهم أمان وشبابهم أكثر سعادة والدموع لا تعرف طريقًا إلى عيونهم، لكنهم في الحقيقة عكس ذلك تمامًا. فنجد أن أصحاب المواهب المتواضعة يلجأون إلى استعطاف الجمهور إذا اختفت نجوميتهم وانحسر اهتمام الصحافة عنهم، فيتحول واقعهم كأي مواطن عادي، ما يصيبهم بالإحباط، فلا يريدون أن يصلوا إلى هذه الدرجة من الغياب حتى يستطيعوا مواصلة الحياة. لذا يتخذون من الدموع وسيلة فعالة لكسب ود الجمهور والصحافة كل فترة، وكأن دموعهم قربان محبة أو تجديد للتعاقد مع الشهرة والبقاء لأطول فترة ممكنة تحت الأضواء.