أسعد فضة: «دبي للدراما» أرفع وسام يقدم للفن العربي

جمال آدم - البيان عودتي للمسرح مرهونة بالنص الذي أستطيع من خلاله تحقيق نفسي، وإعادة الاعتبار لتلك السنوات التي عشت فيها أجمل لحظات الحب والإبداع»؛ بهذه الكلمات بدأ الفنان السوري القدير أسعد فضة حديثه إلى (الحواس الخمس) في حوار أجريناه معه أثناء زيارة سريعة قام بها للإمارات وفي تعليقه على العودة المرتقبة التي وعد بها الفنانين العرب أثناء حضوره فعاليات مهرجان المسرح العربي بالقاهرة، مؤكداً أن واحدة من مشاكل التلفزيون انه يسرق كل الأوقات التي يحلم الفنان من خلالها تقديم عمل للمسرح، ويبدو ان من يعمل بالتلفزيون غير قادر على الإيفاء بالتزاماته المسرحية!ولم ينف فضة رغبته في إعادة تقديم العمل المسرحي (يوميات مجنون) على خشبة المسرح من جديد، وهو العمل الذي أنهى فيه علاقته مع المسرح كممثل عام 1978 وكانت تلك ثمرة إنجاز المسرح التجريبي في سوريا الذي أرسى دعائمه أسعد فضة، كما أرسى دعائم الكثير من مسارح العاصمة السورية خلال توليه إدارة مديرية المسارح والموسيقى لأكثر من ربع قرن   وقال فضة الذي دخل في تصوير دوره جبلة بن الأيهم في مسلسل (رايات الحق) الذي يجسد فترة مهمة من فترات حروب الردة، إن العمل ينطوي على أبعاد فكرية لافتة من خلال معالجة الكاتب الدرامي المحترف محمود عبدالكريم لمرحلة لم تقدم تقديما لافتا في الدراما العربية، وعبدالكريم حسب كلامه، غالبا عندما يدخل التاريخ فإنه يقدمه تقديما جيدا ودقيقا وأمينا لكل المعطيات التي توافرت فيه   وحسب توصيف فضة يتناول المسلسل مرحلة من أهم مراحل التاريخ العربي الإسلامي؛ فيرصد الفترة التي تلت وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، حيث الفتوحات الإسلامية التي بدأت من حروب الردة إلى نهاية خلافة الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مقدماً مفاصل مهمة لحياة الخليفتين ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب والعمل من بطولة عدد كبير من نجوم الدراما، يتقدمهم أيمن زيدان، غسان مسعود، باسم ياخور، ياسر المصري، نجاح سفكوني، عبدالرحمن أبو القاسم، فايز قزق، تيسير إدريس، بيير داغر، رنا أبيض، جيني أسبر، عبير شمس الدين، سامية العياري، عبدالحكيم قطيفان، سوسن ميخائيل.   وتمنى أسعد فضة أن تنجز الأعمال الدرامية الرمضانية تحضيراتها مبكرا هذا العام حتى يتاح للمحطات وللفنانين الحصول على نتائج ايجابية جيدة، لافتا إلى تأخر التصوير يعرقل أحيانا تقديم دراما جيدة لان التأخر في التصوير وكما يحدث لأغلب الأعمال الدرامية العربية يصيب الفنانين بالإنهاك ويخرج بنتائج غير موضوعية، ويعزو فضة هذا التأخير إلى علاقة غير واضحة بين شركات الإنتاج ومحطات البث الفضائية، وربما قائمة على تأخير المحطات في معرفة ما هي الأعمال التي ستقدمها للمرحلة المقبلة.   وهذا التأخير يقود لتردي مستوى بعض الأعمال وظهور المشاكل فيها، مؤكدا أن هناك حركة أجيال جديدة تمضي في الدراما السورية من المخرجين والكتاب والممثلين تنبئ بالخير، وان هناك اقتراحات فنية وفكرية لافتة للمراحل المقبلة، وهي كما وصفها المرحلة الذهبية التي تمر بها الدراما السورية.   عبر الفنان أسعد فضة عن سعادته بحصول مسلسل (بلقيس) الذي لعب بطولته في الموسم الرمضاني الماضي على الجائزة الذهبية بمهرجان القاهرة للإعلام العربي لفئة الأعمال التاريخية، منوهاً بهذا العمل في تقديم تصور مهم عن مرحلة ملكة سبأ بلقيس، وان تلفزيون دبي قدمه في وقت جيد أثناء بثه للمرة الأولى خلال شهر رمضان ولفت فضة إلى المكانة المتميزة لتلفزيون دبي في تقديم أعمال درامية ذات حضور لافت. وهو يأمل في ان يكون مسلسل بلقيس منافسا على جائزة الدراما العربية التي تكرم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، مؤكدا أن هذه الجائزة تعتبر من أرفع الأوسمة التي تلقاها الفن العربي والموسم الدرامي الجديد سيشهد منافسة بسبب تفعيل هذه الجائزة في الوسط الفني.   وأكد فضة أن الإمارات تعتبر الآن في مقدمة الدول الداعمة للفن العربي والتي ترى في حضور الفنان سفارة متنقلة، ومؤكدا أهمية المهرجانات الناجحة؛ منها مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الذي يعتبر احد أهم المهرجانات المسرحية الخليجية، وأيام الشارقة المسرحية ومهرجان دبي لمسرح الشباب والفعاليات المختلفة التي تبنتها أبوظبي من خلال هيئة أبوظبي للثقافة، وهي فعاليات تزدهر في الإمارات مؤكدا أن دبي تحولت إلى استوديو كبير من خلال عمليات التصوير التلفزيوني والسينمائي في السنوات الخمس الأخيرة، مشيدا بدور الإمارات في تحولها إلى أضخم مركز عربي لإنتاج الدراما التلفزيونية.