2012/07/04
بوسطة- عهد صبيحة انتقلت الأغنية الوطنية في مصر بين أطوار عدة. هذا ما أراد إياد إبراهيم أن يوصله إلينا من خلال مقالته على موقع (شروق نيوز) والمعنونة "الأغنية الوطنية من عبد الحليم لعبد الرحيم.. يا قلب احزن". ربما يحمل العنوان سخرية برّر وجودها الكاتب خلال مقاله، فعبد الحليم هو عبد الحليم حافظ وعبد الرحيم هو شعبان عبد الرحيم وشتان بين الاثنين. وهكذا يبدو حال الأغنية الوطنية في مصر. يطرح لنا الكاتب مثالاً لأغنيتين من زمنين مختلفين وهما "وطني حبيبي وطني الأكبر" الشهيرة وأغنية شيرين " مشربتش من نيلها"، وبين كلمات الأغنيتين نكتشف الفارق بين "يوم عن يوم أمجاده بتكبر" و "يمكن ناسي لأنك فيها مش واحشاك ولا غبت عليها"، بين كلمات تمجّد الوطن وأخرى تستجدي المواطن المصري كي يحب وطنه. يعتقد كاتب المقال أن الأغنية الوطنية هي انعكاس لشيئين مهمين جداً الأول قضايا الشعب وأحلامه في حقبة زمنية معينة، والثاني هو طراز مبدعي ذلك العصر وقدرتهم على إبداع ما يعبر عن موهبتهم وعن مجتمعهم. ثم يتابع حديثه عن تدهور الأغنية الوطنية منذ خرجت من مهد سيد درويش مروراً بأم كلثوم وعبد الوهاب وحليم وشادية وصباح وفريد وغيرهم من مطربي وشعراء عصر العظماء لتصل إلى مرحلة "الانهيار مع الانفتاح"، كما سماها، والمتمثلة في مطربي عصرنا الحديث بدون أن يغفل الدور الرائد للشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم. وفي ضوء ما ذُكِر نضيف أن الأغنية الوطنية تأخرت حتى باتت وسيلة لفناني عصرنا من أجل الانتشار أو استغلال الحدث السياسي للظهور في القنوات الفضائية معبّرين عن إيمان زائف بقضايانا بعكس ما بادر إليه مطربو الزمن الجميل عندما خصصوا ريع حفلاتهم لدعم القضية، ونكتفي هنا بمثال أم كلثوم بعد النكسة. كانت الأغنية الوطنية تنبع من حس وطني صادق في زمن كان الراديو فيه وسيلة الإعلام الوحيدة، واستطاعت هذه الأغنيات أن تفعل ما لم تستطع أغنيات زمننا فعله مع وجود كل القنوات الفضائية والشبكة الالكترونية وكل مقومات التأثير.