2012/07/04
5 حواس- البيان هل يفترض أن يكون لكل إنسان «كاتم أسرار»؟، وتراه من يكون؟ ما مواصفاته الشخصية والاجتماعية؟، وكيف يرتقي الإنسان للدرجة التي يصبح فيها مؤتمنًا على أدق أسرار الناس وخصوصياتهم؟ ربما تسير الأمور بالنسبة للإنسان العادي بسهولة ويسر؛ نظرا إلى حياته البسيطة التي تخلو من اللوغاريتمات والمشاكل المعقدة، لكن الأمر بالنسبة للمشاهير ونجوم الفن والمجتمع مختلف؛ الفنان على وجه التحديد كثيرا ما يتعرّض لضغوط ومشاكل كبيرة قد يشعر أمامها بالعجز.وللهرب منها قد يضطر إلى البحث عن صديق أو قريب يبوح إليه، ويشاركه الرأي في مواجهة الأزمات أو القرارات فيما يتعلق بفنه وحياته ليتحوّل هذا الشخص في النهاية إلى «كاتم أسراره»، والبئر العميقة التي يُخبئ فيها ما يريد.لكن كثيرا من الفنانين يعترضون على تعبير «كاتم الأسرار»، كالفنان عزت العلايلي الذي يؤكد أنه ليست هناك خزانة سميكة ومغلقة بشكل جيد مثل صدر الإنسان، وهو الذي يمتلك مفاتيحها، فيقول: «أُفضل دائما أن أكون «كاتم أسراري».فلم تعد الصداقة كما كانت سابقا، وشخصيا لدي أسراري، لكن ليس بينها ما أخشى أن أبوح به أو أخجل منه، وإذا كان هناك أي أسرار تتعلق بفضائح فإنها تُفشي نفسها ويعرفها الناس؛ لأنها تتعلق أيضا بشركاء آخرين، وما أعنيه أن أسراري خاصة الأسرية أو أسرار أصدقائي أكون كاتمها الوحيد». :أسرار العمل فقط:ويتساءل الفنان أحمد بدير ما هي الأسرار؟، ويجيب: «هناك أسرار لا يمكن البوح بها لأي شخص لا كاتم أو غير كاتم للأسرار؛ لأنها خاصة جدا، وهناك صديق أو صديقة من الممكن الفضفضة معهما، ومن خلال الفضفضة تُطرح بعض الأسرار، لكنها ليست خطيرة ولا خاصة جدا، كذلك هناك أسرار تتعلق بآخرين، وهنا لا يكون من حقك التصرف في هذا السر حتى ولو كنت تثق في إنسان وتعتبره «كاتم أسرارك» كما يقولون».ويستطرد قائلاً: «إن كاتم الأسرار هو كاتم أسرار العمل، فهي قبل أن تكون مسألة صداقة أو ثقة فهي وظيفة لإنسان تُطلعه على جميع جوانب العمل، وبعض الجوانب الخاصة في حياتك، وتكون مرتبطة بالعمل، ويكون متفهما لظروفك على المستويين العام والخاص، ويعرف كيف يتصرف في أي موقف».الرأي ذاته يتبناه الفنان يحيي الفخراني قائلاً: «الأسرار لن تكون كذلك إلا إذا احتفظ بها الإنسان لنفسه فقط، وإن كان بعض الفنانين خاصة الشباب الذين يعانون من ندرة الخبرة في مواجهة الأزمات يفضلون أو يضطرون إلى اللجوء إلى أقرب الناس إليهم، أو الأصدقاء ليلقوا أمامهم بأسرارهم، أو ليساعدوهم في تجاوز أزماتهم التي دائما ما يكون أغلبها أسرارا مهمة، فإن إفشاء هذه الأسرار يكون وبالاً عليهم». الأم مخزن أسرار وإذا كان هذا رأي الجيل الكبير من الفنانين فإن للفنانات رأي آخر، فالفنانة سمية الخشاب تقول: «أمي مخزن أسراري، على الرغم من حرصي على عدم تصدير القلق إليها أحيانا، خصوصا إذا شعرت أن هناك شيئا سيزعجها، فاحتفظ به لنفسي، لكن لابد أن أبوح به إليها ذات يوم من الأيام». وتعترف الفنانة منة فضالي أن لديها أصدقاء في الوسط وتصفهم بأنهم أناس جديرون بثقتها، لكنها تقول عن أسرارها: «أسراري جزء من خصوصياتي، ولا بد أن أتعامل معها بمسؤولية؛ لأنني حريصة داخل الوسط أن أكون منضبطة، وعلاقاتي واضحة ومحددة، وتعاملي فيه احترام لنفسي وللآخرين. والحديث عن الخصوصيات والأسرار - في نظرها - قد يُعرّض الفنان للاستهداف بتحريف كثير من الأشياء، والترويج السلبي لها لتتحول شيئا فشيئا إلى شائعات غير صحيحة، ولذلك تقول: «لا أجد أكثر من أمي كي تكون كاتمة لأسراري». هناك أيضا كثير من الفنانين والفنانات يُجمعون على أن كاتم أسرارهم هي الأم مثل نانسي عجرم، راغب علامة، وهيفاء وهبي وغيرهم، فهؤلاء يؤكدون دائما أن الأم هي الخزانة التي لا تُفتح لأي شخص آخر، وهي الأكثر حرصا على كتم الأسرار؛ لأنها تخاف عليهم أكثر من خوفها على نفسها. شخص تثق فيه منة شلبي ترى، من جانبها، أن الإنسان عليه أن يتحمل مسؤولياته، ويحافظ على الأسرار التي لا يمكن البوح بها، وإذا قرر أن يبوح فإنه في حاجة إلى شخص يثق فيه، موضحة: «دائما ما تكون هذه الأسرار نتيجة أخطاء الإنسان نفسه أو عدم الالتزام، لكن الأسرار الحياتية الأخرى لابد أن يكون لها حصانة، وأنا أشاور والدتي في خصوصياتي وقراراتي». ولا ترى منة مشكلة في إمكانية ائتمان صديقة على سر من أسرارها، وهذا في حالة: «أن السر مهم، وفي الوقت ذاته إذا حدثت مفاجآت وخرج إلى الناس لا يضرني». بينما يرفض خالد أبو النجا مقولة «كاتم الأسرار»، لكنه يرى أنه إذا كان هناك سر يتطلب أن يودعه لأحد، فيجب أن يكون الشخص المناسب، ولا يمكن أن يكون شخص واحد هو الذي يمتلك جميع أسراره، وحتى والدته التي تعتبر أحرص الناس على حياته، هناك سر ربما طبيعته تمنع أن يبوح به إليها. ويضيف: ما يُطلق عليه «كاتم الأسرار»، دائما يكون في مجال العمل، أكلفه بالمهام السرية الصعبة، بشرط ألا يتحدث عنها، فهو شخص يعرف أسراري في مجال محدد. ويرى أنه في فترة الشباب، وعندما يكتشف الشاب شيئا، أو يدخل في علاقة غرامية تجده يروي لصديقه المقرّب كل شيء ليس لأنه كاتم أسراره، لكن على الأقل صديقه، وإذا كانت هناك أسرار حقيقية لا يمكن البوح بها، فكاتم الأسرار في هذه الحالة هو الإنسان وحده. ممنوع البوح الفنانة زينة تعتبر أن كاتمة أسرارها هي شقيقتها الكبرى التي تراها صديقتها المقرّبة منها، وتقول: «ليس لدي أسرار بالمعنى المفهوم، لكنني دائما أتعامل بطبيعتي، وأشعر أنه ليس هناك ما أخاف منه فأنا مثل الكتاب المفتوح، إلا إذا كان هناك سر يتعلق بالأسرة أو بعملي ولا أريد أن أكشفه، فهذا السر يمكن أن أبوح به لشقيقتي التي دائما ما استشيرها». أما الفنانة عبير صبري فبدأت حديثها بعبارة «أي سر فارق الاثنين شاع».. موضحة: «صدري هو مخزن أسراري؛ فإذا واجهتُ مشكلة يمكن أن أستشير مقربين في الأسرة أو الوسط الفني، لكن السر يجب ألا يعرفه أحد غيرك، وهذا يتطلب الحذر. خصوصا إذا كان يمكن أن يُستخدم كسلاح ضدك ذات يوم، ليس لأنه سر يتعلق بالشرف أو الأمانة، لكن لو ارتبط بموقف معين أو خطأ غير مقصود فيمكن أن يتم تحريفه ليرتد إليك في صورة إساءة، ولذلك دائما ما اعتمد على نفسي حتى لا أُحمِّل إنسانا آخر الألم، وبعد تجربة طويلة ومعاناة في الوسط الفني، أستطيع ان أقول إن كاتم أسراري هو نفسي». أنت.. كاتم أسرارك إلى ذلك، تؤكد الناقدة خيرية البشلاوي أنه ليس هناك كاتم أسرار للفنانين والفنانات، لكن ربما تجد في أوساط الفنانات الشابات اعتمادهن على أمهاتهن ككاتمات لأسرارهن، خصوصا أن بعضهن يتصرّف بلا وعي، وقد تحدث أشياء لا تستطيع الفتاة أن تبوح بها إلا لأمها؛ لأنها لا تستطيع أن تقيِّم الموقف. ودائما ما يكون مدير الأعمال هو كاتم أسرار الفنان أو الفنانة باعتباره ملازما له، ويعرف كل خطواته، فهو لا يبوح لأحد بهذه التحركات بحكم وظيفته، وفي كثير من الأحيان تكون هناك أسرار خاصة جدًا لا يعرفها مدير الأعمال، ولا أي من المقربين للفنان حتى زوجته. وتختم البشلاوي حديثها قائلة: كاتم الأسرار يمتلك الأسرار المعني بها مدير الأعمال أو السكرتيرة التي يُطلق عليها الزوجة الثانية لدى بعض رجال الأعمال؛ لأنها تعرف كثيرا من خصوصياته، ولذلك يصبح كاتم الأسرار هو الإنسان نفسه؛ لأنه الوحيد الذي يعرف جميع أسراره ويدركها، أما المقربون أو العاملون لديه فمن الممكن أن يعرفوا القليل منها، حيث لا تؤثر في سمعته أو تمسّ شرفه.