طوابع بريدية لتخليد ذكرى فنانين ومبدعين سوريين

           ماهر منصور - البيان ضمن مشروعها لتخليد الفنانيين والمبدعين السوريين في مختلف المجالات، عملت المؤسسة العامة للبريد في سورية على إصدار مجموعات طوابع بريدية تذكارية للمبدعين السوريين منذ العام 2005 منها مجموعة طوابع بريدية تذكارية مؤلفة من خمس طوابع تحمل صور لفنانين سوريين ممن تركوا إرثا فنيا كبيراً في التلفزيون والمسرح والسينما. وهم الفنان عبد اللطيف فتحي والفنان نهاد قلعي والفنان فهد كعيكاتي، والفنانة مها الصالح إضافة إلى المخرج السينمائي العالمي مصطفى العقاد.:مشروع لتخليد المبدعين:ويؤكد ناصر الدادا، مدير الخدمات البريدية في المؤسسة أن الخطوة السابقة تأتي ضمن مشروع لمؤسسته لتخليد المبدعين السوريين الذين قدموا إنجازات كبيرة عبر الطوابع البريدية السورية التي تعتبر وثيقة تؤرخ مراحل تاريخية وإنجازات عديدة مرت بها سورية.وأشار الدادا إلى أن خطوة المؤسسة هذه لاقت تجاوب الجميع وترحيبهم لاسيما نقابة الفنانيين التي قدمت أسماء وصور وقصص حياة وتجارب تؤرخ لمسيرة مختلف الفنانيين وإبداعاتهم.وكانت المؤسسة العامة للبريد أصدرت عام 2005 مجموعة طوابع تذكارية مؤلفة من ثلاثة طوابع للمبدعين السوريين في مجال الأدب والشعر وهم الشاعر نزار قباني، والشاعر عمر أبو ريشة، والكاتب المسرحي سعد الله ونوس.وفي العام 2006 أصدرت خمسة طوابع تذكارية للمبدعين السوريين من الفنانيين التشكيليين وهم الفنان ميشيل كرشة، برهان كركوتلي، سعيد مخلوف، أدهم اسماعيل، فاتح المدرس. وعادت في العام2007 لتصدر خمسة طوابع تذكارية للمبدعين السوريين في مجال الطب وهم الأطباء عبد السلام العجيلي وتوفيق عزالدين ونديم شومان ووجيه البارودي وحسين سبح. وعن المعايير المتبعة في اختيار المبدعين وتخليدهم عبر طوابع تذكارية، أشار الدادا إلى أنه تم اختيار الفنانيين حسب أهمية أعمالهم وتاريخ قدم وفاتهم. وفي حال توافر الصفتين يتم اختيار الأقدم، والأبرز. لافتاً إلى أن لجاناً مختصة في المؤسسة تختار مجال إبداع معين ثم يتم التواصل والتنسيق مع النقابة أو الجهة المسؤولة عن هذا المجال لتزود المعنيين في المؤسسة بأسماء وصور، تمهيداً لوضع تصاميم خاصة لطوابع الأسماء المختارة. وأكد الدادا أن المؤسسة العامة للبريد مستمرة في البحث عن المبدعين السوريين في مختلف المجالات لإصدار طوابع تحمل صورهم، مشيراً إلى أنه يمكن استخدام الطوابع التذكارية لتخليص الرسائل أو الطرود أو الرزم البريدية لكن الأغلبية تجمعها كهواية ورغبة شخصية. الهواية.. الوثيقة يعد تصميم الطوابع وجمعها هواية مهمة في هواها تعلق الكثيرون، وتكتسب الطوابع أهميتها من تاريخ إصدارها ومن الصور والمناسبات التي تخلدها.. وربما من أسماء مصمميها، ويؤكد الدادا أن الطوابع البريدية السورية وثيقة أرخت لمراحل تاريخية مرت بها سورية منذ العام 1918 ابتداءً بفترة الدولة العثمانية مرورا بمرحلة الحكومة العربية والاحتلال الفرنسي ثم الانتداب الفرنسي ومنه إلى فترة الوحدة بين سوريا ومصر انتهاء بوقتنا الحاضر. ويعود لها الفضل في توثيق أحداث ومناسبات وأسماء لرؤساء حكموا سوريا عبر تاريخها إضافة إلى الكثير من الشخصيات المبدعة. أول طابع بريدي سوري وأشار السيد ناصر الدادا إلى أن تصميم الطوابع السورية أثناء فترة الاحتلال الفرنسي وتحديدا في الفترة بين 1920 - 1930 كان يتم عن طريق أحد الفنانيين الفرنسيين واسمه جان دولا نيزين Jean de luneziene . أما أول مسابقة فنية لتصميم أول طابع بريدي سوري بأيدٍ سورية كانت عام 1934 وكانت الطوابع تطبع في فرنسا وبسبب ظروف الحرب العالمية الثانية قررت المفوضية الفرنسية والحكومة السورية طبعها في المطبعة اليسوعية المتعاقدة مع أحد الفنانيين الروس في بيروت. وطبع أول طابع سوري عام 1942 وكان يحمل صورة رئيس الجمهورية السورية الشيخ تاج الدين الحسيني. ومنذ الخمسينات حتى وقتنا الحالي أصبحت التصاميم توضع من قبل فنانيين سوريين بارزين أمثال الفنان ميشيل كرشة، وناظم الجعفري، ومحمود حماد، غياث الأخرس، جورج رحمة، غسان السباعي، زياد زكاري، عبد القادر أرناؤوط، عزيز اسماعيل، وغيرهم. أنف لا يخطئ عبد اللطيف فتحي، فنان مسرحي من الدرجة الاولى اشتهر بلقب بدري أبوكلبشة في مسلسل صح النوم مع الفنان دريد لحام والفنان نهاد قلعي شارك بالعديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية وقام بأخراج عدد من المسرحيات . اسس عبداللطيف فتحي في الستينات من القرن العشرين فرقة مسرحية قدمت عشرات الاعمال قام بأخراج عدد من المسرحيات وشارك في الكثير منها، وقد اشتهر في المسلسل الذائع الصيت والذي لاقى نجاحآ باهرآ مسلسل صح النوم وعرف الفنان عبداللطيف فتحي بشخصية بدري ابو كلبشة وبعبارته المشهورة (أنفي لا يخطئ) وقد اعترف النقاد والفنانين بريادته في مسيرة الفن في سورية . بطل «لولا النساء» انتسب نهاد قلعي إلى مدرسة البخاري الابتدائية وبدأت موهبته بالبروز وقتها وصقلها الأستاذ عبد الوهاب أبو السعود الذي كان يعد المسرحيات المدرسية ويدرب الطلاب على أداء دورهم، في غضون ذلك أسند الفنان وصفي المالح دورا صغيرا لنهاد في مسرحية مجنون ليلى. بعد انتهاء دراسته الثانوية قرر الالتحاق بمعهد التمثيل في القاهرة إلا انه قبل سفره بأيام تعرض للمقلب الأول من الحياة بسرقة نقود سفره مما أجبره على ترك السفر والعمل في دمشق. انتسب نهاد إلى استديو البرق سنة 1946 وشارك بمسرحية (جيشنا السوري). وراح يقدم في المسرحيات أدوارا كوميدية. بين عامي 1957 و1959 قدم مسرحيات (لولا النساء) و(ثمن الحرية) على مسارح القاهرة محطمة شباك التذاكر. سليلة المشاهير مها الصالح ممثلة ومخرجة سورية. ولدت في مدينة جبلة في اللاذقية بتاريخ 10 أبريل 1945 وتوفيت في 14 يونيو 2008. وكانت زوجة الفنان أسعد فضة وأخت زوجة الكاتب الراحل محمد الماغوط، وأخت زوجة الشاعر أدونيس. بدأت مسيرتها الفنية عام 1963 في فرقة الفنون الدرامية التابعة للتلفزيون، ثم عملت في المسرح القومي ممثلة ومخرجة مسرحية معتمدة على فن المونودراما. لها العديد من الأفلام والمسلسلات المحلية. غيبها المرض عن الساحة الفنية لفترة طويلة قبل أن تتوفى. عبقري الرسالة وعمر المختار اشتهر كمخرج سوري عالمي في هوليود ومن أشهر أفلامه - الرسالة وأسد الصحراء (عمر المختار). عند إخراجه لفيلم الرسالة، استشار العقاد علماء الدين المسلمين لتفادي اظهار مشاهد أو معالجة مواضيع قد تكون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي. رأى الفيلم كجسر للتواصل بين الشرق والغرب وخاصة بين العالم الإسلامي والغرب ولتحسين صورتهم عن الإسلام. ذكر في مقابلة أجريت معه عام 1976: «لقد عملت الفيلم لأنه كان موضوع شخصي بالنسبة لي، شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام. أنه دين لديه اتباع في العالم، هناك فقط القليل المعروف عنه، مما فاجأني. لقد رأيت الحاجة بأن أخبر القصة التي ستصل هذا الجسر، هذه الثغرة إلى الغرب.