لا مكان للضحك في «الربيع الأسود»

الأخبار _ وسام كنعان

لكم أن تتخيلوا كيف سارت الأمور بالنسبة إلى الكوميديا السورية منذ زمن الأبيض والأسود حتى اليوم، بمجرد أن نقارن نهاد قلعي ومحمد الماغوط بفادي غازي، ودريد لحّام بطلال مارديني، وناجي جبر بسامر المصري، وعبد اللطيف فتحي براكان تحسين بيك وخلدون المالح بسالم سويد... المقارنة وحدها بين صنّاع كوميديا الماض والحاضر، ستفي بالغرض.
على أيّ حال، نعرف جيداً بأن العصر الذهبي للكوميديا السورية، ولى منذ زمن، لكن الاختراقات ما زالت تتحقّق بين الحين والآخر على شكل استثناءات. تتمثل أحياناً في لوحات محددة من «بقعة ضوء»، وأعمال لافتة مثل «ضيعة ضايعة1/2» أو «الخربة».
مع ذلك، قد يكون الموسم الحالي مبشراً، ولو على صعيد الكم، بعودة ملمح ألق للأعمال الكوميدية من خلال مجموعة مسلسلات أولها العمل الشهير «بقعة ضوء» بجزئه الثالث عشر (مجموعة كتاب، إخراج فادي سليم، إنتاج «سما الفن»، بطولة عبد المنعم عمايري، وأيمن رضا، وفادي صبيح ومحمد حداقي ــ «سما»، «سوريا الفضائية»).

طبعاً، العمل تهاوى تباعاً من خلال حزمة مخرجين تعاقبوا عليه لا يجيدون قراءة الكوميديا، ولا الحكم على الورق، إن كان يحوي مادة تمهد الأرض أمام حالة سخرية وتهكم ناجع، أم أن الأمور ستذهب نحو دراما اجتماعية فارغة. ولعلّ دخول النجم أيمن رضا في الوقت المستقطع، يعيد بعض الروح للعمل.
وبينما كان الكلّ يعوّل عليه، خرج «سايكو» (كتابة أمل عرفة وزهير أحمد قنوع، إخراج كنان صيدناوي، إنتاج «زوى» و«الأمل» ـــ «سما») في اللحظات الأخيرة من السباق الرمضاني. العمل الذي تؤدي بطولته عرفة وأيمن رضا وفادي صبيح، مسكون بالشغف. إذ تجسد عرفة خمس شخصيات أولها صحافية يقع في يدها cd يفضح مافيات خطيرة تلاحقها من خلال مفارقات مضحكة.

أيضاً، خرج «هواجس عابرة» (كوميديا كتبها قطيش بالشراكة مع حسن مصطفى، إخراج الممثل مهند قطيش ـ إنتاج «الحاتم»، بطولة كاريس بشار، وفادي صبيح، وأحمد الأحمد ومحمد حداقي) من السباق. علماً أنّه عبارة عن قصص منفصلة تلامس بطريقة ساخرة معطيات حياة سكان بناء واحد هو المسرح الرئيسي للحدث. على الضفة الأخرى، سيعرض «أزمة عائلية» (تأليف شادي كيوان، إخراج هشام شربتجي، إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني»، بطولة رشيد عسّاف، ورنا شميّس، وأمانة والي، وكرم الشعراني ــ سوريا دراما)، وهو كناية عن «سيت كوم» يحاول ملامسة الأحداث السورية، واليوميات الجديدة التي خلّفتها الحرب، إضافة إلى التردّي الاقتصادي والظروف الأمنية المنهارة بأسلوب «لايت»، يقترب من الكوميديا بطريقة ذكية. إلى جانب ما سبق، قد نشاهد محاولات كوميدية في أكثر من مسلسل منها «طلقة حب» (كتابة وإخراج وإنتاج مظهر الحكيم) «جنان نسوان» (تأليف وإخراج فادي غازي)، فيما تأجّل «كعب عالي» (تأليف سومر إبراهيم، إخراج ميشيل مليكيان، إنتاج «كراميل آت هاوس») دون ذكر الأسباب.