2012/07/04
محمد امين –الوطن السورية خرج شيخ المخرجين في الدراما السورية محمد فردوس الأتاسي من أزمة صحية وصفها بالقاسية حيث أجريت له عملية جراحية صعبة ومعقدة ولكن الله سبحانه وتعالى سلّم، فقد تعب القلب وكان لابد من مشرط الجراح لإيقاظه من جديد فمازال في العمر بقية ومازال الأتاسي يفكر بالدراما والفن ويتحفز للعودة مرة أخرى إلى مجاله وصنعته الأثيرة التي صرف من أجلها العمر كله فالأتاسي المولود في عام 1942 من أوائل السوريين الذين تعلموا الإخراج في أكاديميات الفن فهو حاصل على ماجستير بالإخراج من إحدى جامعات براغ
يجلس الأتاسي في منزله لا يتحدث إلا عن الدراما السورية فأحاول أن أغيّر الحديث كلما شعرت أنه قد بدأ بالانفعال ولكن يصر على العودة للحديث عنها فهو «مرتاح للغاية من نتائج احتفالية أدونيا وأعتقد أن الجوائز بالمجمل قد ذهبت إلى من يستحقها، وقد كنت في العام الفائت ضمن لجنة التقييم في هذه الجائزة ولمست أنها تسير ضمن آلية عمل محترمة ولها مصداقية كبيرة».
ينظر الأتاسي إلى الجوائز والدروع وشهادات التقدير والإبداع التي نالها على مدى أكثر من ثلاثين سنة من العمل في الدراما التلفزيونية ويحدثني عن تلك الجوائز بالتفصيل
هذه في مهرجان القاهرة وتلك في تونس أما التي في الوسط فهي من مهرجان بالرياض.
يتوقف صاحب (المحكوم، الدروب الضيقة وياقوت الحموي والطبيبة) عن الكلام قليلاً ليقول: شعرت بالغصة والحرقة عندما قرأت أن التلفزيون والإذاعة السورية قد عادا من مهرجان الإعلام العربي بالقاهرة منذ أيام بلا جوائز تقريباً وهذه هي المرة الأولى التي نخرج من مهرجان القاهرة خالي الوفاض كنا نعود بعشرات الجوائز عن برامج ومسلسلات وأفلام وتمثيليات وسهرات لقد كان إنتاج التلفزيون السوري يطغى على ما عداه في هذا المهرجان وغيره ولكن ما الذي يحدث لا أدري؟ أشعر أننا لم نتوقف عند حدود معينة فحسب بل نحن نتراجع خطوات إلى الوراء، قضى فردوس الأتاسي أكثر من 35 عاماً في أروقة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مخرجاً قدم عشرات المسلسلات والأفلام، واشتغل الأتاسي أيضاً أعمالاً للقطاع الخاص كان آخرها مسلسل (الملاك الثائر) الذي تناول سيرة حياة الشاعر الكبير جبران خليل جبران وهو بعد هذه الرحلة الطويلة والمثمرة في دروب الفن يدعو إلى تطوير آليات العمل في الإذاعة والتلفزيون لكي لا تبقى أسيرة الفردية البحتة والأمزجة «لماذا لا تتم مراجعات وتقييم؟ ولماذا لم يسأل أحد لِمَ لم يحصل التلفزيون السوري من الجوائز التي كان يحصل عليها في مهرجان القاهرة؟ بذلنا ما بذلنا في سبيل أن يكون التلفزيون السوري في مقدمة التلفزيونات العربية ولكن أرى حاله اليوم قد تغيرت».
ويعرج الأتاسي بالحديث ليصل إلى مديرة الإنتاج في الهيئة العامة بالإذاعة والتلفزيون فهي «أكبر مؤسسة إنتاجية في سورية فميزانيتها 200 مليون ليرة ولا أعتقد أن هناك شركة إنتاج خاصة تعمل ضمن ميزانية كهذه. يجب أن يعود التلفزيون إلى قيادة الإنتاج الدرامي في سورية» ويؤكد الأتاسي أنه متفائل بالمخرج فراس دهني الذي تولى إدارة المديرية فهو «موهوب ومثقف ودرس في أوروبا واعتقد أنه أفضل من يستلم دفة الإنتاج الدرامي في التلفزيون ولكني أخشى ألا يستطيع فعل شيء يذكر لأن يداً واحدة لا تصفق».
يبتسم صاحب الوردة الأخيرة ومذكرات عائلية، وتمر حنة والهروب إلى القمة وأحلام منتصف الليل، في ختام حديث تشعب في دروب كثيرة ربما لأن الابتسامة هي أنجع دواء.