2017/01/06
بوسطة - ميس ابراهيم
ورحل فنان الشعب... بهذه العبارة ودّع محبّو رفيق سبيعي ممثلهم الذي وافته المنيّة أمس الخميس 5 كانون الثاني في منزله الكائن في دمشق. مع انتشار الخبر بدأت صفحات السوشال ميديا تعرض مقتطفات من أعمال النجم، وكذلك عبّر متابعو الفنان عن أسفهم لفراق عملاق من عمالقة الفنّ السوري.
ولد الراحل في عام 1930 في حي البزورية الدمشقي ، تربى في عائلة محافظة واستقر في أوائل شبابه بمهنة الخياطة لأكثر من ثلاث سنوات، قدم عرضاً كوميدياً لأول مرة في حياته عام 1984 بأحد المقاهي الدمشقية إلى جانب جميل خربوطلي وأبو رمزي، حينها اضطر للإقامة في أحد مقاهي دمشق وترك منزل عائلته التي لم تتقبل دخوله عالم الفن ، وعمل كملقن إلى جانب الممثل السوري عبد اللطيف فتحي ( المشهور بدور أبو كلبشا)، بعدها أدى دور عتّال في مسرحية "القادم من أميركا". وهكذا ولدت شخصيّة " الزكرتي أبو صياح" ، كانت النقلة الفنية للفنّان رفيق سبيعي في العام 1956 مع تأسيس المسرح الحر الذي عمل فيه معظم رواد الحركة المسرحية السورية، حيث بدأ بتقديم مسرحيات كاملة إلى جانب فقرات غنائية اعتادت الفرق المسرحية على تقديمها في ذلك الزمان، ومن المسرحيات الأولى التي شارك فيها: "بالمقلوب، مرتي قمر صناعي، طاسة الرعبة"، وشارك في مسرحية نالت شهرة ملحوظة في أواخر الخمسينيات هي مسرحية "صابر أفندي" 1958من تأليف الراحل حكمت محسن. كما كان الفنّان رفيق سبيعي من بين الفنّانين السوريين المؤسسين للمسرح القومي في العام 1960، ومن أهم المسرحيات التي شارك فيها مع المسرح القومي " أبطال بلدنا" (1960) "البورجوازي النبيل" (1962) "الأشباح " (1962)"مدرسة الفضائح" (1963) "الأخوة كارامازوف" (1964) "الاستثناء والقاعدة" (1964) . وبعد غياب لسنوات عاد رفيق سبيعي إلى المسرح في العام 1996 ليشارك في مسرحية "مات ثلاث مرّات" بتوقيع المخرج حاتم علي. ثم في العام 2001 شارك في مسرحية "شو هالحكي" من إعداد وإخراج كل من سيف الدين السبيعي ونضال سيجري وجلال شموط عن نص لزكريا تامر.
في عام 1960 غادر سبيعي إلى القاهرة لتلقّي دورة في الإخراج الإذاعي، بقي هناك حتى 1961 ، و ظهر على التلفزيون السوري في تمثيلية "مطعم السعادة" مع دريد لحام ونهاد قلعي. في هذه الفترة، قدّم سبيعي عدداً من الأغاني بصوته ومن كلماته في التلفزيون في برنامج "7 في 7" لخلدون المالح كـ "داعيكن أبو صياح" و"يا ولد لفلك شال". ثم توالت الأغنيات التي نالت حظّها من الشهرة مثل " تمام تمام هدا الكلام"، " شروال أبو صياح" ، " لاتدور ع المال"، " حبوباتي التلموذات"،" شيش بيش"، "قعود تحبك"، "الحب تلت لوان"، " الخنافس" وغيرها.
ومن الأغنيات التي أداها بشكل خاص للسينما أغنية "ليش هيك صار معنا" في فيلم "شروال وميني جوب"، وأغنية "الاوتو ستوب" في فيلم "نساء للشتاء". ومن أبرز ما قدّمه إذاعياً برنامج "حكواتي الفن" الذي استمر دون انقطاع لمدة اثنتي عشر عاماً على أثير إذاعة دمشق.
وهو أول من قدم كتاب "حوادث دمشق اليومية" لـ"البديري الحلاق" الذي يؤرخ لأواخر فترة الحكم العثماني لبلاد الشام، ولفت أنظار الدراميين له فاستوحوا منه فيما بعد قصص العديد مما عرف لاحقاً بأعمال البيئة الشاميّة.
لم يقتصر عمل سبيعي على التلفزيون والإذاعة والمسرح بل دخل مجال السينما وشارك بما يزيد على الخمسين فيلماً، كانت المرة الأولى في "غرام في اسطنبول" (1967) مع دريد لحام ونهاد قلعي، اللذين قدم معهما المسلسلين الشهيرين "حمام الهنا" (1967) ثم "مقالب غوار"(1968)، إضافةً إلى محطات سينمائية كـ"سفاري" (1972) للمخرج الجزائري محمد سليم رياض عن القضية الفلسطينية. وهذا الفيلم لم يعرض عربياً بسبب الصورة التي يقدمها عن الأنظمة العربية، وصولاً إلى فيلم "الليل الطويل"(2009)
أخر أعمال الراحل كانت بمسلسل حرائر(تأليف عنود الخالد واخراج باسل الخطيب 2015) وفي نفس العام شارك بفيلم سوريون للمخرج باسل الخطيب، وقد نال عدة جوائز خلال مسيرته الفنية آخرها درع تكريمي من الحزب القومي السوري الذي انتسب إليه في أواخر حياته" تكفيراً عن الخطأ الذي ارتكبه عندما آمن بالعروبة" وكانت آخر رسائله التي وجهها إلى الجيل القادم أن يأمنوا بوحدة سوريا، ويدركوا أن الوحدة العربية هي سبب المشاكل بين العرب والغرب.
يذكر أن الراحل متزوّج ولديه ستة أولاد وووري جثمانه الثرى في مقبرة "باب الصغير" بدمشق.