2012/07/04
في عام 1951 تقرر تأسيس فرع للتصوير السينمائي في الجيش السوري، وكلف رشيد جلال باختيار المعدات والأجهزة للفرع، وقبل ذلك كانت تجري عروض سينمائية في المعسكرات، ومنها أفلام عسكرية تدريبية بواسطة آلات عرض متنقلة. كان تأسيس قسم السينما في الجيش خطوة مهمة للهيئات الرسمية في ميدان السينما، لأنها كانت مدروسة وقائمة على أسس علمية، واستفاد القائمون على هذه الخطوة من التجارب السابقة. وقد وضعت خطة طموحة للنهوض بالإنتاج والنشاط السينمائي، وحظي هذا القسم برعاية خاصة وجرى تحديثه وتطويره فأضحى أهم خطوة وأنضج تجربة للقطاع العام السينمائي في سورية وحدث التطوير الأوسع له في السبعينيات. ومن المناسب أن نستعرض عمل القسم خلال مرحلة البدايات. ولاسيما أن الذين عملوا فيه أصبحوا فيما بعد من الأسماء المعروفة في الحركة السينمائية السورية بقطاعيها العام والخاص. كان إسماعيل أنزور أول مدير لقسم السينما التابع للجيش، وقد قام بتصوير مناورات عسكرية عرضت على الجنود ولقيت صدى طيباً. ثم عين محمد الرواس اختصاصياً بآلات العرض، وفي عام 1952 التحق بالقسم يوسف فهده بصفته مصوراً، وقام بتصوير فيلم عن جبهة فلسطين. ثم عين نشأت التغلبي رئيساً للقسم واستمر أنزور بالعمل. في عام 1954 طلب من العاملين في القسم تقديم دراسة لتأسيس مختبر سينمائي متكامل، لإجراء العمليات الفنية في القسم. وفيما بعد تم شراء أجهزة سينمائية من دول مختلفة، وبسبب ظهور أعطال في بعضها استقدم محسن سابو من مصر وتم تركيب الأجهزة في بيت مستأجر في حي الميدان، في مكان يسمي مصطبة سعد الدين. وعمل في قسم السينما في هذه الفترة أسماء أصبحت معروفة في عالم الأدب والفن ونذكر منهم خالد حمادة وهو ممن اختصوا بفن السينما في باريس، ومحمد الرواس وأحمد عرفان وعبد العزيز هلال وفوزي عبيد ومنذر كم نقش وخليل إسماعيل ومحمود عباد ومنير الحفار ورشيد جلال بالطبع. وأصبح قسم السينما ينتج فيلماً كان أسبوعين طوله نحو 300 متر. ومع أن البناء لم يكن مناسباً إلا أن الجميع عملوا متعاونين لنجاح القسم بإدارة المخرج خالد حمادة. وفي عام 1959 بدأ بناء استديو في ضاحية حرستا وأسهم مهندسون مختصون بوضع المخططات. وتسلم إدارة القسم أحمد عرفان، فنقل المختبر السينمائي من الميدان إلى حرستا في آب 1961 وأصبحت جميع الأعمال من طبع وتحميض وصوت ومونتاج تجري في القسم. وبدأ القسم بإصدار جريدة سينمائية إخبارية أسبوعية. ولكن التطور الأهم لقسم السينما كان في السبعينيات حيث أتسع نطاق عمله، وضم كثيرا من الخبرات السينمائية المؤهلة أكاديمياً وبدأت خطواتها الأولى فيه. عن ذاكرة السينما في سوريا