2012/07/04
5حواس - البيان كان الإنترنت، وسيظل، وسيلة دعاية ناجحة للنجوم، فقبل سنوات لمعت فكرة إنشاء المواقع لنجوم «هوليوود»، ومن ثم التقطها الفنانون العرب من نظرائهم في الغرب؛ ليُعزِّزوا تواصلهم مع جماهيرهم بشكل فعَّال. وقد بدأ بعض الفنانين مشوار التواصل الإلكتروني مع الجمهور من أول خطوة «الإيميلات»، وصولاً إلى المنتديات، المدونات، المواقع الخاصة بكل نجم، وأخيرًا «الفيس بوك»، لدرجة أن بعضهم يمتلك أكثر من موقع للدعاية.يبث من خلاله إلى عُشَّاقه كل ما هو جديد عنه، إلا أنه بمرور الوقت، أهمل الفنانون هذه المواقع، فلا يتم تحديثها أو تطويرها، ولا ينظر إليها الفنان، ولا يطالعها أحيانًا، وصارت محتوياتها أشبه بـ «كراكيب» عفا عليها الزمن.كما ترك بعضهم مديري المواقع يتولّون الرد على أسئلة المعجبين، وقامت مطربات بتحويل مواقعهن إلى صالات لعرض الأزياء؛ بسبب ظهورهن بأعداد هائلة من الفساتين، ما يجعل الجماهير تلهث وراء الخبر، ولا تعثر في النهاية إلا على بعض خطوط الموضة، لكن في الوقت نفسه تزخر بعض مواقع النجوم بالعديد من الأخبار، والحوارات الصحفية.. ليبقى التساؤل: هل نجحت فكرة المواقع لنجومنا على غرار الغرب، أم فقط كانت تقليدًا أو موضة من لوازم الشهرة؟.. وللإجابة على تساؤلنا كان لا بد لنا من هذه الجولة بين مواقع بعض الفنانين. استعراض سريع لبعض المواقع، أخبرنا بأن موقع الفنان «محمد فؤاد» يتصدره صورة له ب«نيو لوك»، مكتوب أسفلها بالإنجليزية «ءْم ؟ُِّ وفِِ؟؟»، هل أنت سعيد؟.. ويعرض الموقع أخباره الفنية، ومجموعة هائلة من صور حفلاته التي تهتف فيها الجماهير، وقد بلغ عدد أخباره الفنية المنشورة في الموقع حوالي 650 خبرًا، بالإضافة إلى عدد هائل من الردود وصل إلى 4166، كما وصل عدد موضوعات الصور إلى 231 صورة، وعدد الردود إلى 2036. مسلسل فؤاد ومن آخر الأخبار التي تتصدر الموقع تصريح محمد فؤاد بالبدء في تصوير مسلسله التليفزيوني «أغلى من حياتي»، بعد أن انتهى الفنان تامر عبد المنعم من كتابة السيناريو، واختيار المخرج عمر الشيخ لإخراجه. ويشاركه البطولة «حنان مطاوع، هبة مجدي، محمد لطفي، منى هلا، سعيد طرابيك»، ويظهر بجوار الخبر صورة لمحمد فؤاد بابتسامته المعروفة بجوارها كلمة «وفُّ»، وبجوارها أيضًا صورة للمطربة الشابة «شذى»، ما يدل على أنها من أصدقائه المقربين. تعريب شذى لا يختلف موقع المطربة شذى كثيرًا عن موقع فؤاد، وقد كان الموقع بالإنجليزية قبل عدة أشهر، لكنها قامت بتعريبه، وأطلقت عليه «شيذاوي»، وعليه صورة مميزة لها، وخلفية وهي تضع يدها على وجهها، يتميز الموقع بغزارة الأنباء والحوارات الفنية. بالإضافة إلى بعض الأخبار الجانبية عن «ستار أكاديمي»، ويتسم موقعها بالبساطة، لكنه جاء متناسبًا مع تاريخها الفني.. «شذى» تضع ثلاثة روابط لأصدقائها المقربين من الفنانين، وعلى رأسهم «محمد فؤاد، مصطفى قمر، وأحمد السقا». حميد يروج بالكرة استطاع المطرب والملحن حميد الشاعري لفت الأنظار إلى موقعه الإلكتروني بقيامه بالإعلان عن بث مباراة «نهائي كأس الأمم» بين المنتخب المصري ونظيره الغاني. بعد أن قامت القنوات الفضائية بتشفيرها، فاحتل موقعه الصدارة، وتلقّى أكثر من 20 ألف رسالة شكر بعد المباراة مباشرة، وبدأ بعد ذلك في عمل شريط أخبار، يقدم كل جديد في جميع المجالات، فحظي بثقة جماهيرية. أما موقع المطربة هيفاء وهبي فلا يمكن أن يطلق عليه سوى موقع «عرض أزياء وفساتين»؛ حيث يخلو الموقع تماما من أي خبر أو معلومة عن كليباتها، وهو عبارة عن مجموعة من الصور التي تظهر فيها بفساتين مختلفة كأنها عارضة أزياء. والغريب في موقعها أنها تظهر وهي ترتدي «المايوه» في عدد هائل من الصور، زوَّار الموقع تجاوزوا الـ 8 آلاف زائر، وهو رقم كبير جدًا، مقارنة بأي مطرب أو فنان آخر، والفضل يرجع إلى صورها المثيرة التي تشبه أغانيها الجريئة، وكليباتها المثيرة للجدل.. ويحظى موقع المطربة إليسا كذلك بعدد هائل من الزوار، لكن ليس من أجل مشاهدة فساتينها،- كما موقع هيفاء - فموقعها مميز بالمادة الأرشيفية المُنظّمة. هاني ب3 لغات في حين يمتلك الفنان هاني سلامة موقعًا مترجمًا بعدة لغات، وتضم صفحته الرئيسية ثلاثة أعلام، لكل من «مصر، فرنسا، وأميركا»؛ حيث فسّر البعض ذلك بأنه مصري شارك في عدة أفلام ل«يوسف شاهين» الذي تعامل مع الإنتاج الفرنسي. إضافة إلى تخرجه في الأكاديمية الحديثة، قسم كمبيوتر، والدراسة بها باللغة الإنجليزية، ولم ينس «هاني» أن يستغل وسامته أيضًا بعرض العديد من الصور على صدر موقعه، مع سيرته الذاتية، وتاريخ ميلاده، وصور أفلامه، ويعرضها بشكل منتظم متزامنة مع عرض كل عمل جديد له. هشام مع العفاريت يظهر الفنان هشام عباس في موقعه مرتديًا القبعة السمراء التي لا تفارقه منذ أعوام، يرحب «هشام» بزوار موقعه بكلمةٍ منه، يعدهم فيها بأنه سيوافيهم بكل أخباره الفنية قبل أن تخرج إلى الصحافة، إيمانًا منه بأن جمهوره الحقيقي هو الذي يلهث وراء أخباره، ولا ينتظر أن تأتي إليه مصادفة عن طريق الصحافة أو التليفزيون. كما ابتدع هشام أسلوبًا جديدًا لزوار موقعه؛ حيث يقوم بعمل حوار خاص بموقعه يحكي فيه عن بداياته الفنية، ويحاوره «جنّي» أو «عفريت» كأسلوب جديد من أساليب الحوار والفكاهة التي يتحلّى بها. ويحكي مع العفريت بداياته الفنية منذ أن كان مطربًا بالجامعة الأمريكية، وتكوينه لفرقته الغنائية مع أصدقائه، وفي كل سؤال يطرحه العفريت تظهر صورة مختلفة لـ«هشام». معاناة مريام ومصطفى هناك فنانون يعانون في مواقعهم من الهجر، مثل موقع المطربة مريام فارس، الذي يعرض صورها في الحفلات، ومقاطع من مقابلاتها التليفزيونية، إضافة إلى شريط أخبار حديث عنها، لكن الموقع بدأ يُعاني من تكرار الموضوعات، كما لا يتم تحديثه باستمرار. كذلك موقع الفنان مصطفى قمر، الذي يظهر شبه خالٍ من الأخبار الفنية، والتواصل مع الجماهير، وهذا يتضح من أعداد زوَّاره القليلة للغاية، مقارنة بأي فنان آخر. حيث توجد بالموقع صورة قديمة منذ العام 2007، لم تتغير منذ كليب «لسه حبايب»، ومعلومات حول الكليب، ومخرجه «ستيفن رينارد»، بالإضافة إلى بعض اللقاءات التي سجلها على الفضائيات، ما يُعد إهدارًا لتاريخه الفني في مجالي الغناء والتمثيل. تقييم الناقد الفني سمير فريد يرى أن مثل هذه المواقع تُعد ظاهرة صحية تواكب التطور التكنولوجي، وتجعل النجم حاضرًا بكل المعاني بين أيدي جمهوره في أي وقت، حتى قبل أن يكون للصحافة دور في ذلك، ما يخلق تواصلاً سريعًا. لأخذ الآراء والاقتراحات، وتقييم الأعمال من خلال الاستفتاءات الجماهيرية، وتقديم أهم الحصريات أولاً بأول، إضافة إلى أن التواصل الإلكتروني يُعد لسان حال أي فنان، الذي يرد من خلاله على الشائعات التي تهاجمه. الفنان نفسه يُقيم تجربة التواصل عبر الإنترنت، فالمطرب محمد حماقي يرى أن موقعه الإلكتروني أهم شيء في حياته؛ حيث يقيس نجاحه من خلال أعضاء موقعه، والمنتدى الخاص به، لكنه يكون عُرضة إلى السرقة. على الرغم من احترافية القائمين على هذه المهمة، والذين يجتهدون من أجل أن يكون موقعًا راقيًا؛ لعرض الآراء والأفكار والاقتراحات، وتقبُّل النقد بشرط أن يكون بنَّاءً، ويؤكد «حماقي» تواصله مع الأعضاء بشكل شبه يومي، لكن أحيانًا تمنعه ظروفه من التواصل، فيقوم بمعرفة كل ما يدور داخل الموقع من خلال طاقم الإداريين.