2012/06/05
خاص بوسطة – وسام كنعان في أولى خطوات الدراما السورية لمواجهة الدراما التركية من جهة، ولمّ شمل العرب على الأقل في مسلسل تلفزيوني من جهة أخرى، انطلقت منذ منتصف الشهر الجاري عمليات تصوير مسلسل (رجال مطلوبون). النص الذي عربته كل من (لبنى حداد وجيهان الجندي) عن عمل فنزويلي الأصل، حيث تدور أحداث هذا المسلسل في مدينة دبي، التي تجمع نظراً لتكوينها الخاص، مجموعة أفراد وعائلات تنتمي إلى جنسيات مختلفة. وانطلاقاً من عائلة خالد المصرية (يقوم بالدور سامح الصريطي) وزوجته هالة (تلعب الشخصية جمانة مراد)، تنطلق خطوط العمل ومحاوره، في محاولة لرصد ما يطرأ على هؤلاء الناس من تبدلات تفرضها طبيعة الحياة بمصاعبها وآمالها، عبر تصادم عدد من الشخصيات التي تبحث عن السعادة في علاقتها مع الآخر، التي تبدو أحياناً وكأنها مجرد جحيم، ليظل السؤال مطروحاً: هل يمكن للحب أن يحل مشاكل العالم؟ أم أنه مجرد بوابة للعبور إلى عالم وهمي لا يخلو بدوره من مصاعب وآلام كبيرة؟. فيما يهتم العمل بملاحقة مصائر شخصياته النسائية، من خلال عمل هالة حيث تدير مركزاً للتجميل لينطلق العمل من خلاله إلى مساحات أوسع، متتبعاً مصائر بطلاته: نادين نجيم (لبنان) مرح جبر، وصفاء سلطان وتولين البكري وكندة علوش (سوريا) العنود حسين (السعودية) أنوار الشمري (العراق) جنان (الكويت) ليلى نور(تونس) فاطمة عادل (مصر) سوسن أبو عفار (فلسطين). بوسطة زارت موقع التصوير على طريق مطار دمشق الدولي، وسجلت لقاءات مع بعض أبطال العمل. بداية حدثتنا النجمة جومانة مراد عن دورها فقالت: أؤدي دور أم مصرية في هذا العمل، وهو المسلسل السوري الأول الذي أجسد فيه شخصية مصرية تدير مركزاً للتجميل وتتعرض لجملة من الأحداث بحيث تكون المحرك الأساسي لأغلب تفاصيل العمل، وأضافت مراد أنها تلاقي صعوبة في اللهجة المصرية رغم أنها أول من جسدها من السوريين في الدراما المصرية، لكن الأمر يختلف بين الأهل والأصدقاء، فيما أعربت عن إصرارها تصوير مشاهدها رغم كسر ساقها اليسرى أثناء حفل تكريم أقيم لها في الأردن، وأعربت عن سعادتها بالعمل على جانب المخرجين سامر برقاوي وسامي جنادي، خاصة أن العمل تحت راية حاتم علي منتجاً هذه المرة .أما الممثلة العراقية (أنوار الشمري) فقد أفصحت لبوسطة عن أنها سبق وعملت في الدراما السورية من خلال مسلسل هدوء نسبي للمخرج شوقي الماجري، وعن دورها قالت الشمري: أجسد شخصية سهاد، و هي صديقة البطلة التي تعاني من مشاكل في بيتها وعملها، رغم أنها امرأة ناجحة جدا ً تقف معها في محنها وتحترم هذه الصداقة وتبقى وفية لها, تشرح أنوار وتضيف عن الشخصية: سهاد تكون رافضة لفكرة الارتباط مع أي شخص لأنها مرت بتجربة فاشلة والمفاجئ للمشاهد أنها على الرغم من رفضها ستلتقي بفارس أحلامها, رغم كل الأفكار التي كانت ضدها، لكنها تلتقي بإنسان كان أيضا ضد فكرة الارتباط المباشر، وهذا أجمل ما في الشخصيتين. وعن فكرة التسعين حلقة قالت الشمري: إنها فكرة جيدة. وأفادت: إننا لا نقل ذكاءً عن الغرب أبداً، فنحن أهل الشعر والأدب، ونحن أهل المادة التي تنبع من القلب، ولدينا الكثير من المشاكل المتداخلة لوجود تقاليد مختلفة عن الغرب لينتج عن هذا تنوع غريب، فنحن نستطيع أن ننتج ليس تسعين حلقة بل أكثر من مئة حلقة للعمل الواحد وهناك أمثلة لكن يبقى الرهان على القيم والقدرة على مخاطبة معظم الشرائح بعمل واحد. أما الممثل جمال قبش فقد أعرب عن ارتياحه للتجربة خاصة لوجود حاتم علي ولإعادة التجربة مع سامي الجنادي الذي كان قد التقى معه في مسلسل (عذراء الجبل) كذلك رأى قبش أن وجود هذا الكم من الوجوه العربية من ممثلين وفنيين وللأسف صحيح: الديجتال أصبح يجمعنا لكن الحدود توقفنا ويبدو أن الفن دائما ً هو المفتاح للاحتكاك مع الآخر، والسبيل لرؤية طرق تعاملهم مع الشخصيات من وجهة نظرهم وطريقة فهمهم للدور ونحن بحاجة لها لكي نفهم الآخر . أما بالنسبة للعمل كونه عمل اجتماعي، مهما تحدثنا عن المجتمع يبقى هنالك خطوط، والعمل مجموعة شخصيات كل منها تمثل خط معين ، وأعود و أؤكد على خصوصية هذه التجربة كونها الأولى بالنسبة لعمل بهذا الضخامة، كنا في السباعيات أولاً، والثلاثيات بعدها أنجزنا مسلسلات بعشرين وثلاثين حلقة، وأنا متلهف لمعرفة الأصداء حول التسعين حلقة, أنا سعيد بهذه التجربة و الاحتكاك مع الزملاء. فيما يشكل رجال مطلوبون عودة حقيقية لبعض خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية الذين أخذتهم مشاريع غير المشاريع التلفزيونية بعيداً، ومن بين تلك الأسماء الممثلة السورية الشابة (زينة حلاق) والتي تؤدي شخصية طبيبة نفسية لبنانية، إذ تفصح حلاق عن رأيها في تجربة التسعين حلقة معتبرة أنها خطوة مهمة في مواجهة الدراما التركية، وتقول لبوسطة: كون الناس أحبت الدراما التركية لأسباب عديدة منها قصص الحب والغرام، والأجواء البوليسية والمافيا والتشويق وجمال اللوكيشنات والممثلين, لكن أنا برأيي أن الدراما السورية أهم بكثير لأنها تعالج مواضيع حقيقية وحياتية بدون بهرجة, ولا أستطيع أن أحكم على العمل إلا بعد عرضه. وعن إمكانية التنبؤ بنجاح العمل تجيب زينة: هذه أول تجربة، ولم نعرف ردة الفعل بعد لننتظر ونشاهد. إذاً كل من وافق على العمل في رجال مطلوبون كان لاسم حاتم علي جزء ساعد على قبوله، فيما يراهن بعضهم على قدرة مثل هذه الإنتاجات على مواجهة التركي، وما المشكلة فلنأخذ موقف زينة حلاق إحدى ممثلات العمل لننتظر ونشاهد إن كنا سنواجه التركي بالفنزويلي المعرّب.