2020/02/04
خاص بوسطة – عقبة الصفدي
أكد المخرج محمد عبد العزيز والذي يتولى دفة مسلسل "شارع شيكاغو"، عن نص من تأليفه مع ورشة كتاب (رزان السيد، علي ياغي، يزن الداهوك)، وإنتاج شركة قبنض، أن عنوان العمل قدمته له الجهة المنتجة بدايةً، "أخبروني أنهم يريدون تقديم عمل اسمه شارع شيكاغو، وأنا لدي اطلاع سابق على الموضوع"، مبيناً أنه أعد شيئاً مبدئياً، ثم دعا شركائه في الكتابة ووضعوا معالجة للفكرة، وكتبوا بعدها الحلقات.
عبد العزيز أوضح لـ "بوسطة" أن تسمية العمل تدل على محتواه، من حيث حالة الآكشن التي تثيرها كلمة "شيكاغو" في أذهان الناس "يرتبط جزء من العمل بهذه الصفة، فالشارع دمشقي قديم، كان فيه مكتبات ونشاط ثقافي، وأيضاً تياترو وخمارات وكانت تحدث فيه مشاجرات، وبالطبع التسمية توحي بمضمون العمل".
وأشار إلى أن فرضية العمل ثرية، سواء فيما يتعلق بالحقبة الحالية أو الماضية "ليكون قريباً من الناس وجماهيرياً ولا يخذل المشاهدين، لوجود مستوى فكري لا يمكننا تجاوزه"، منوهاً إلى أنه لا يقارن المرحلتين معاً، لكن الناس هم سيقارنون، مبيناً أن الموضوع بعيد عن الأزمة في سوريا، إلا بظرفها الحالي المعيشي والخدمي.
وحول صعوبة تقديم عمل يستحضر فترة الستينيات في سوريا من حيث الديكور والإكسسوار والتفاصيل الخاصة بتلك الحقبة، قال عبد العزيز: "قدمت فيلماً غنائياً (ميوزيكال) يدور في مرحلة الستينات لم يعرض بعد، بالتالي اختبرت هذه المرحلة حيث أجريت عنها بحثاً توثيقياً منذ أيام الأفلام وجذبتني" وتابع "معظم الأعمال والمسلسلات العالمية على منصات مثل نيتفليكس، حوالي 60% منها يعود إلى الستينيات، كونها فترة ذات جمالية من ناحية الإكسسوار والديكور، بالإضافة للعلاقات الاجتماعية التي كانت حينها أيضاً".
وعن سؤال بوسطة حول إن كان سيُدخل اللغة السينمائية إلى "شارع شكاغو"، كما هو الحال في "ترجمان الأشواق" و"صانع الأحلام"، وهو يحمل فكرة "السينما في منزلك"، أجاب عبد العزيز: "أعتقد سوف يتكرر الأمر، لكن ما قلته ليس أمراً جديداً، أنا كنت أقول إن السينما العالمية ذاهبة إلى التلفزة، ولم يعد هناك فوارق بين السينما والتلفزيون، توجد مسلسلات عالمية، أوروبية وأميركية، إذا وضعت في سينما كفيلم طويل، سيتضح أن شرطها سينمائي من البناء للحبكة والسرد إلى المقولة" وأضاف: "لم تعد حتى هناك فوارق بين الفنون، هذا إطار نسجن نفسنا فيه، كل الفنون تتقاطع اليوم مع بعضها، من هنا أتى تركيزي على فكرة السينما في بيتك".
وعما إذا كانت تجربة "السينما في بيتك" لم تنجح معه، أكد أنه عندما أتى من السينما إلى التلفزيون بدايةً، كان هناك رواسب لم يستطع التخلص منها، لا سيما في التجربة الأولى (ترجمان الأشواق) "أما في (صانع الأحلام)، فكانت خاصة جداً، واتجهنا لمكان جديد ومعاصر، وكان هناك جمهور لبينا رغبته، وبعد مشروعين أصحبت أعرف ما يريد الجمهور، لذا شارع شيكاغو مزيج بين نواقص صانع الأحلام وترجمان الأشواق" وأكمل "بعد شارع شيكاغو ستُكتشف أين المشكلة، وأنا هذا عملي الثالث تلفزيونياً، الكثير من المخرجين لديهم عشرات الأعمال، فأدركوا أين تكون المشاكل، وأنا أتعرف على هذا النمط من العرض".
أما فيما يتعلق باختياره الفنانة سلاف فواخرجي لأداء شخصية ميرامار في العمل، فتحدث: "بعد الحلقة 18 تخيلت أن سلاف تؤدي الدور، وكانت هي الاسم الأول ببالي، وأرسلنا لها الورق وأحبته، وأعتقد أننا كلينا نملك الرغبة بالتعاون مع بعضنا"، مضيفاً: "هي علاقتها حقيقية مع المهنة، وأنا أتعامل بجدية مع الموضوع".