عجاج سليم: نحن السوريون، إما أن نحب أو سنكون أمام طريق مسدود

خاص بوسطة – جلال رومية

اختتمت مساء يوم الأحد (1 أيلول) عروض مسرحية "كيميا" (إخراج د. عجاج سليم) على خشبة مسرح الدراما في دار أوبرا دمشق، وذلك ضمن الفعاليات الفنية المرافقة لمعرض دمشق الدولي بدورته الواحدة والستين، لتُفتتح عروضها مجدداً يوم الخميس (5 أيلول) على خشبة مسرح الحمراء في الساعة السابعة مساء.

العرض الذي أعده الدكتور عجاج سليم عن نص روسي بعنوان "مجالات مغناطيسية" للكاتب ألكسندر أوبرازتسوف، تطرق بشكل رئيسي لموضوع الحب في الحياة، عبر مجال مغناطيسي يجمع صدفة بين شاب متزوج وفتاة في ليلة عرسها، يعجزان عن الخروج منه، فتبدأ بعدها حدة الأحداث بالتصاعد من خلال مكاشفات بين أبطال العمل.

عجاج أوضح لبوسطة عقب العرض، أن غيابه عن المسرح لفترة خمس سنوات تقريباً، يعود لخصوصية العمل المسرحي، وما يتطلبه من صدق وانسجام مع الذات "يجب أن تنبع المسألة من الروح، فهي متل الإلهام الذي يسبق أيّ قصيدة".

وأشار سليم إلى أهمية التطرق لموضوع الحب في هذه الفترة "فهو السحر الوحيد الذي بقي لنا بعد 8 سنوات حرب، هذا المفهوم الذي نسيناه ولم نعد نتحدث به"، مؤكداً على إيمانه المطلق بالحب "فعندما نحب بشكل حقيقي نحرر إرادتنا، وعندما تتحرر الإرادة نصبح أصحاب قرار، وبذلك نكون قادرين على التغيير باتجاه أفضل، فالحب يعلمنا على الأقل أن نعترف بالآخر، ويبعدنا عن التطرف، فنصبح منسجمين مع هذا الكون"، ونوّه إلى أننا كسوريين اليوم بحاجة لهذا الشعور، لأننا إن أحببنا سنكون قادرين على التسامح وبالتالي هناك أمل، أما إن لم نحب سنكون أمام طريق مسدود.

وعما إن كان قد كسب الرهان على الشباب الثلاثة المشاركين في بطولة العرض، أكد الدكتور عجاج بالقول: "كسبته بدرجة كبيرة، وأنا منذ البداية أراهن على الشباب السوري المبشرين بالخير، سبق وراهنت على شكران مرتجى، وأيضاً على الراحل نضال سيجري، الذي كنت أول من قدمه على الخشبة في مسرحية (سفربرلك)".

أما الفنان مأمون الفرخ والذي يعود في هذا العرض للوقوف على الخشبة كممثل بعد 15 عام، اتجه فيها للإخراج في مسرح الطفل، أكد أنه تردد في البداية، إلا أن إصرار الدكتور عجاج جعله يُقدم على هذه الخطوة، وأضاف: "هو من أهل المسرح، ولم يقدم مسرحية إلا وكان لها حضورها ونجاحها، لذلك مع هذا التاريخ يجب أن أقول نعم".

ولفت مأمون إلى أن خصوصية الشخصية، كونها قائمة على الحب ومبينة بشكل مميز، بالإضافة لأنها محرك أساسي للشخصيات، كان لها دور أيضاً في عودته.

وفي سؤالنا له عن رهبة الظهور الأول على الخشبة، كونه الشخصية التي يُفتتح بها العرض، أجاب: "هي القبلة الأولى لي في ملاقاة الجمهور، وكل شخصية من المسرحية سينتابها هذا الشعور"، وتابع: "متى ما لفظ الممثل الكلمة الأولى يصبح في حالة تركيز مع ذاته، فتزول الرهبة، ويصبح الجمهور جزء منه".

أما أبطال العرض الشباب وهم علا سعيد، طارق نخلة، وزامل الزامل، فقد أجمعوا على أن هذا العرض بمثابة مشروع تخرجهم، كونهم حرموا من تقديم مشروعهم في عام 2017.

حيث عبّرت علا سعيد عن سعادتها الكبيرة بهذا العمل كونه التجربة الاحترافية الأولى لها على الخشبة، بالإضافة إلى أن موضوعه يعني لها الكثير، فهي من الأشخاص الذين يدافعون عن فكرة الحب بالمطلق.

وأشارت إلى أن المعرفة المسبقة بمعظم طاقم العرض، أضفت عليه أجواء جميلة وممتعة منذ بداية التحضير له، على الرغم من بعض الصعوبات التي تمثلت في خصوصية الفكرة المتعلقة بالمجال المغناطيسي الذي يحتم عليها أن تتحرك هي وزامل وكأنهما شخص واحد.

وما بين المسرح والسينما والتلفزيون، لم تفضل علا أحدهم على الآخر، لافتة أن لكل منهم متعته الخاصة، وعقبت: "فمثلاً في المسرح نقوم بنقل الحالة مباشرة للجمهور ونرى تفاعلهم بشكل آني، وهذه خصوصية لا يمكن أن نجدهالللمثل أللممثل أن يجدها في مكان آخر".

زامل الزامل أعرب عن سعادته أيضاً في تجربته الاحترافية الأولى بالمسرح، "خاصة أنها تحت إدارة الدكتور عجاج، الذي يتأنى لدرجة كبيرة في اختيار النصوص".

وأكد زامل على أهمية التطرق لموضوع الحب بعد 8 سنوات من الحرب "نحن اليوم بحاجة لمواضيع تلامس النفوس، خاصة أن معظم العروض التي تقدمت وتقدم، هي من تجربة الحرب"، مشيراً إلى أنه يجب تقديم الحب ضمن الفنون جميعها، وألا يقتصر فقط على مستوى المسرح.

فيما لفت الزامل إلى أن أكثر الصعوبات التي واجهته في هذا العرض، تعلقت بتبدل ظرفي الزمان والمكان للشخصية بشكل مستمر وسريع، الأمر الذي تطلب منه ديناميكية عالية، إلى جانب خصوصية موضوعة النص القائمة بشكل رئيسي على مجال مغناطيسي يربط حركته بحركة علا على الخشبة.

أما طارق نخلة فقد أشار إلى أن التجربة المسرحية بحد ذاتها إضافة للممثل، وعقب "فكيف إذا كانت التجربة الاحترافية الأولى، وتحت إدارة الدكتور عجاج، الذي يحرص دائماً على تقديم ما هو مختلف ومميز، لذا أنا سعيد جداً كوني أحد أفراد هذا العمل".

ونوه طارق على أن مفهوم الحب يجب أن يدخل جميع مفاصل حياتنا، "أي مشكلة في العالم ومهما كانت أسبابها لا يمكن أن تُحل إلا بالحب في الدرجة الأولى، وهو الخطوة الأولى في تقبلنا للآخر وتفهمه".

وكما زملائه الشباب كان لا بد أن نسأله عن أكثر الصعوبات التي واجهته في هذا العرض، حيث أوضح أن الصعوبة الأكبر تمثلت في رهبة الوقوف لأول مرة أمام الجمهور، بالإضافة إلى أنه قدم شخصية كاملة "حيث أننا في المعهد كنا نقدم مشاهد فقط بسبب العدد الكبير وضيق الوقت".

يلعب بطولة العرض أيضاً وليد الدبس، نجاح مختار، سلوى حنا، فادي الحموي، وسليمان قطان.