2012/07/04
محمد نبيل سبرطلي – دار الخليج يترقب جميع عشاق السينما في العالم نتائج حفل توزيع جوائز الأوسكار ال ،82 والذي أعلن سيد جانيس رئيس أكاديمية الفنون السينمائية والعلوم (أوسكار) من بيفلر هيلز في ولاية كاليفورنيا أنه سيبدأ غداً الساعة الخامسة (مساء اليوم بتوقيت الولايات المتحدة)، وقال إن 10 أفلام تتنافس على جائزة أفضل فيلم، وإنه بعد أكثر من 6 عقود تعود احتفالات توزيع جوائز الأكاديمية إلى سابق عهدها، إذ تتسع رقعة التنافس بين الأفلام، ولكن السباق إلى خط النهاية سينتهي بعشرة أفلام وليس بخمسة كما حدث في احتفال العام الماضي . وكانت احتفالات توزيع جوائز الأكاديمية ال 16 في العام 1943 الأخيرة التي توزع فيها الجوائز على هذا العدد الكبير من الأفلام . وخلال وصول النجوم إلى موقع الاحتفال سيفتح الباب أمام الجمهور لتوجيه أسئلة إلى الممثلين والمخرجين والمنتجين على الهواء، ويتزامن المهرجان مع قيام 50 جمعية خيرية في أنحاء الولايات المتحدة بتنظيم حفلات خيرية . ويتصدر أفلام “أفاتار” و”بلايند سايد” أو “الجانب الأعمى” و”ذا هرت لوكر” أو “خزانة الألم” قائمة الأفلام المرشحة للفوز بالأوسكار، ومن بين أفضل الممثلات المرشحات للحصول على جوائز أفضل أداء ساندرا بولوك عن (ذا بلايند سايد)، وهيلين ميرين عن دور البطولة في فيلم (ذا لاست ستيشن) أو “المحطة الأخيرة” وكاري موليجان عن دورها في فيلم (آن إديوكيشن) أو “تعليم” وجابوري سيديبي (بريشس) وميرل ستريب (جولي آند جوليا) ومن بين المرشحات أيضاً بينيلوبي كروز وفيرا بارمجا وماجي جيلينهال وآنا كينبريك، وستوزع جوائز أيضاً على المخرجين . وهناك جوائز أفضل تصوير سينمائي والأفلام المرشحة لها هي: “أفاتار” و”هاري بوتر آند ذا هالف بلودت برينس” و”ذا هرت لوكر” و”أنجلوريوس باستيرز” و”وايت روبن”، وهناك جوائز أخرى ستوزع على أفضل افلام صور متحركة وأفضل الأزياء، ورشحت خمسة أفلام وثائقية للحصول على جائزة الأوسكار وهي (بورما في جيه) و(ذا كوف) و(فود، أنك) و(ذا موست دينجرس مان إن أمريكا) و(ويتش ويه هوم) . كما ستختار أفلام وثائقية من النوع القصير . وسيطل على المسرح لتقديم النجوم والأفلام الحاصلة على الجوائز 24 مقدماً ومقدمة منهم ستيف كاريل وبرادلي كوبر ومايلي سايرو وتين فيه وتوم فورد وكوين لطيفة وبن ستيللر . وخلال الحفل يحظر على من لا يملكون تصاريح الدخول إلى مناطق في هوليوود وهاي لاند سنتر بما فيها المنطقة التي ستشهد وصول النجوم . أثار نقاشاً حول استخدام الشخصيات الاصطناعية تقنيات "أفاتار" تحرم ممثليه من الجوائز لدى جيمس كاميرون مخرج فيلم “أفاتار” الكثير من الأسباب التي تجعله يشعر بالسعادة وهو ينتظر إعلان ترشيحات الأوسكار للعام الحالي، وأقلها فوزه بجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج ولكنه شعر بالفزع بأن أحدا من ممثليه من بينهم زو سالدانا وسام ورثنجتون وسيجورني ويفر لم يظهروا في قوائم المرشحين للفوز بلقب أفضل ممثل وممثلة . وبالمقابل اذا سألنا النقاد السينمائيين عن أفضل فيلم لهذا العام فإن إجابتهم الفورية تكون، وبالاجماع، أن فيلم كاثرين بيجيلو “خزانة الألم” هو المرشح للفوز . وأما اذا سألنا عامة الناس الذين شاهدوا الفيلم فهم بلا شك سيقولون ان “أفاتار” هو الأفضل من ناحية الاستفادة من التقنيات الرفيعة، وهو اصبح أكثر حصاداً من حيث الأرباح التي حصل عليها . وعلى خلاف االأغلبية العظمى للأفلام المرشحة للقب أفضل أفلام سينمائية فإن ممثلي “أفاتار” لم يحصلوا على أية جوائز كبيرة خلال مهرجان النقاد أو حتى جائزة نقابة الممثلين السينمائيين . ويعكس ذلك التناقض الذي يقع فيه مجتمع السينما، خاصة ما يتعلق باستبعاد ممثلي “أفاتار” والتركيز على نحو خاص على الاستخدام الثوري في عملية تحريك الشخوص وهي تقنية حديثة جدا جمعت ما بين الشخوص البشرية من الممثلين مع شخوص خيالية متحركة طورها الكمبيوتر للحصول على مخلوقات طولها يربو على عشرة أقدام، وهؤلاء كانوا في وسط وبؤرة الحركة في الفيلم . ويثير ذلك أسئلة رئيسية منها “هل هذا تمثيل أو هو أفلام كرتونية؟ وهل يقترح ذلك أن تلغى الشخوص السينمائية البشرية مستقبلا وتتم الاستعاضة عنهم بشخوص من صنع الكمبيوتر؟ وأثار ذلك الطرح ردوداً حادة من شخصيات مهمة في مدينة صناعة السينما الأمريكية ومن أفضل الممثلين المرشحين للفوز بجوائز الأوسكار ومنهم جيف بريدج وجيرمي رينر كما أدلى كل من المخرج كاميرون وستيفن سبيلبيرج بدلوهما . وقال بريدج لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، في اليوم الذي أعلنت فيه الترشيحات “أعتقد أن باستطاعتهم فعل ذلك الآن اذا ما توفرت لديهم الارادة . وسيكون الممثلون البشريون من الماضي، فإذا رغبت في سمات شبيهة بكلوني، بنسبة 60 في المائة، وأعطني 10 في المائة من بريدجيز وأضف بعض الملامح من تشارلز برونسون، وستكتمل الصورة وسنحصل على كائن جديد لن يشبه أحداً، وبالطبع ستكون هذه شخصية عظيمة” . أما رينر المرشح كأفضل ممثل لفيلم “خزانة الألم” فله منظور آخر بالنسبة للشخوص الكمبيوترية، ويرى أن “بعض الأفلام يكون فيها الممثل تجسيداً للأفلام وفي بعض الأفلام الأخرى يكون فيها الفيلم مرآة عاكسة للمخرجين” وأرى أن “أفاتار” فيلم مذهل . وتجربة جميلة جداً ولكنه ليس فيلم ممثلين، فهو لم يسمح بالفعل للمثل أن يحكي قصة الفيلم . وهنا نجد أن المخرج هو الذي يحكي القصة وليس أحد سواه .والواقع فهو تجربة رائعة فكاميرون يحشد ممثلي “أفاتار” بقوة ليخلق توازناً بين نجاح الفيلم كتقنية والممثلين البشريين في الفيلم” . وقال عدد من أقطاب صناعة السينما، بينهم المخرج الشهير سيتفن سبيلبيرج، “ألم يكفهم تلك الشخوص البشرية حتى يستخدموا شخوصاً اصطناعية يسعى كاميرون للفوز بها بجائزة الأوسكار”؟ . وقال كاميرون “هناك منحنى تعليمي بالنسبة لمجموعات الممثلين، ومن غير المتوقع أن تتسارع فكرة إدخال شخوص اصطناعية أو متحركة في الأفلام . وكل ما عملناه كان إثارة الوعي . وليس عليهم أن يخشوا من ذلك فقط، بل عليهم أن يشحنوا بالاثارة والحماس، والآن تتوافر سلسلة من الامكانات بعد قرن من بدء صناعة السينما، والتمثيل بطريقة تقليدية” . ووصف كاميرون ذلك بأنه أشبه “بعملية تحريك الممثل . ان ما يهمني ليس القيام بصناعة أفلام متحركة، ما أقوم به مخاطبة الممثلين” . سبيلبيرج “يميل الى التفكير بذلك باعتبار مثل تلك الأفلام صنيعة الأجهزة الرقمية وليس أفلاماً كرتونية معززة بشخوص بشرية” وقال انه سيستخدم تقنيات “أفاتار” في أفلامه الجديدة: “مغامرات تيتان”، و”سر اليونيكورن” . ويرى كل من سبيلبيرج وكاميرون أن صناعة فيلم بالباس الشخوص الاصطناعية الصوت والقشرة البشرية أو الشبيهة بالبشرية هو أقرب الى الأداء المسرحي . وحسب سبيلبيرج فإن “عملية تسجيل الحركات وترجمة ذلك بحركة يتم اسقاطها على نموذج بالحركة والصوت يعيد المخرج الى نوع من الحميمية التي لا يعرفها سوى الممثلين والمخرجين أثناء العمل المباشر على خشبة المسرح” . وتتم عملية التصوير على مسرح تسجيلي للحركة والصوت من خلال ما يطلق عليه “ذا فوليوم” وهنا يرتدي الممثلون ملابس لاصقة بأجسامهم ورسم عليها علامات عاكسة، ففي كل حركة يؤديها الممثل تقوم مجموعة ضخمة من الكاميرات برصدها ويتجاوز عدد تلك الكاميرات المائة . وهناك أيضا آلة تصوير رئيسية على منصة لرصد وجه وعيني الممثل . ويوضح جون لاندو منتج فيلم “أفاتار” انه: “تنشط الكاميرا الافتراضية دائما، وليست تلك الأيام التي نحتاج فيها الى نصب الكاميرات والاضاءة ولمسات الماكياج وقياس الألبسة، فالمشاهد لا تحتاج الى تصوير متكرر من زوايا مختلفة للكاميرا . وبدلا من ذلك يتم تزويد بيانات الكاميرا للكمبيوتر الذي يسجل نسخا بثلاثة أبعاد لحركة كل ممثل ويمكن للمخرج أن يضيف حركات كاميرته من منظور رقمي ويعتقد اندي سيركيس وهو ممثل مسرحي بريطاني مخضرم لعب دور جولوم في فيلم بيتر جاكسون “ملك الخواتم” بالحركة والصوت، “هناك نقاء في هذه التقنية، ولن تستطيع الاعتماد على أي شيء آخر سوى مهاراتك الشخصية كممثل . وتمنح التقنية الرقمية الممثل تصوير المشهد في لقطة من دون أن يخشى من موقع آلة التصوير”, وبالنسبة لفيلم “أفاتار” هناك شكوى من أن كاميرون بالغ في التركيز على البعد الأحادي لشخوصه وهو ما سيعيق ممثليه من الحصول على جوائز، ولكن آخرين يعتقدون أن نجمة “أفاتار” زوي، على نحو خاص، تؤدي كل لحظة على الشاشة وهي ملتزمة بتسجيل الحركة والصوت، وأنها أغمطت حقها بعدم ترشيحها . بعض مشاهدي “أفاتار” و”خزانة الألم” الفيلمين الرئيسين المتنافسين على جائزة أفضل فيلم، يقول ان الأول عمل جيد، لكن الثاني ينبغي أن يحصد أفضل الجوائز “لأنه في اعتقادهم فيلم يمثل الواقعية على الأرض بينما “افاتار” لا يمت للواقع بأي صلة، ويمكن اعتبار أنه فيلم خيال علمي” . وقالت زوجة رقيب عامل مع القوات الأمريكية في العراق ان “خزانة الألم” يمثل الواقع وما يحدث في العراق أمر لا يصدق . ورأى آخرون أن ما يقوم به الجنود في الفيلم مناف للواقع وعار على الجيش الأمريكي “ولا يستحق حتى جائزة واحدة” .