البيئة الشامية تضيئها... «قناديل العشّاق»

الأخبار _ وسام كنعان

استفحل المرض التلفزيوني، ولم يعد ممكناً استئصاله. لعلّه أحد المسامير الأخيرة التي تدق ببراعة في نعش الصناعة السورية المتبقية. الحديث هنا عن «الدراما الشامية» التي سعت بكل جهد عرّابيها، لتصدير حالة غارقة في الجهل والتخلف والموروث البيئي الذكوري. ومن ثم راحت تنقلب بصور مضحكة مدعية التحرر والتنوير والاحتكام للغة القانون! مع ذلك، «المحطات عاوزه كده» وتجّار البضاعة الشامية تحت الطلب على الدوام.

يبقى تقديم نماذج هامة من هذه الأعمال مجرد استثناء، تصنع فيه حكاية متخيلة تستند إلى مرحلة تاريخية هامة، فتخرج الصورة ما بين الحكائي المصنع درامياً، والتوثيقي المثبت تاريخياً، بعيداً عن منطق «البوجقة» والدجل وتزوير التاريخ.
وفق هذا الترتيب، يقدّم خلدون قتلان وسيف الدين السبيعي مسلسل «قناديل العشّاق» (إنتاج «سما الفن» بطولة سيرين عبد النور، ومحمود نصر ورفيق علي أحمد وفايز قزق ــ «الجديد»، «سما»، «art حكايات») لكن من دون أن نتابع حضوراً لرجال الدين في المجتمع الدمشقي. سيحكي المسلسل قصة عتّال يلتقي مصادفة بمغنية يهودية بارعة الجمال هاربة من جبل لبنان.

تولد بينهما قصة حب عاصفة تتكئ بحيثياتها المتخيلة على السياق التاريخي للمرحلة الملتهبة من تاريخ الشام. ويطل علينا «بدر دجى» الدراما السورية «باب الحارة» بجزء جديد (كتبه سليمان عبد العزيز، ويخرجه ناجي طعمي وبسّام الملّا، إنتاج شركة «ميسلون» ــ mbc و lbci). وفي الجزء التاسع من السلسلة الشامية، يتابع المشاهد لمسات النجم عبّاس النوري، في صياغة الخط الدرامي، لشخصيته على الأقل. ولا يتوقّع من المسلسل الشهير إلا مزيداً من الهزائم الدرامية لمشاهديه، بخاصة أنّ أحد نجومه استعار الطرائف المبتذلة المنشورة على إحدى صفحات الفايسبوك، وطوّعها بطريقة منفرة، لصالح دوره.

أيضاً، سيُعرض على mtv و«سوريا دراما» ومحطات أخرى جزء ثان من مسلسل «خاتون» (كتابة طلال مارديني، معالجة درامية سيف رضا حامد، إخراج تامر اسحق، إنتاج «غولدن لاين»، بطولة سلوم حداد، وكندة حنا، وسلافة ومعمار، وكاريس بشار) ليعيش المشاهد استكمالاً لأحداث الجزء الأول من دون تغيير في شخصيات العمل أو سياقه، باعتبار أن الجزءين أنجزا منذ العام الماضي دفعة واحدة.
من جانبها، تصرّ شركة «قبنّض» على إنجازها السنوي وتقدّم للعام الرابع على التوالي مسلسلها «طوق البنات4» (للكاتب أحمد حامد والمخرج محمد زهير رجب، بطولة رشيد عسّاف ــ «الجديد»، «حواس»، «نوميديا»، «رؤيا»، «السومرية») لنسمع مزيداً من المكائد التي تحاك حول الزعيم أبو طالب.