2012/07/04
بوسطة-عهد صبيحة لا تزال نيران الحملة الشعواء التي يشنها النقاد ضد تصريحات الفنانة القديرة صباح الأخيرة، مستعرة في الأوساط الإعلامية. هذه الحملة جاءت بعد تصريحات صباح بأن المسلسل الذي سيتناول سيرة حياتها سيكشف خيانتها لأزواجها وخيانة أزواجها لها. ومن بين أهم ما قيل هنا كلام الصحفي المصري سمير الجمل في مجلة حريتي النسائية: "ماذا يُقال مجدداً في مسلسل طويل عريض عن الفنانة صباح، وقد خرجت وهي في أرذل العمر لتعترف "بعضمة لسانها" أنها خانت أزواجها كما خانوها، وأنها زيادة في الأمر طلبت أحد أزواجها وهي في سرير عشيقها، لكي تقول له: 'أنا شغالة'، وواحدة بواحدة يا معلم. وكان الشملول زوجها في نفس الوقت يمارس الخيانة أيضاً...... هذه النوعية من الأعمال الفنية كفيلة بنسف ما تبقى لهذه الأمة من الأخلاق والمبادئ هو دعارة فنية وتجارية بكل المقاييس ويجب محاكمة صانعها وبائعها ومشتريها، ورجمه بالمراكيب القديمة في ميدان عام.... إذا كانت الست الشحرورة أسطورة بكل مغامراتها ما ظهر منها وما بطن وتعدد أزواجها وتلاعبها بالأديان وهي تتعشى كمسيحية، ثم مع قهوة الصباح و(الكورن فليكس) تشهد بأنها مسلمة، فإذا حل المساء وارتدت السواريهات، عادت إلى المسيحية مرة أخرى، وكأن الأديان السماوية، لعبة، تلهو بها، وتغيرها حسب ماركة الزوج، وها هي تعلن مؤخراً في تصاريح صحفية أنها لن تخفي عن الناس شيئاً في مسلسلها ....." قد تبدو هذه التصريحات غريبة في ضوء ما نشاهده من تدهور فني على الشاشة الصغيرة، فلطالما قدمت الخيانة الزوجية في أعمال درامية تلفزيونية، لكن الخيانة هنا مختلفة، فمشاهدنا العربي يعشق الخيانة الوهمية المتعلقة بشخوص ليست من أرض الواقع، وكأنه يقول هذه مجرد قصة خيالية. والمشاهد العربي لا يعترف بوجود الخيانة في مجتمعاتنا النظيفة!!! خصوصاً أنه اعتاد على تقديم سير نجومه وكأنهم ملائكة عاشت على الأرض، لا يخطئون. فقط يقدمون فناً جميلاً نظيفا كما هي سيرهم الذاتية! ليس انتقاصاً من سيرة أي فنان عظيم قدمت سيرته على الشاشة الصغيرة، إنما استهجاناً لهذه العقلية الازدواجية للإعلام العربي في التعامل مع موضوع الشحرورة. هذا الإعلام الذي يطالب دائما بالشفافية والصدق في التقديم. وليس لائقاً لأي صحفي أن يدخل موضوع الأديان في سخريته من الفنانة القديرة... هذا صيد في الماء العكر... لأن تعدد أزواجها واختلافهم ، وإن كان أمراً يخصها، أرادت عرضه للآخرين للكشف عن غنى جدير بالملاحظة، والأهم عن جانب من جوانب الحياة في وسط هو في حقيقته انعكاس لمجتمع بأكمله.. وهذه جرأة تشكر عليها الشحرورة، ولا تكفَّر.. أم أن المطلوب أن نبقى في زمن الحاج متولي، حيث لا مجال للـ"نعاج" هنا ولو بصوت احتجاج واحد!!!