2019/09/18
ماهر منصور - شاشات
إن يكون الممثل شخصية عامة، فهل يعني ذلك أن تكون أبوابه مشرعة لكل الرياح لتستبيح خصوصيته، تحت شعار زائف؛ مفاداه أنه لم يعد ملكاً لنفسه وإنما ملكاً لجماهيره…؟!
أين تكمن حدود الحرية الشخصية لهذا المرء، التي يجب أن يتوقف عندها الناس، ويتحول “الرأي” بعدها إلى إساءة وتعدٍ على حريته، وبأبسط تعابيرها “حشرية” بحياته؟!
ما المشكلة أن يقوم هذا الممثل أو تلك الممثلة بعملية تجميل أو أكثر، أو إن يتزوج أو يطلق أو يحب، إن يغني أو يعزف أو يرقص أو حتى يجن، إن ظل رغم كل ذلك يؤدي وظيفته التي اشتهر بها ومن خلالها، على نحو جيد ومثالي، ولم تترك أي من تلك الأفعال ظلالها ثقيلة على مهنته…؟! وهل تكون مشكلتنا معه لو حصل وأثرت تلك الأفعال على مهنته، في إطار نقده كممثل، أو نقد أفعاله التي لا علاقة لها بالتمثيل…؟!
حتى وقت قريب، ندركه جميعاً جيداً، كان التدخل الإعلامي في حياة الفنانين الشخصية من صفات الصحافة الصفراء، فكيف يصير ما كان يعده بعض هؤلاء الفنانين “أصفراً” مصدر مادة دسمة لبرامج تلفزيونية هم يشاركون فيها، وقد كانوا ينهون عن خلق وباتوا يأتون في هذه البرامج بمثله…؟
المشكلة أن هؤلاء النجوم ليسوا من الباحثين عن ضوء للظهور، الأمر الذي يثير عشرات الاستفهام حول تورطهم، عمداً أو من دون عمد، في تجاوز خطوط ما يعد حرية شخصية لزملائهم الفنانين، فإن كان ما يقولونه من باب النصح، فنصيحة الصديق لصديقه لا تقال عبر منبر عام، وإن كان طبع الشخص الصراحة، فالرأي الصريح الحر لا يكون انتقائياً، وحين يكون كذلك، يصير أقرب الى تصفية الحسابات، أكثر من كونه رأياً صريحاً لمن لا تأخذه في الحق لومة لائم.
ولنتخيل فداحة الحسرة والأسى والخيبة، حين يكون من أصحاب تلك الآراء (الصريحة) نجوم، ممن عُرفوا بعمق ثقافتهم وسعة اطلاعهم ورجاحة عقولهم…وهم ليسوا فارغين لنقول إن كل أناء ينضح بما فيه.
بكل الأحوال لسنا معنيين في هذا المقال بتقييم أحد من هؤلاء النجوم وأفعاله الطارئةـ، فنحن أيضاً نخشى أن ننهى عن خلق ونأتي بمثله، وإنما نكتفي بإعلان الخيبة والأسى من أن يكون هؤلاء جزءاً من حفلة (show) … وقيمتهم، عندنا، أهم بكثير وأرقى.