2019/11/28
خاص بوسطة
افتتحت المؤسسة العامة للسينما مساء أمس (27 تشرين الثاني) العرض الخاص لفيلم "يحدث في غيابك" بـ "سينما سيتي" في دمشق، والذي يعد أول تجربة إخراجية سينمائية للفنان سيف الدين سبيعي، عن نص من تأليف سامر محمد إسماعيل وبطولة كل من يزن خليل والممثلة اللبنانية ربى زعرور إلى جانب جلال شموط وعبد الرحمن قويدر ونور الوزير.
الفيلم واقعي مأخوذ عن قصة حقيقية، ويروي خلال ساعة ونصف حكاية شاب صحفي يختطف طبيبة رداً على اختطاف زوجته وابنه الرضيع من قبل المسلحين، وتتصاعد الأحداث تدريجياً داخل مكان واحد هو شقة الصحفي في مدينة حمص.
سبيعي تحدث لـ "بوسطة" أثناء وجودنا بالافتتاح، بأن الفيلم الروائي يشكل ويخلد ذاكرة أطول بكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية ومن هنا تكمن خصوصيته، كاشفاً أن ما دفعه لإخراج هذا النص وخوض المغامرة هو مدى صعوبة هذا النوع من العمل لوجود شخصيتين في مكان واحد وهو شرط درامي لا يتحقق العمل من دونه.
أما يزن خليل، فنوه بأن أكثر ما لفته في النص هو ما يريد أن يقوله، "مقولة النص هي فكرة أؤمن بها جداً، وإن بدت تنظير لكنها حقيقية بالنسبة لي، إن أي مشكلة في العالم وأي حرب وأي كارثة تحل عن طريق الحب، فهو كفيل لحل جميع مشاكلنا وهذا أمر حقيقي".
كما كشف عن حلمه وكل الطاقات البشرية الموجودة في الفن السوري بوجود سينما حقيقية، متمنياً أن يعيش الأجواء ذاتها التي عاشها بالافتتاح مرات عديدة خلال السنة الواحدة.
بدورها حدثتنا ربى زعرور عن تخوفها بداية من فكرة قدومها إلى سوريا، ولكنها تمكنت من تجاوزه بعد أن اصطحبها سبيعي في جولة جعلتها تطمئن، ولم تخف بأن رؤيتها للمناطق المدمرة في مدينة حمص كسرت قلبها "حاولت تخيل أن ذلك المكان هو موقع مركب حتى لا أتأثر به لأنه آلم قلبي كثيراً".
وكشفت لنا بأنها بحثت كثيراً قبل وقوفها أمام الكاميرا كون شخصيتها من صميم الواقع وعاشت الحرب بتفاصيلها، في الوقت ذاته دخلت بشكل كبير لأعماقها لاستخراج الحزن المخبأ الذي نحاول تناسيه لأن ذلك يجعل شعورها حقيقي بشكل أكبر على حد قولها.
أما عن فكرة تحدثها باللهجة السورية بينت أنها لم تمتلك وقتاً كافياً لتحضيرها، لذلك حفظت النص كما هو مكتوب، معتبرة الأمر تحدياً كبيراً لأنها كانت تفكر كثيراً بالجملة قبل لفظها دون أن تظهر ذلك للعلن.
أما جلال شموط لفت أنه بالرغم من حلوله ضيف شرف على الفيلم إلا أن لهذا العمل خصوصية تميزه عن باقي تجاربه السينمائية التي غاب عنها منذ عشرة أعوام معرباً عن سعادته بوجوده مع المخرج سبيعي في التجربة الإخراجية الأولى له في السينما.
عبد الرحمن قويدر قال إن السينما دائماً تضيف للممثل، وإن الدور مهما كان صغيراً إلا أن الوجود مهم جداً "فكل مشهد أو لقطة في الفيلم لها توظيفها"، وذكر أن محبته للعمل في السينما تفوق ذلك في التلفزيون إلا أن تلك الفرصة غير متاحة بشكل دائم.
كاتب النص سامر محمد اسماعيل أخبرنا أن عمليات الكتابة استمرت قرابة السنة والنصف ما استنفذ منه الكثير من الطاقة العاطفية والوجدانية والنفسية حتى استطاع الوصول لهذه الصيغة.
كما نوه بأن المؤسسة العامة للسينما اقتنت النص عام 2012/2013 لكن المخرجين كانوا يتخوفون من العمل عليه لأنه يشكل تحدياً كبيراً، إلى أن تصدى له سبيعي معتبراً ذلك جرأة فنية كبيرة.
وعبر عن رضاه عما شاهد وعن الأصداء التي سمعها من الحضور، متوقعاً أن يحقق الفيلم صدى حتى خارج سورية "هناك جولة للفيلم في أميركا اللاتينية في الأرجنتين وتشيلي والبرازيل"، مبدياً رغبته بتكرار العمل مع سيف. في حين أكد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما "مراد شاهين" أهمية التصاق كل الأفلام بهم المجتمع السوري الأساسي وهو الحرب وانعكاساتها على حياة المواطن، مشيراً إلى أن المعالجة ستختلف بعد سنوات "لكن حتى الآن لا تزال تعالج ضمن المنظور المرئي لهذه الحرب".
واختتم حديثه بمجموعة أمنيات: "نتمنى أن نبلغ مستوى جيداً جداً من الإبداع في سوريا، وأن تكون السينما مساهم أساسي في الدخل القومي السوري "طبعاً هذا حلم كبير ليس بالضرورة أن يتحقق لكننا نعمل على تحقيقها مهما طال الزمن".