2012/07/04
3ـ أحمد عرفان جاء اهتمام أحمد عرفان بالسينما مماثلاً لاهتمام رشيد جلال إذ كان في أثناء دراسته في حلب يصطحبه والده إلى دور السينما المغرم بها. وتفتحت عيون أحمد عرفان على الأفلام الأمريكية التي تتسم بالمغامرات والبطولات الباهرة. قبيل الحرب العالمية الثانية سافر أحمد عرفان إلى فرنسا بقصد التخصص بالسينما ووجد نفسه كبقية الفرنسيين تحت وطأة الاحتلال النازي. وبما تعنيه الحرب ويعنيه الاحتلال من ضائقة اقتصادية. وبقي هناك حتى انتهت الحرب. اختص عرفان بالتصوير السينمائي وتابع خبرته العملية في إيطاليا، وقبل أن يعود إلى سورية زار مصر وشارك في فيلم ليلى بنت الأغنياء عام 1946. وعاد إلى سورية بعد انتهاء حرب 1948، وآثار الحرب تؤرقه. في عام 1949 صور فيلم (الجيش السوري في الميدان) بمساعدة الجيش الذي وفر له وحدات عسكرية أعادت تصوير المشاهد الحربية، وعمليات هجوم واقتحام بالذخيرة الحية، واستفاد من لقطات حربية وثائقية وقام بتنفيذ العمليات الفنية في مصر. بسبب عدم توفرها في سورية. وجد أحمد عرفان صعوبات كبيرة عند عرض الفيلم، إذ لم يدفع له الموزعون سوى مائة وخمسين ليرة ثمناً للفيلم، وقرر أن يعرضه مقابل نسبة من الأرباح، فحقق ربحاً صافياً قدره 12 ألف ليرة سورية وهو مبلغ كبير في عام 1949. في عام 1950 أنشأ في حلب شركة سينمائية تحدث اسم (عرفان وجالق) أنتجت فيلم (عابر سبيل) وعرض في جميع المدن السورية ولبنان. وبسبب إشكال بينه وبين بعض العاملين في الفيلم توقفت الشركة، وأنتج بضعة أفلام في حلب قبل أن يعود إلى دمشق. أوفد في عام 1955 مع رشيد جلال إلى فرنسا لشراء أجهزة ومعدات سينمائية لقسم في الجيش وفي عام 1959 كلف مع خالد حمادة بوضع مخطط لقسم حديث سينمائي، فوضع مخططاً أخر. وفي عام 1960 أصبح أحمد عرفان مديراً لقسم السينما في الجيش واستعان بخبير مصري اسمه محسن سابو للإشراف على النواحي التقنية وفي ظل إدارته انتقل مقر السينما في الجيش إلى حرستا مقره الحالي. وفي فورة السينما السورية عمل مصوراً في بعض الأفلام، ثم اتجه لصنع أفلام إعلانية في شركته الخاصة واستقر به المقام في دمشق حتى وفاته في عام 1990. عن ذاكرة السينما في سوريا