2012/07/04
بوسطة - وكالات يغوص فيلم "Shutter Island"، الذي أطلق في دور العرض عام 2010، في متاهات المرض النفسي ومراياه الخادعة التي تتلاعب بالحقيقة وتصنع واقعاً ذهنياً بديلاً للواقع الموضوعي. وفي الفيلم، الذي تناوله تقرير على موقع CNN العربية، يجمع المخرج الأمريكي المخضرم مارتن سكورسيزي بين عناصر التشويق السردي والرعب الداخلي والفانتازيا، ليقدم في النهاية واحداً من أبرز أعماله على مدى السنوات الأخيرة، ممارساً هوايته في توريط عشاق السينما داخل تجاوب ذهني وانفعالي بالغ التوتر مع مجريات الدراما التي تتخذ مستشفى للأمراض العقلية المصحوبة بجرائم قتل بجزيرة عرض سواحل بوسطن مسرحاً لها. الفيلم مقتبس عن رواية صدرت عام 2003 للكاتب دينيس ليهان، الذي سبق أن حظي بترجمة سينمائية لأعماله من خلال فيلم "Mystic River" إخراج كلينت إيستوود. ويقوم ببطولة العمل كل من ليوناردو دي كابريو ومارك روفالو، ويلعبان دور محققين يتم إيفادهما لفك لغز اختفاء مريضة من مستشفى الأمراض العقلية، وتدور وقائعه عام 1954. وفي الفيلم يرفع سكورسيزي سقف التحدي عالياً، مثبتاً قدرته على اللعب فنياً في الهوامش المطلة على تجربة الجنون، بعد أن توطدت شهرته في صناعة أفلام العنف الحضري الأمريكي، مستبدلاً الحركة المادية التي طبعت أعماله بحيوية التوتر النفسي والعقلي التي تسائل الطبيعة الغائرة للإنسان. وحتى الآن يبدو المخرج المبدع ناجحاً في جمعه بين الإشادة النقدية الواسعة والنجاح التجاري المشهود. فالفيلم، فضلاً عن نجاحاته في أمريكا، يتصدر حالياً شباك التذاكر، في فرنسا ويتوقع أن يتجاوز سقف مليوني ونصف مليون تذكرة التي حققتها رائعته السينمائية Taxi Driver"". الفيلم هو رابع عمل مشترك لدي كابريو مع سكورسيزي، ليصبح بذلك النجم المفضل للعملاق الهوليودي، إلى جانب الفنان روبيرت دي نيرو، وليس غريباً أن النجمين ألقيا كلمتي التكريم في حق سكورسيزي خلال دورة الغولدن غلوب الأخيرة. يقول دي كابريو: "لقد كبرت وأنا أشاهد أفلام مارتن وأعد نفسي محظوظاً بالعمل مع رجل اعتبره أكبر صانع سينما في عصرنا".