2012/07/04
5 حواس -البيان فجأة ودون سابق إنذار اجتاحت الوسط الفني موجة غريبة لم يشهدها من قبل تتمثل في اعتذار المخرجين والكتَّاب عن المشاركة في أعمال نجوم كبار كعادل إمام وعمرو دياب وهو الاعتذار الذي فسره البعض بأنه الخوف من المجازفة وربما هو حب الاستقلالية. وفرض وجهة النظر دون تدخل من نجم كبير يحتل العمل كبطل له، ويلتهم بنجوميته نصف الميزانية المقررة للعمل كله، لكن النتيجة واحدة في كلا الحالين، فموجة الاعتذارات عن العمل مع النجوم الكبار تجتاح الوسط الفني هذه الأيام، خاصة بعد تزايد عدد الاعتذارات يوما بعد الآخر.الشرارة الأولى للموجة بدأت باعتذار المخرج شريف عرفة عن إخراج المسلسل الأول للفنان عمرو دياب، والذي يطل به على جمهور الدراما للمرة الأولى ، وكان مقررًا له العرض في رمضان المقبل، وتنتجه شركة «جودنيوز» في أول عمل تليفزيوني فعلي كانت سوف تقدمه بعد تعطل مسلسل «الجماعة». لم يكد حدوث اعتذار عرفة عن إخراج المسلسل يمر إلا وفاجأ مؤلف المسلسل السيناريست عمرو سمير عاطف الجميع باعتذاره هو الآخر عن العمل في المسلسل بحجة انشغاله بأعماله السينمائية، خاصة بعد نجاح فيلم «ولاد العم» أول مشاريعه السينمائية، ومسلسلات الست كوم التي يعتبر عاطف مدخلها لمصر وأشهر كُتَّابها.وهي خطوة لم تكن متوقعة على الإطلاق حيث كان مفترضاً عند كثير من محبي الهضبة أن يكون مخرج العمل ومؤلفه لا يقل قدراً عن شريف عرفة، وعمرو سمير عاطف، لكن كلاهما خذلهم لسبب لا يعلمه سواهما.ففي الوقت الذي برر فيه عاطف انشغاله بالسينما كان رد فعل شريف عرفة أنه أدعى سفره للاستجمام بعد الانتهاء من فيلم «ولاد العم» الذي استنفد طاقته - على حد قوله- واستغرق وقتاً طويلاً في تصويره حتى عرض وحقق إيرادات عالية. ولكن الحقيقة التي صرح بها أحد المقربين منه أنه يدرس مشروع فيلم جديد يستعد له خلال الفترة القادمة؛ بجانب استمراره في تصوير مسلسل «لحظات حرجة» الذي يشارك فيه عرفة كمنتج منفذ من خلال شركته، ويقوم ببطولته عمرو واكد وبشرى وراندا البحيري، ويستضيف نجوم التمثيل في مصر والعالم العربي أمثال يسرا وأحمد السقا وجمال سليمان ومنى زكي وأحمد حلمي. الاعتذار الثالث الاعتذار الثالث كان من نصيب المخرج وائل إحسان الذي رشحه الزعيم عادل إمام بقوة لإخراج فيلمه الجديد «فرقة ناجي عطا الله»، وهو الفيلم الأول الذي يخرج به من تحت عباءة «جودنيوز»؛ التي استمر مع إدارتها لعدة أفلام منها «عمارة يعقوبيان»، «حسن ومرقص»، أخيراً «بوبوس»، ومع هذا يقدم وائل إحسان اعتذاره للزعيم وبجرأة لم يقو عليها شريف عرفة؛ حيث صرح إحسان بأن سياسة الزعيم لا تناسبه. وهو صاحب مبدأ أن يكون هو صاحب العمل من أوله إلى نهايته، ولا يكون مجرد أداة في يد بطل العمل؛ فحينذاك لن يستطيع جمع خيوط العمل في يده كما تعود، مما يعرض الفيلم والعمل ككل لخطر الخسارة، في إشارة واضحة لفيلم «بوبوس» الذي أخرجه إحسان، وقام ببطولته إمام وحقق فشلا ذريعًا على المستويين النقدي والجماهيري بسبب تدخلات الزعيم في تفاصيل العمل كافة.. كما يرجع إحسان سبب اعتذاره عن العمل إلى أنه لا يستطيع الانضمام لأسرة فيلم لم يشرف على صناعة فكرته من البداية، وهو ما حدث في فيلم «فرقة ناجي عطا الله». وأضاف إحسان: تم اختياري لإخراج الفيلم بعد الانتهاء من تفاصيله، وهو ما يشتتني أثناء العمل، ويجعلني غير قادر على الإمساك بخيوط العمل بشكل جيد؛ لذا اعتذرت حتى لا أكون سبباً في الإخلال بأحد عناصره، وأكد حبه الشديد للعمل مع الزعيم عادل إمام، واصفًا إياه بالفنان الكبير.. مشيرًا إلى أن تمسكه بمبدأ وقوفه على تفاصيل أعماله منذ بدايتها، هو فقط ما دفعه للاعتذار، وليس أي سبب آخر. اعتذار السقا وكريم عبدالعزيز وكان فيلم «فرقة ناجي عطا الله» قد شهد عدداً كبيرًا من الاعتذارات منذ بداية الإعلان عنه، وكان بداية الاعتذار من أحمد السقا وكريم عبد العزيز واللذين رشحهما الزعيم لبطولة فيلمه، وبعد اعتذارهما تم استبدالهما بمحمد عادل إمام وهيثم أحمد زكي لأداء الدورين نفسهما. وللنقاد رأي من جانبه قال الناقد الفني طارق الشناوي إن الكتَّاب والمخرجين هما الفئة الأنضج داخل العمل الفني؛ لذا فهي تخاف على نفسها، خاصة بعد أن عاد زمن المؤلف والمخرج مرة أخرى بعدما كان العمل يباع ويشترى باسم النجم؛ لذلك فإن الخوف من ردود أفعال النجوم وتدخلاتهم الغريبة سواء في إضافة أم حذف جمل في السيناريو، أم تدخلات في عمليات الإخراج ربما يكون هو الدافع الأول والرئيسي لموجة الاعتذارات التي اجتاحت الوسط الفني طيلة الفترة الماضية.